مغاربة يرفعون علم الثورة السورية على قمة جبل «توبقال»

تحت شعار «جسد واحد»

المغاربة وهم يرفعون علم الثورة السورية على قمة جبل «توبقال» («الشرق الأوسط»)
TT

إضافة إلى المسيرات الشعبية التي ظلت تخرج في مختلف المدن والقرى المغربية تضامنا مع عدد من القضايا العربية والإسلامية، في سوريا وفلسطين، اختار شبان مغاربة تنفيذ أشكال جديدة للتعبير عن التضامن والدعم والمساندة.

ورغبة في إيصال صوتهم والتعبير عن تضامنهم ومساندتهم لنضالات الشعبين السوري والفلسطيني، نظم مجموعة من الشباب المغربي رحلة إلى جبل «توبقال»، تحت شعار «جسد واحد»، توجت برفعهم علمي سوريا وفلسطين على قمته.

وتعتبر قمة جبل «توبقال»، الذي يقع على بعد نحو 60 كيلومترا إلى الجنوب من مدينة مراكش، ويبلغ ارتفاعه 4165 مترا، الأعلى في شمال أفريقيا والعالم العربي، والثانية في أفريقيا، بعد قمة جبل «كليمنغارو»، في تنزانيا، التي يبلغ ارتفاعها 5895 مترا.

وقال فؤاد الداني، وهو أحد المنظمين والمشاركين في الرحلة، لـ«الشرق الأوسط»: «جمعنا هدف واحد، يتلخص في إيصال رسالة تضامن، أردنا أن نؤكد، من خلالها، مساندة الشعب المغربي أشقاءه في فلسطين وسوريا في المحن التي يعيشونها».

ووصف الداني، وهو طالب مهندس، يتابع دراسته بكلية العلوم والتقنيات، التابعة لجامعة القاضي عياض بمراكش، خطوات الإعداد للرحلة، بقوله: «نحن مجموعة من هواة صعود الجبال، حملنا همّ نشر هذه الثقافة، ومع متابعتنا ما يجري، في محيطنا العربي، وتأكيدا لانخراطنا في قضايا أمتنا، تساءلنا لماذا لا نعطي إحدى رحلاتنا، التي نتوجه فيها إلى قمة (توبقال)، شعارا نرفع من خلاله صوتنا، للتعبير عن رأينا في قضية ما، تكون ذات بعد محلي أو جهوي أو قومي. رفعنا شعار (جسد واحد)، تضامنا مع إخواننا في سوريا وفلسطين».

وحول المشاركين في الرحلة، قال الداني إن عددهم بلغ 24 شابا، أغلبهم طلاب، يتحدرون من مدن عديدة، مثل مراكش وأغادير وطنجة وسيدي إفني وأسفي، كلهم ذكور، مؤكدا أن عددا من الإناث عبرن عن رغبتهن في المشاركة، غير أن بعض من لهم تجربة في الصعود إلى قمة «توبقال» نصحوهم بالعدول عن المشاركة، وذلك بالنظر إلى وعورة المسالك، وغيرها من مشاق تسلق المرتفعات.

وأكد الداني أن ثلاثة، فقط، من بين المشاركين الـ24، متمرسون على أجواء ومتطلبات صعود الجبال والمرتفعات، مشيرا إلى أن برنامج الرحلة تضمن قضاء ليلة في فندق صغير قرب منطقة «إمليل»، قبل التوجه إلى قمة «توبقال»، في الساعة السابعة من صباح اليوم التالي، حيث استغرقت رحلة الصعود إلى القمة 5 ساعات ونصف. وقال إدريس الكريني، أستاذ العلوم السياسية، بجامعة القاضي عياض بمراكش، لـ«الشرق الأوسط»، إن «المبادرة التي قام بها هؤلاء الشبان تأتي في سياق سلسلة من المبادرات والمسيرات التي يقوم بها المغاربة، بشكل يعكس اهتمامهم بالقضايا القومية وتفاعلهم مع آلام الشعوب الشقيقة». وشدد الكريني على أن رحلة «توبقال» ورفع علمي سوريا وفلسطين، في أعلى قمة بالمغرب وشمال أفريقيا، لها أهمية رمزية كبرى، سواء في ما يتعلق بالأزمة السورية أو القضية الفلسطينية، التي تأخر حلها، ووصلت إلى حد متأزم، وبالتالي فنحن في حاجة إلى مثل هذه المبادرات، التي على الرغم من رمزيتها، فإنها تشهد مواكبة إعلامية ولها صداها، بشكل يدعم نضالات الشعب الفلسطيني، من جهة، ويحرج النظام السوري من أجل التراجع عن سياسة التقتيل والتنكيل بشعبه، كما يحرج القوى الكبرى، خاصة روسيا والصين، وذلك بشكل يدفعهما إلى التراجع عن القرارات التي تمنح هذا النظام هامشا للمناورة ومزيدا من الوقت للتقتيل والتنكيل».

وليست رحلة الشبان الـ24 إلى قمة «توبقال»، لرفع أحد الأعلام، تضامنا مع معاناة أحد الشعوب العربية، هي الأولى من نوعها، بعد أن تحولت هذه القمة، في السنوات الأخيرة، إلى قبلة للراغبين في البعث برسائل والتعبير عن مواقف تعبر عن التضامن مع قضايا قومية وعالمية مختلفة.

وكان فريق عربي، من هواة تسلق الجبال، تكون من المصري، عمر سمرة، الذي سبق له الوصول إلى قمة «إيفرست»، والمغربي ناصر بن عبد الجليل، واللبناني خيري سماقية، قد رفع علم فلسطين على قمة جبل «توبقال»، في الأسبوع الأول من يناير (كانون الثاني) عام 2009، تعبيرا عن احتجاجهم على القصف الإسرائيلي لغزة.