الأزهر يتأهب لمعركة مصير مع خصومه في البرلمان

الإمام الأكبر يدعو معارضيه الأزهريين لمواجهة الأزمة

TT

تتأهب مؤسسة الأزهر الشريف وشيخها الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب للدخول في معركة مصير، يرى مراقبون أنها ستتسم بالحدة والشراسة، وذلك بعد ارتفاع صوت دعاوى برلمانية من نواب عن حزب النور السلفي تنادي بضرورة أن لا يكون الأزهر هو المرجعية الدينية الوحيدة في البلاد.

وفي محاولات للرد على خصومه الإسلاميين وتهميش دوره السياسي داخل البرلمان، قرر الأزهر فتح سلسلة حوارات مع معارضيه من أبنائه الأزهريين ودعوتهم إلى مائدة إمامه الدكتور الطيب، لتقريب وجهات النظر والوقوف أمام أي محاولة تنال من كينونة الأزهر وقياداته، وإطلاق موقع إلكتروني لعرض وجهة نظره في المسائل السياسية والخلافية بعيدا عن التحريف.

وكشف مصدر مطلع في مشيخة الأزهر أن في مقدمة من سيتحاور معهم في هذا السياق الشيخ جمال قطب رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر، والدكتور عبد الله بركات عميد كلية الدعوة بجامعة الأزهر، ويرى مراقبون أن هذا الحوار سيركز على كيفية مجابهة محاولة الإسلاميين المتشددين السيطرة على أكبر مؤسسة سنية في العالم وعدم السماح للجنة الدينية بالبرلمان التي يرأسها الشيخ السيد عسكر (الإخواني) بالتدخل في شؤونه، خاصة بعد أن نفض الأزهر عن كاهله 30 عاما من تبعية الأنظمة الحاكمة، وتصدر المشهد السياسي بعد ثورة «25 يناير (كانون الثاني)».

وشهد البرلمان المصري الذي يستحوذ الإسلاميون على الأكثرية فيه محاولات لتهميش دور الأزهر، خاصة بعد المشروع الذي تقدم به عضو عن حزب النور (السلفي) إلى لجنة الاقتراحات بحذف عبارة «الأزهر المرجع النهائي في القضايا الدينية». وهو ما دعا شيخ الأزهر إلى رفض المقترح، وقال في بيان شديد اللهجة إن «الأزهر شارك في جلسة استماع علنية بالبرلمان ووضح للنواب أنه لا يوافق على كثير من هذه التعديلات التي تجرد الأزهر من مكانته المرجعية التي اكتسبها على مدى ألف عام في مصر والعالم الإسلامي»، محذرا من أن يتحول الأزهر إلى مجرد مدرسة دينية تعليمية.

وفي إطار البحث عن منبر إعلامي له بعيدا عن المواقع والقنوات الفضائية التي تحرف تصريحات قياداته، أطلق الأزهر موقعا إلكترونيا أول من أمس، وقال الصحافي سليمان قناوي، رئيس تحرير الموقع الإليكتروني، إنه «تم إطلاقه على أنه خطوة أولى في إطار منظومة إعلامية، بالإضافة إلى إنشاء قناة فضائية ومركز إعلامي»، وأضاف قناوي أن «الأزهر شعر بعد ثورة (25 يناير) بأنه محتاج لمنصة إعلامية لعرض وجهة نظره وتقديم المعلومة دون تحريف، بعد أن قامت العديد من القنوات والمواقع بتحريف وجهة نظره في القضايا». وقال سليمان لـ«الشرق الأوسط» إن «الموقع الجديد ليس هدفه فقط الرد على خصومه ومهاجميه من التيارات السياسية؛ لكن لتوضيح وجهة نظر الأزهر في كثير من الأحداث المهمة».