اليونان: إسناد تشكيل الحكومة إلى الاشتراكيين بعد فشل الحزبين المتقدمين

قلق أوروبي.. وزعيم «باسوك» يسعى لتجنب سيناريو إجراء انتخابات جديدة

الرئيس بابولياس (يمين) أثناء استقباله الزعيم الاشتراكي فينيزيلوس لتكليفه بتشكيل الحكومة في أثينا أمس (رويترز)
TT

كلف الرئيس اليوناني كارولوس بابولياس أمس رئيس الحزب الاشتراكي اليوناني (باسوك) إيفانغيلوس فينيزيلوس بمهمة تشكيل الحكومة الجديدة بعد فشل جهود أحزاب أخرى في ذلك بعد الانتخابات التي لم تكن حاسمة.

وبعد فشل محاولتين متتاليتين قام بهما زعيم «حزب الديمقراطية الجديدة» اليميني أنتونيس ساماراس الذي فاز في الانتخابات التشريعية الأحد الماضي من دون أن يحصل على أغلبية، وزعيم حزب اليسار الراديكالي ألكسيس تسيبراس، كلف فينيزيلوس بصفته رئيس الحزب الثالث بمهمة تشكيل الحكومة. وإذا فشل الحزب الاشتراكي في تشكيل حكومة، فإن رئيس الدولة سيضطر إلى دعوة الأحزاب لتشكيل ائتلاف طارئ. وإذا لم يتسن القيام بذلك بحلول 17 من الشهر الحالي، فستجرى الدعوة إلى إجراء انتخابات جديدة.

ويحاول فينيزيلوس الآن تشكيل حكومة تحالف في اليونان التي تواجه مأزقا سياسيا منذ انتخابات الأحد مما يثير قلق أوروبا والأسواق. وقبل أن يكلف بهذه المهمة الحساسة، أفادت مصادر في الحزب الاشتراكي بأن فينيزيلوس تحدث إلى كتلته البرلمانية التي انخفضت إلى 41 نائبا من أصل 300 مقعد في البرلمان، بعدما عاقب اليونانيون حزبي «باسوك» و«الديمقراطية الجديدة» المؤيدين لإجراءات التقشف. وقال فينيزيلوس أمس إنه يريد «تشكيل حكومة أمل وأمن وآفاق». وصاغ فينيزيلوس مع رئيس الوزراء المنتهية ولاية لاوكاس باباديموس الاتفاق على قرض ثان من الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي وإلغاء نحو ثلث الدين السيادي، وكان قد حذر من خروج البلاد من منطقة اليورو في حال عدم احترام البلاد لتعهداتها تجاه مانحيها، أي الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي. غير أن معاقبة الأحزاب المؤيدة للتقشف وعلى الأخص «الديمقراطية الجديدة» المحافظ برئاسة أنتونيس ساماراس، و«باسوك» في الانتخابات الأحد الماضي، أدى إلى تغير خطاب فينيزيلوس وساماراس المؤيد للتقشف. وقال الرجلان إنه ينبغي احترام إرادة الناخبين والتفاوض على تليين شروط الحل التقشفي. وكان فينيزيلوس أعرب في حملته الانتخابية عن السعي إلى تمديد مهلة ضبط موازنة البلاد وتحديد نهايتها في «2015 عوضا عن 2014»، كما نص الاتفاق بين اليونان ودائنيها.

لكن محللين بدوا أمس متحفظين حول فرص فينيزيلوس في التوصل إلى حل ما قد يعيد البلاد نحو صيغة وحدة وطنية قبل تنظيم انتخابات جديدة. وقال المحلل جورج سيفيرتزيس، إن «فرص تشكيل حكومة أكبر مما كانت عليه الأربعاء، لكن لا يمكن حسم شيء قبل نهاية الأسبوع». وأفادت صحيفة «كاثيميريني» الليبرالية بأن «فينيزيلوس سيستنفد كل هامش المناورة الذي يملك تشكيل حكومة ائتلافية ذات توجه أوروبي».

واقترح المسؤول الاشتراكي ائتلافا مع «الأحزاب المؤيدة لأوروبا» بما فيها سيريزا لتشكيل حكومة «على الأقل لمدة أشهر لتجنب الوصول إلى طريق مسدود سياسيا وإعطاء الوقت للقوى السياسية كي تعيد تموضعها في أوروبا واليونان»، بحسب سيفيرتزيس. وبانتظار حل، أدى الغموض السياسي في اليونان إلى إثارة توتر الأسواق التي سجلت خسائر منذ الاثنين، لكنها بدأت تتحسن أمس، بينما تواصل أوروبا التحذير من خروج البلاد من منطقة اليورو إذا أرادت العودة عن التزاماتها بالتصحيح.

وفي غضون ذلك، قررت منطقة اليورو تجميد صرف مليار يورو من أصل مبلغ الـ5.2 مليار يورو كانت تعتزم سداده إلى اليونان، وأرجأت قرارها بشأنه إلى الاجتماع المقبل لوزراء مالية دول منطقة اليورو. ويفترض أن يسدد المليار يورو المتبقي في يونيو (حزيران) وفقا للاحتياجات الضرورية للبلاد. واعتبرت هذه الخطوة بمثابة تحذير أول من شركاء اليونان الذين تعتمد على تمويلهم لتجنب الإفلاس.