عملية «تبادل أسرى» بين أنقرة وطهران تشمل 4 مفقودين في سوريا

الخارجية التركية لـ «الشرق الأوسط» : لا صفقة مع إيران لإطلاق الصحافيين

أحد عناصر الجيش السوري الحر بقرية نيزارير في حمص أثناء عملية ضد قوات النظام أمس (أ.ف.ب)
TT

في خطوة تشبه صفقة «تبادل أسرى» بين تركيا وإيران، أفرج أمس – بالتزامن – عن أربعة من مواطني البلدين كانوا محتجزين في سوريا من قبل السلطة والمعارضة. وأعلن من أنقرة عن إطلاق سراح اثنين من «الزوار» الإيرانيين نقلوا إلى مقاطعة هاتاي الحدودية التركية، بينما أعلن من طهران عن وصول صحافيين تركيين كانا قد فقدا في سوريا منذ قرابة شهرين.

ورغم أن الناطق بلسان الخارجية التركية، سلجوق أونال، نفى لـ«الشرق الأوسط» بشدة وجود «صفقة» مع إيران حول إطلاق الصحافيين، فإن إجراءات إطلاق المحتجزين الأربعة تشبه إلى حد بعيد عمليات تبادل الأسرى في المكان والزمان والملابسات. ونفى «الجيش السوري الحر» بدوره وجود صفقة ما، مشيرا إلى أنه لم يتدخل في هذه العملية. وقال المقدم المظلي المنشق، خالد الحمود، لـ«الشرق الأوسط»، إن الصحافيين التركيين أطلقا بوساطة إيرانية، مشيرا إلى أن الصحافيين قد اعتقلا من قبل ميليشيا موالية للنظام من بلدة «الفوعة» في محافظة سرمين عندما كانا يغطيان مظاهرات في جبل الزاوية، ومن ثم تم تسليمهما إلى الاستخبارات السورية. وقال الحمود إن «الجيش الحر» لن يطلق أيا من الإيرانيين «الملطخة أيديهم بدماء السوريين»، كاشفا عن وجود أعداد منهم في مختلف المحافظات السورية.

وقد وصل أمس الصحافيان التركيان اللذان كانا محتجزين في سوريا بعد شهرين من الاحتجاز، السبت، إلى طهران، حيث كانت عائلتاهما بانتظارهما قبل العودة إلى تركيا ليلا أو اليوم على أبعد تقدير. وحطت الطائرة التي أقلت الصحافيين آدم أوزكوس وحميد جوسكون من دمشق، في طهران، وقال الرجلان لوكالة «الأناضول» إنهما في صحة جيدة ويستعدان للقاء عائلتيهما في العاصمة الإيرانية. وسيعود الصحافيان إلى تركيا مع أفراد عائلتيهما على متن طائرة استأجرها مكتب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان.

وكان وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، أعلن على شبكة «تويتر» للتواصل الاجتماعي أنه سيتم الإفراج قريبا جدا، وبوساطة إيرانية، عن صحافيين تركيين محتجزين في سوريا منذ شهرين. وقال أوغلو: «لقد تحدثت لتوي مع وزير الخارجية الإيراني (علي أكبر) صالحي، والصحافيان التركيان آدم أوزكوس وحميد جوسكون اللذان انقطعت أخبارهما منذ ذهابهما إلى سوريا هما في طريقهما الآن إلى طهران».

وقد دخل المصور حميد جوسكون والصحافي آدم أوزكوس من صحيفة «ملييت» (وطن) الإسلامية سوريا في بداية مارس (آذار) لإعداد فيلم وثائقي عن الوضع فيها. وشوهدا للمرة الأخيرة في التاسع من مارس قرب إدلب (شمال غرب) القريبة من الحدود التركية.

ومن أنقرة، أعلن السفير الإيراني لدى تركيا، بهمن حسين بور، الإفراج عن اثنين من الزوار الإيرانيين المخطوفين في سوريا. ونقلت وكالة (مهر) للأنباء الإيرانية عن حسين بور، قوله إنه «من المحتمل أن يصل الزائران المفرج عنهما، اليوم (أمس) إلى طهران».

بدوره، قال المتحدث باسم السفارة الإيرانية لدى تركيا، عبد الرضا شقاقي، إن «الزائرين المفرج عنهما هما محمد فرهنك فلاح، وشاهمراد نجفي طالب»، مضيفا أن «الزائرين موجودان حاليا في مدينة هاتاي التركية الحدودية، ومن المقرر أن ينطلقا الليلة إلى إسطنبول ومنها إلى طهران».

وكان السفير الإيراني في دمشق، محمد رؤوف شيباني، أعلن أن المسلحين في سوريا اختطفوا 29 إيرانيا، من ضمنهم 7 مهندسين، وتم في مرحلتين الإفراج عن 15 إيرانيا وما زال 13 أسرى في أيدي المسلحين، مؤكدا أن بعض قادة هؤلاء المسلحين موجود في سوريا والبعض الآخر في تركيا، والمعلومات المتوافرة تؤكد أن المختطفين الإيرانيين موجودون في الأراضي السورية.