الرياض تستضيف غدا القمة الخليجية لمتابعة خطوات انتقال المجلس من مرحلة «التعاون» إلى «الاتحاد»

وزراء الخارجية يجتمعون اليوم

TT

تستضيف العاصمة السعودية غدا الاثنين اللقاء التشاوري السنوي الرابع عشر لقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود رئيس الـدورة الحالية للمجلس الأعلى للمجلس، وسيكون الملك عبد الله على رأس مستقبلي القادة الخليجيين، الذين سيتابعون خلال اللقاء مسيرة العمل المشترك بجوانبه السياسية والاقتصادية والأمنية سعيا لتحقيق المزيد من طموحات أبناء المجلس من التلاحم والتعاون والتقدم، ويستعرض لقاء الزعماء آخر المستجدات العربية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

من جانبه، أكد الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، أهمية انعقاده في هذا الوقت للتشاور حول آخر المستجدات والتطورات على الساحتين الإقليمية والدولية، مشيرا إلى أن اللقاءات التشاورية تعكس حرص قادة دول المجلس على المتابعة الدائمة والوثيقة لكل ما يتعلق بتحقيق آمال وتطلعات مواطني دول مجلس التعاون. وأوضح الزياني أن قادة دول المجلس سيطلعون على تقرير موجز حول مسيرة التعاون المشترك في المجالات كافة منذ انعقاد القمة الثانية والثلاثين في الرياض في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وخاصة ما يتعلق بمبادرة خادم الحرمين الشريفين بشأن الانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد، وتوصيات المجلس الوزاري بشأن المرئيات النهائية للهيئة المتخصصة التي سبق تشكيلها من الدول الأعضاء لهذا الغرض.

وأفاد بأن القادة سيستعرضون آخر المستجدات الإقليمية والعربية والدولية، مشيرا إلى أن اللقاء التشاوري سيسبقه اجتماع خاص لوزراء الخارجية بدول مجلس التعاون، وذلك بمقر الأمانة العامة بالرياض «مساء اليوم الأحد» للتحضير للقاء التشاوري لقادة دول مجلس التعاون.

وقالت وكالة الأنباء السعودية، أمس، إن لقاء سيناقش الخطوات العملية لانتقال المجلس من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد بناء على تقرير اللجنة التي شكلتها دول مجلس التعاون الخليجي لدراسة الاقتراح الذي قدمه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في القمة الخليجية التي عقدت بالرياض العام الماضي 2011م حول الانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد، حيث أعلن ذلك في كلمته التي استهل بها الجلسة الافتتاحية للقمة قائلا «لقد علمنا التاريخ والتجارب ألا نقف عند واقعنا ونقول اكتفينا، ومن يفعل ذلك سيجد نفسه في آخر القافلة ويواجه الضياع، وهذا أمر لا نقبله جميعا لأوطاننا واستقرارنا وأمننا، لذلك أطلب منكم أن نتجاوز مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد في كيان واحد». ويأتي مطلب الملك عبد الله في ظل التحديات التي تواجه دول مجلس التعاون الخليجي التي تستدعي اليقظة ووحدة الصف والكلمة، مؤكدا أن الخليج مستهدف في أمنه واستقراره، وهو ما أكده في كلمته حين قال: «نجتمع اليوم في ظل تحديات تستدعي منا اليقظة وزمن يفرض علينا وحدة الصف والكلمة، ولا شك أنكم جميعا تعلمون أننا مستهدفون بأمننا واستقرارنا، لذلك علينا أن نكون على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقنا». كما ينعقد اللقاء التشاوري الرابع عشر لقادة دول المجلس في ظل ظروف بالغة الدقة، خاصة على صعيد قضايا الاستقرار والأمن الإقليمي لدول المجلس.

وأشارت وكالة الأنباء السعودية إلى أن اللقاء «يجسد التلاحم القوي القائم بين شعوب دول المجلس وقياداتها في مواجهة الدعوات المغرضة والتدخلات الخارجية التي تستهدف وحدة وأمن دول المجلس، كما يجسد الوحدة الحقيقية والترابط بين القيادة والشعب، كما يجسد ما يكنه مواطنو دول المجلس من وفاء وحب واعتزاز لقادتهم من أجل استمرار النهوض بهذا الصرح الخليجي العملاق». وأضافت: «والمتتبع لمواقف دول المجلس يرى أنها لم تقف في احتواء أزماتها عند مملكة البحرين فحسب، بل حرصت على وقف نزيف الدم في الجمهورية اليمنية والحفاظ على وحدة وأمن واستقرار اليمن فكانت المبادرة الخليجية هي الحل الأمثل والأنجع لتسوية الأزمة اليمنية، بالإضافة إلى تجديد موقف دول المجلس تجاه قضية الاحتلال الإيراني للجزر الإماراتية ودعم حق السيادة لدولة الإمارات العربية المتحدة على جزرها الثلاث، ودعوة الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى الاستجابة لمساعي دولة الإمارات العربية المتحدة والمجتمع الدولي لحل القضية عن طريق المفاوضات المباشرة أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية». وأضافت «وكل ما سبق ملفات لقضايا إقليمية تتفاعل في منطقة الخليج العربي وما حولها بصورة متسارعة ومتغيرة، مما يتطلب إجراء مشاورات مكثفة بشأنها في اللقاء التشاوري للوصول إلى رؤية مشتركة للتعامل معها بما تقتضيه مصالح دول المجلس وأمنها الإقليمي».