«إنك لا تأكل مطلقا وحدك»؛ بل تتشارك في كل وجبة تأكلها مع مجتمع بأكمله.. تريليونات من البكتريا والفطريات وغيرها من أنواع الميكروبات الأخرى التي تحيا داخل جهازك الهضمي. وتشير دراسة إلى أن مثل هذه الميكروبات قد تتسبب في الإصابة بتصلب الشرايين، وهو المرض الذي يؤدي لانسدادها.
السؤال هو: ما مدى ضخامة هذا المجتمع دائم التغير من الميكروبات؟ بالنسبة لكل خلية من خلايا جسمك، هناك 10 ميكروبات تعيش داخل أمعائك وفمك وعلى بشرتك وفي أجزاء أخرى من جسمك. إنها علاقة نفعية؛ فأنت تمنحها غذاء ومكانا دافئا تعيش فيه، وترد لك الجميل بتفتيت السموم ومحاربة أي مواد تهاجم جسمك، وإنتاج فيتامينات معينة وأحماض أمينية وتدريب جهازك المناعي على مقاومة المخاطر.
وقد اكتشف الباحثون أن ميكروبات الأمعاء تلعب أدوارا رئيسية في ضبط الوزن وفي استجابة الجسم للإنسولين. ولتحديد ما إذا كانت تتسبب بدرجة ما في الإصابة بمرض تصلب الشرايين، أجرى باحثون من «كليفلاند كلينيك» سلسلة من التجارب.
وعلق باحثون على الدراسة بأنها تؤكد على فكرة الارتباط بين النظام الغذائي والإصابة بمرض القلب، بل وتؤكد أيضا وجود ارتباط واضح بين التمثيل الغذائي للأطعمة من قبل الميكروبات المعوية والتمثيل الغذائي لهذه الميكروبات عند الثدييات، على نحو يقدم احتمالات جديدة لمنع حدوث إصابة بمرض القلب وعلاجه.
وتعتبر منتجات البروبيوتيك عناصر غذائية لا يمكن للجسم هضمها، لكن تستطيع الميكروبات المعوية هضمها، ولذلك، فإنها تستخدم من أجل تحفيز نمو أو نشاط ميكروبات نافعة بعينها داخل المعدة. ومن منتجات البروبيوتيك أطعمة مثل الزبادي تحتوي على بكتريا حية أو غيرها من أنواع الميكروبات النافعة. وتستخدم بالفعل في علاج عدد من أمراض الجهاز الهضمي، من بينها مرض القولون العصبي.
وإذا كنت تحب تناول الزبادي أو مخيض اللبن أو الفطر الهندي أو كومبوشا أو أرز الميسو أو أي أطعمة أخرى تحتوي على البكتريا الحية، فتناولها بشكلها الطبيعي فهي أفضل من المكملات الغذائية.