أعلن اليمن، أمس، مقتل عدد من القياديين في تنظيم أنصار الشريعة المرتبط بـ«القاعدة» في جنوب البلاد، بالإضافة إلى عدد من المقاتلين الأجانب، في وقت أعلنت فيه «القاعدة» أنها تمكنت من تدمير شاحنة محملة بالسلاح والجنود في محافظة البيضاء، بعد استهدافها بعبوة ناسفة.
وذكرت مصادر عسكرية يمنية في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط» في لندن أن «الجيش اليمني يقوم هذه اللحظة (مساء أمس) بهجوم كثيف من البر والبحر والجو ضد معاقل (القاعدة) وأنصار الشريعة في محافظة أبين» وأكدت المصادر أن وزير الدفاع اليمني محمد ناصر أحمد «يشرف على سير المعارك بنفسه بتكليف من رئيس الجمهورية»، وأفادت الأنباء الواردة من محافظة أبين أن هدف الهجوم الذي شنه الجيش أمس هو استعادة مدينة زنجبار الجنوبية التي يسيطر عليها مسلحو «القاعدة» منذ عام، وقد أسفر الهجوم عن مقتل 12 شخصا، بحسب مصادر عسكرية ومحلية.
وأكدت المصادر أن قوات الجيش اليمني شنت، أمس، هجوما بمختلف أنواع الأسلحة على مواقع تنظيم أنصار الشريعة المرتبط بـ«القاعدة» في كل من زنجبار وجعار في محافظة أبين جنوب البلاد. وقال المصدر الذي كان يتحدث من موقع عسكري بالقرب من زنجبار، مفضلا عدم ذكر اسمه، إن قوات الجيش «تمكنت من قتل ثلاثة من القياديين في تنظيم القاعدة بمحافظة أبين»، وذكر المصدر أن أبرز القياديين الثلاثة هو «خلدون السيد السقاف الذي يعد بمثابة المسؤول المالي، ومسؤول التموين في التنظيم»، كما أكد المصدر العسكري مقتل من سماه «الصنعاني القيادي الميداني في تنظيم أنصار الشريعة في زنجبار، بالإضافة إلى عدد من المقاتلين الصوماليين»، وكان المصدر العسكري يتحدث لـ«الشرق الأوسط»، بينما يسمع عبر الهاتف دوي انفجارات الأسلحة الثقيلة أثناء معارك دامية جرت أمس حول مدينتي زنجبار وجعار، بالإضافة إلى المعارك المستمرة في محيط مدينة لودر التي حاولت «القاعدة» السيطرة عليها الشهر الماضي قبل أن تنسحب من أطرافها بعد معارك عنيفة مع قوات الجيش والمسلحين القبليين المؤيدين له. وأضاف المصدر العسكري: «دخلت القوات الجوية على خط الهجوم على مواقع (القاعدة) في زنجبار وجعار، ولأول مرة تستخدم القوات الجوية نارا كثيفة مثل ما حدث اليوم (أمس)» وأكد المصدر «فرار عدد من عناصر أنصار الشريعة من زنجبار التي أكد المصدر أن «الجيش اليمني حقق تقدما باتجاه المدينة في ضواحيها الشرقية».
وأضاف: «تتعرض مواقع (القاعدة) في الأحياء الغربية والشمالية من مدينة زنجبار لقصف جوي ومدفعي مكثف هذا اليوم (أمس)، والحال ذاتها في جعار» وكانت مصادر محلية يمنية قد أعلنت مقتل ثلاثة من قيادات تنظيم القاعدة خلال مواجهات في محافظة أبين يومي الخميس والجمعة الماضيين. وقالت مصادر محلية في محافظة أبين لموقع صحيفة «26 سبتمبر نت» الإلكترونية اليمنية، أمس، إن ثلاثة من أخطر قيادات تنظيم القاعدة قتلوا في المواجهات التي وقعت بين قوات اللواء 111 مشاة ومعه اللجان الشعبية والعناصر الإرهابية من «القاعدة» في محيط مدينة لودر خلال يومي الجمعة والخميس. وأوضحت أن اثنين من تلك القيادات وأحدهما يدعى «المسعودي»، قتلا الجمعة بقصف مدفعي بمنطقة مهيدان جنوب شرقي مدينة لودر، فيما كان الثالث قد قتل الخميس بطلق ناري في رأسه من اللجان الشعبية.
ومن جانبها، تبنت جماعة «أنصار الشريعة» المسلحة عملية تدمير شاحنة محملة بالسلاح والجنود، بعد أن تمكنت عناصرها في محافظة البيضاء من استهدافها بعبوة ناسفة في منطقة ناعم بينما كانت في طريقها إلى مديرية لودر بمحافظة أبين التي تسيطر تلك الجماعة على غالبية مناطقها منذ عدة أشهر. في وقت أعلنت فيه الجماعة أيضا تمكن آخرين من أنصارها بمدينة لودر من تفجير مخزن للمشتقات في اللواء 111 مشاة المرابط شرق مدينة لودر بقذيفة مدفعية نوع «هان دي سي»، وقالت إن ألسنة اللهب شوهدت وهي تتصاعد حينها، في وقت متأخر من ليل أمس. وقالت الجماعة في بلاغ صحافي مقتضب وزعه مقربون منها (مساء الجمعة) عبر رسائل الجوال على نخبة من الصحافيين، أن «الشاحنة كانت محملة بالأسلحة، وعلى متنها عدد من الجنود، وتتبعها سيارة أخرى من نوع (صالون)، يعتقد بداخلها قائد عسكري ترافقه مصفحتان، ودمرت بالعبوة، فيما أطلقت النيران بكثافة على السيارة المرافقة (صالون) تسبب في اندلاع اشتباكات بين الجنود على متن المصفحتين وعدد من أنصارها التي قالت إنهم تمكنوا من الانسحاب من المنطقة دون أن يمسهم أذى».
إلى ذلك، ذكرت مصادر محلية في محافظة مأرب أن طائرة أميركية من دون طيار قصفت سيارة يستقلها عدد من مسلحي «القاعدة» مما أسفر عن مقتل 6 من عناصر «القاعدة». وقالت تلك المصادر: «بعد صلاة المغرب سمع دوي انفجار عنيف إلى شمال مدينة حريب في محافظة مأرب مما أسفر عن مقتل 6 من عناصر (القاعدة)»، وذكرت المصادر أن «عددا من أبناء القبائل هرعوا إلى مكان الحادث، وأنه تم إخراج 4 من الجثث متفحمة من داخل السيارة، فيما لا تزال جثتان فيها». وكان وزير الدفاع اليمني اللواء الركن محمد ناصر أحمد قد ذكر أن من وصفهم بـ«الإرهابيين» قد باتوا يلفظون أنفاسهم الأخيرة نتيجة للضربات الموجعة التي قال إنهم «تلقوها مؤخرا بفضل التلاحم القوي بين أبطال المؤسسة الدفاعية والمواطنين في اللجان الشعبية».