أستاذ بالحوزة لـ «الشرق الأوسط»: الأعلمية أهم معيار في اختيار المرجع

أكد أن قم لا تزاحم النجف على الرغم من إمكانياتها

TT

أكد أستاذ في الحوزة العلمية في مدينة النجف أن «الآلية التي يتم من خلالها اختيار المرجع الأعلى للشيعة في العالم، بعد وفاة المرجع المقلد من قبل أتباعه تتم وفقا لآليات معينة من قبل أهل الخبرة وأهمها الأعلمية بالدرجة الأولى، طبقا للفقه والتقاليد المعمول بها في الحوزة العلمية في النجف، التي بلغ عمرها الآن نحو 1000 سنة».

وقال حيدر الغرابي، المقرب من المرجعية الشيعية العليا وأستاذ الحوزة، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «هناك حالات خاصة حصلت في تاريخ الحوزة العلمية كان قد تم فيها اختيار المرجع التالي من قبل المرجع الأعلى، قبل وفاته، مثلما حصل في اختار كاشف الغطاء أو صاحب الجواهر حيث كان الاختيار أشبه بالتعيين، بينما لم يشر السيد محسن الحكيم عند وفاته في سبعينات القرن الماضي إلى من يأتي بعده، بينما كانت كل المؤشرات تدل على أنه الخوئي، لأنه كان أشهر من نار على علم في وقتها، وكـــــــــــان قـــــد تصدى معه للأعلمية نحو 300 مجتهد، وبالتالي جرى اختياره بسهولة، لأنه كـــــان هــــو الأعلم بـــلا منـــازع».

وأوضح أنه «حين توفي الخوئي أوائل تسعينات القرن الماضي لم يشر إلى خليفة من بعده، ولكن تم اختيار أبو الأعلى السبزواري الذي لم يزاحمه أحد في حين كان هناك نوع من التعتيم على مرجعية السيد محمد محمد صادق الصدر الذي تمت محاربته، وإغلاق مكتبه في إيران في وقتها».

وبشأن الآلية التي تم فيها اختيار المرجع الحالي علي السيستاني بعد وفاة السبزواري، قال الغرابي إن «السيد السيستاني أعطى بعض الترجيحات عند الاختيار، وكان من بين أهم المؤشرات على ذلك أنه كان قد صلى على جنازة الخوئي عند وفاته، وهذه كانت أحد المؤشرات على كونه الأعلم من بعد المتوفى، وأنه تم اختيار السبزواري قبله»، مشيرا إلى أنه «لا يشترط أن يكون مكان المرجع في النجف أو قم أو سامراء أو أي مكان آخر، ولكن تاريخيــــــا تعتبر النجف هي مركز المرجعية وأن السيستاني حاليا هو المرجع الأعلى للشيعة في العالم، وأن اختياره من قبل مقلديه خارج العراق في إيران وأوروبا ولبنان وجنوب شرقي آسيا كان أكثر من العراق، وأن قم لا تزاحم النجف على الرغم من الإمكانيات الهائلة التي تملكها قم».