لا تزال الاهتمامات الثقافية للرئيس الفرنسي الجديد فرنسوا هولاند علامة استفهام كبيرة، لكن خلفيته الأكاديمية العريقة والكتب السياسية التي ألفها، شفعت له عند الفرنسيين، مقارنة بساركوزي الذي صدم الفرنسيين تكرارا بقوله إنه «ابن التلفزيون» غير عابئ بإظهار لا مبالاته بالأدب بل واحتقاره له. ثقافة الرئيس والكتب التي قرأها وخلفيته المعرفية، تبقى موضع اهتمام الفرنسيين. لا يبدو هولاند مثقفا كبيرا حتى الآن لكن ضحالة ساركوزي ساعدته كثيرا، على ما يبدو، لينال رضا الفرنسيين. وهنا تحقيق حول المزاج الفرنسي الثقافي في اختيار الرؤساء.
هل التمتع بثقافة واسعة بالنسبة لرجل سياسة هو مما يؤثر في اختيار الناخبين له؟ هذا السؤال طرحته مؤخرا الكاتبة والصحافية رافييل باكيه من جريدة «لوموند». وهو نقاش يهم الفرنسيين، لا سيما أنهم أظهروا على مدى العقود الماضية حرصا شديدا على اختيار زعمائهم حسب مواصفات معينة يكون فيها للثقافة والفن مكانة مميزة.
نظرة سريعة على رؤساء فرنسا السابقين تكشف أن معظمهم كانوا محبين للأدب والشعر والفنون بكل أشكالها، كما كانوا حريصين على التقرب من المثقفين وخدمة قطاع الثقافة وتطويره. معظمهم خلد فترة حكمه بإنجاز فني أو ثقافي ضخم: «مركز بوبور» الثقافي إنجاز للرئيس جورج بومبيدو، «متحف أورسي» لفاليري جيسكار ديستان، «المكتبة الوطنية» و«متحف اللوفر» لفرانسوا ميتران، و«متحف كي برنلي» لجاك شيراك. النقاش في هذا الموضوع عاد للواجهة بقوة بمناسبة الاستحقاقات الرئاسية القريبة، لا سيما أن قلة من رجال السياسة، اليوم يبدون قريبين من هذه المواصفات.