كشفت تقارير وردت من داخل إيران عن أن السلطات الإيرانية أغلقت 3 أجنحة لأهل السنة في الدورة الخامسة والعشرين لمعرض طهران الدولي للكتاب، الذي افتتح مطلع الشهر الحالي تحت شعار «ربع قرن من الجهاد الثقافي». وحسب تلك التقرير، فقد أمر القائمون على المعرض مسؤولي تلك الأجنحة بجمع بعض الكتب حتى قرروا صباح الخميس الماضي في أواخر أيام المعرض بإغلاق هذه الأجنحة بشكل كامل، مع أن تلك الكتب تمت طباعتها بترخيص من قبل وزارة الثقافة والإرشاد الإيرانية.
وحسب مصادر إخبارية، فقد كشف سعدي سجادي، مدير دار «آراس كردستان» للطباعة والنشر، عن إغلاق ثلاثة أجنحة نشر لأهل السنة في معرض طهران الدولي للكتاب. وقال «صباح الخميس (الماضي).. في الأيام الأخيرة من أعمال معرض طهران، أغلق مقيمو المعرض لمدة 24 ساعة الأجنحة المتعلقة بدور (آراس كردستان)، و(حافظ أبرو) لخراسان الرضوية، و(إيلاف) لمحافظة فارس». وأضاف سجادي: «منذ الأحد (الماضي)، أمر المسؤولون عن المعرض مسؤولي الأجنحة الثلاثة بجمع بعض الكتب مثل كتاب (تاريخ سياسي كرد) لآية محمدي، و(أمثال القرآن الكريم) لابن القيم، وكتاب (دين سوزي معاصر)، لكمال روحاني، واليوم صباحا (الخميس) قاموا بإغلاق هذه الأجنحة بشكل كامل، مع أن الكتب المذكورة تمت طباعتها بترخيص من قبل وزارة الثقافة والإرشاد».
وأشار إلى أن أيا من مسؤولي المعرض لم يردوا على استفسارات دور النشر تلك حول أسباب إغلاق الأجنحة. وأضاف: «من بين 1200 جناح مشارك في الداخل في معرض طهران الدولي الخامس والعشرين للكتاب، عطلت هذه الأجنحة الثلاثة فقط».
ووفقا للتقارير الصحافية، فإن السلطات الإيرانية قامت قبل ذلك بمنع «دار الصديقي» و«دار الفاروق الأعظم» للطباعة والنشر في زاهدان، اللتين تعتبران من الدور الناشطة لأهل السنة في إيران في مجال نشر الكتب، من المشاركة في الدورة الخامسة والعشرين لمعرض طهران الدولي للكتاب، ولم يسمح لهما بالمشاركة، مع أنهما قامتا بالتسجيل في الموعد المحدد.
وأفادت التقارير بأن السلطات جمعت نحو 250 كتابا واعتبرتها «كتبا ضالة».
وروجت الجمهورية الإسلامية بأن المعرض يعتبر «الحدث الثقافي الأكبر في الشرق الأوسط» بمشاركة أكثر من 3000 دار نشر محلية وعالمية وأنه احتوى على أقسام مختلفة تتوزع بين الكتب الطبية بلغات متعددة، والكتب الأدبية والثقافية والدينية، وأنه تم عرض نسخ مميزة من القرآن الكريم، وبمشاركة دور نشر مختلفة من العالم الإسلامي وأنه سجل «أرقاما قياسية من حيث المشاركة والحضور».
وحسب الوكالات الإيرانية، فإنه خلال أسبوع واحد سجل المعرض مبيعات بقيمة سبعة ملايين دولار توزعت بين إصدارات وكتب محلية وأجنبية.