طهران: سفارتنا في بغداد ستتولى تدابير الأمن والحراسة خلال محادثاتنا مع 5+1

استئناف الحوار في فيينا غدا.. وزيارة موقع بارتشين في صلب النقاشات

وزير الخارجية الايراني علي أكبر صالحي (يسار) اثناء استقباله لرئيس الوزراء الفرنسي السابق مايكل روكار في طهران أمس (أ. ف. ب)
TT

تستأنف غدا في فيينا المحادثات بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية والجمهورية الإسلامية حول البرنامج النووي الإيراني الذي يشتبه الغرب بأن له أهدافا عسكرية، ويأتي الاجتماع على أمل إحراز تقدم في نهاية المطاف قبل لقاء أساسي مع الدول الكبرى في بغداد مقرر في 23 مايو (أيار) الجاري. وفي غضون ذلك قال مسؤول إيراني بارز إن بلاده لديها «الثقة التامة بالمسؤولين العراقيين» بما يتعلق بتوفير الأمن خلال تلك المحادثات مع مجموعة (5+1)، وإن السفارة الإيرانية في بغداد ستتولى التدابير الأمنية والحراسة.

واجتماع بعد غد الذي سيستمر يومين في ممثلية إيران الدائمة لدى الأمم المتحدة، سيشكل اختبارا للنوايا الإيرانية كما قال دبلوماسيون غربيون وخبراء، بعد أن ماطل المسؤولون الإيرانيون خلال محادثات سابقة.

وقال برونو ترتريه المسؤول عن الأبحاث في مؤسسة الدراسات الاستراتيجية لوكالة الصحافة الفرنسية إن القيام «ببادرة واضحة بشأن موقع بارتشين العسكري على سبيل المثال سيوفر مناخا إيجابيا لبغداد».

وتشتبه الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن إيران أجرت في هذا الموقع، شرق طهران، تجارب تفجير تقليدية يمكن تطبيقها في المجال النووي، رغم أن المسؤولين الإيرانيين نفوا تلك الشكوك تماما.

وكان فريق مفتشين من الوكالة أكد أنه لم يسمح له بدخول هذه القاعدة العسكرية في يناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط) الماضيين، ما أدى إلى تجميد المحادثات.

وسيكون موقع بارتشين مجددا في صلب النقاشات في فيينا كما صرحت مصادر دبلوماسية، لكن لا شيء يدل على أن إيران مستعدة للتساهل في هذا الملف. وسيقود المدير العام المساعد البلجيكي هيرمان ناكيرتس مجددا وفد الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وأثناء منتدى أخير عقد في سان غال بسويسرا صرح المدير العام للوكالة الياباني يوكيا أمانو أن الدخول سريعا إلى هذه القاعدة يشكل «أولوية».

وكان أمانو لمح في مارس (آذار) إلى أن إيران قد تكون بصدد محو كل أثر نشاط نووي في بارتشين، وهو تلميح وصفته الجمهورية الإسلامية بـ«الدعاية».

ونشر معهد العلوم والأمن الدولي في الثامن من مايو الجاري على موقعه الإلكتروني صورا التقطت بالقمر الصناعي يعود تاريخها إلى مطلع أبريل (نيسان) وتظهر أنشطة حول حاوية قد تكون أجريت فيها التجارب، ما يبعث على الاعتقاد بأن عملية تنظيف قد تكون جارية.

واعتبر مركز الدراسات الأميركي هذا أنه «على إيران أن تسمح على الفور لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بدخول هذا المبنى» وأن تعطي إيضاحات عن هذه النشاطات.

وبوجه عام تريد الوكالة التوصل إلى اتفاق مع إيران حول ما تسميه «مقاربة منتظمة» تهدف إلى حل جميع النقاط العالقة فيما يخص أي بعد عسكري محتمل للبرنامج النووي الإيراني.

وقد أثيرت هذه المسائل في تقرير للوكالة تضمن انتقادات في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وقدمت فيه جملة عناصر تشير إلى أن إيران كانت تعمل على صنع السلاح الذري حتى 2003، وربما بعد ذلك، الأمر الذي نفته إيران مجددا وبشكل قاطع.

وقال ماتياس كونتزل الخبير في العلوم السياسية في هامبورغ والمتخصص بشؤون الشرق الأوسط «لا أستبعد إمكانية أن تسمح إيران للخبراء بزيارة بعض الأقسام المحدودة من بارتشين»، وأضاف: «لكن ذلك لن يكون سوى نجاح خادع للتحضير (...) لنجاح خادع جديد في بغداد».

وقبل استئناف اتصالات اعتبرت إيجابية في أبريل في إسطنبول، يتوقع أن تدخل مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا) وإيران في صلب الموضوع في 23 مايو في بغداد.

وقالت طهران إنها ستكون مستعدة بشروط للموافقة على التخلي عن تخصيب اليورانيوم حتى 20%، وهو موضوع خلافي مع القوى العظمى.

وفي سياق متصل، أكد مساعد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، أن لدى طهران «الثقة التامة بالمسؤولين العراقيين»، بما يتعلق بتوفير الأمن خلال محادثات 23 مايو.

وقال عباس عراقجي لوكالة مهر للأنباء الإيرانية، شبه الرسمية، تعليقا على موضوع المحادثات مع 5+1 في بغداد، وتفقد الجانب الأوروبي لمحل المحادثات لتوفير الأمن: «لدينا الثقة التامة بالمسؤولين العراقيين، بما يتعلق بالأمن». وتابع: «نعتقد أن المسؤولين العراقيين، ومثلما استضافوا بنجاح مختلف المؤتمرات، بما فيها القمة العربية (في مارس الماضي)، فإنهم قادرون على استضافة المحادثات بين إيران و5+1 بشكل مناسب».

وصرح عراقجي أن «محادثات إيران مع 5+1 ستعقد في مايو بسهولة ودون أي مشكلة»، وأكد: «طبعا هنالك إجراءات وتدابير للحراسة والأمن، وتتولى السفارة الإيرانية لدى بغداد مسؤولية هذه التدابير، وتقوم بالتنسيق الأمني اللازم مع المسؤولين المعنيين بالأمن والحراسة في بغداد».