حكومة كردستان ردا على مزاعم إيرانية: قدموا الدليل على الوجود الإسرائيلي

أكدت في بيان أنها لن تسكت عن اتهامات طهران

TT

تكررت مرة أخرى الاتهامات الموجهة إلى قيادة إقليم كردستان العراق بفتح معسكرات تدريب لعناصر من إسرائيل والسماح لاستخباراتها بالعمل ضد إيران، رغم أن قيادة الإقليم سبق وأن أكدت مرارا نفيها لأي وجود إسرائيلي في كردستان، لكنها هذه المرة تحدت إيران بتقديم الدليل على مزاعمها بوجود معسكرات تدريب ومراكز إسرائيلية للتجسس عليها، مؤكدة أنها «لن تسكت بعد الآن عن توجيه تلك الاتهامات».

ففي أحدث مواجهة بين إيران وإقليم كردستان سبقها هجوم غير مسبوق من فضائية «سحر» التابعة للحكومة الإيرانية على الزعيم الكردي مسعود بارزاني قبل عدة أسابيع، وجهت إيران مرة أخرى اتهامات إلى قيادة الإقليم بإيواء عناصر من المخابرات الإسرائيلية (الموساد) وفتح مراكز التدريب فوق أراضيها والقيام بنشاطات معادية لها، وهذه اتهامات نفتها حكومة كردستان في بيان لها تلقت «الشرق الأوسط» نصه، وجاء فيه: «منذ فترة يردد مسؤولو الجمهورية الإسلامية تصريحات متعددة وخالية من الصحة حول وجود معسكرات تدريب ومراكز تجسس تابعة للمخابرات الإسرائيلية في كردستان. وهذه ليست المرة الأولى التي يوجه فيها المسؤولون الإيرانيون مثل هذه الاتهامات الباطلة ودون أي مبرر إلى الإقليم، ولم تعد حكومة إقليم كردستان تتحمل تلك الاتهامات ولن تسكت عنها بعد الآن، لذلك نؤكد للرأي العام بأن مسألة الوجود الإسرائيلي في كردستان لا أساس لها من الصحة مطلقا، ونرفض كل الاتهامات الموجهة إلينا بهذا الصدد». وأشار البيان إلى أنه «رغم أننا مطمئنون إلى أن المسؤولين الإيرانيين يعرفون جيدا أن هذه التصريحات تخلو تماما من الصحة، لأننا سبق وأن طالبنا في العديد من اجتماعاتنا ولقاءاتنا مع القادة الإيرانيين بتقديم الدلائل التي تثبت تلك المزاعم، لكنهم عجزوا عن ذلك، وفي الوقت الذي نجدد فيه التزام إقليم كردستان بالقوانين الدولية ومبادئ حسن الجوار وسعيه لبناء وتمتين علاقاته مع دول الجوار على أساس المصالح المشتركة والاحترام المتبادل، نؤكد في الوقت ذاته أن لإقليم كردستان سياسة واضحة أساسها احترام المبادئ والقوانين الدولية، ولذلك فإنه لن يسمح باستخدام أراضيه ضد أي من هذه الدول، كما أننا لا نسمح لأي دولة بأن تتدخل في شؤون الآخرين».

وختمت حكومة كردستان بيانها بالقول: «إن هذه الاتهامات لا تخدم علاقة إيران بإقليم كردستان، وهي محاولة لجر الإقليم إلى أتون الصراع الدائر بين إيران وإسرائيل، وهذا ما نرفضه تماما، ولن نقبل بأن نكون جزءا أو طرفا من ذلك الصراع، ولذلك ندعو وزارة الخارجية العراقية أن تطلب من المسؤولين الإيرانيين تقديم الأدلة الكافية لدعم تلك الاتهامات، وكشف الحقيقة أمام الجميع، ونأمل من إيران التي يعبر مسؤولوها في لقاءاتهم الرسمية عن رغبتهم بتعزيز العلاقات مع إقليم كردستان، أن تحترم أسس ومبادئ العلاقات الدبلوماسية وأن لا تسمح بتكرار مثل هذه الاتهامات الباطلة والبعيدة عن الحقيقة».

وتتهم شخصيات إيرانية وأخرى عراقية بين حين وآخر أربيل، بالسماح لإسرائيل بالوجود والعمل، في الإقليم لكن تصريحات صدرت مؤخرا عن القنصل الإيراني في أربيل تؤكد هذه المعلومات وبشكل صريح، الأمر الذي رفضه المسؤولون الأكراد بشدة. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن القنصل الإيراني عظيم حسيني قوله ردا على سؤال حول ما تنشره الصحافة الإيرانية بين حين وآخر عن الوجود الإسرائيلي في إقليم كردستان وشعورهم بهذا الوجود؟ أن «المعلومات التي تصلنا وكذلك تصل المؤسسات الأمنية الإيرانية، تؤكد أن الإسرائيليين موجودون في كردستان ويعملون ضد إيران ولهم دور في المشكلة العراقية». وفي تصريحات أخرى نقل عن القنصل الإيراني قوله إن «الإقليم أصبح مركزا للموساد الإسرائيلي للتجسس على إيران».