مصر تغلق مقر قناة «العالم» الإيرانية وتصادر معداتها

طاقم العمل أعلن اعتصامه وإضرابه عن الطعام

TT

لليوم الثاني على التوالي، استمر إغلاق مقر مكتب قناة «العالم» الإيرانية بالقاهرة. وانتشر أفراد من قوات الأمن المصرية في محيط المقر، بعد أن قام الأمن، أول من أمس (الأحد)، بإلقاء القبض على عاملين اثنين في القناة والاستحواذ على الكاميرات ومعدات القناة وإغلاق المكتب، بحسب ما ذكره مدير المكتب، أحمد السيوفي.

ووفقا لما صرح به مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط»، فإن تعليمات صدرت بضبط وإحضار مدير مكتب قناة «العالم» بالقاهرة، ومنع دخول وخروج أي شخص إلى مقر القناة، مع وجود أفراد الشرطة أمامه لحراسته. من جانبه، قال السيوفي، خلال مؤتمر صحافي عقده في نقابة الصحافيين بالقاهرة، إنه تمت مصادرة جميع أجهزة التصوير والمونتاج، بعد اقتحام قوات الأمن المصرية لمكتب القناة بالقاهرة في الثانية عشرة من ظهر أول من أمس، وألقى الأمن القبض على اثنين من العاملين بالقناة، مبررين سبب ذلك بعدم حصول القناة على الترخيص.

وأضاف السيوفي خلال المؤتمر: «نندهش من هذه السياسة التي كانت موجودة في عهد نظام مبارك السابق وأيام وزير داخليته»، وأضاف: «نحن نصر على دولة القانون لنقل الحقائق للشعب المصري، ومستعدون لعمل كل التراخيص ودفع كل الرسوم، ولكنهم لم يمنحونا الفرصة»، مشيرا إلى «عدم وجود قانون واضح نسير عليه وأمام أجهزة أمنية تكتب تقارير في الخفاء».

وتعمل القناة التي تعبر عن النظام الحاكم في إيران، منذ 8 سنوات في مصر، وعقب ثورة 25 يناير (كانون الثاني) لعودة العلاقات، التي قطعت عقب قيام الجمهورية الإيرانية عام 1979، مع الجانب المصري، ويظهر هذا في تصريحات الساسة الإيرانيين. وكان الأمن المصري قد أمر بطرد دبلوماسي إيراني عقب اتهامه بالتجسس لحساب النظام، وغادر البلاد عقب أحداث الثورة المصرية العام الماضي.

وأوضح السيوفي: «نعمل منذ 8 سنوات من دون ترخيص، وحاولنا قدر المستطاع أن نكون محايدين وموضوعيين، فلماذا تم وقف القناة الآن قبيل الانتخابات الرئاسية؟»، مضيفا: «نحن نصر على موقفنا، وسنصعد ذلك ما لم تحل القضية»، مشيرا إلى أنهم دخلوا في اعتصام بداية من أمس وإضراب عن الطعام لحين استرداد حقوقهم.

وقال السيوفي إن ما قام به الأمن المصري ضد الحريات، وهو إجراء لإسكات وسائل الإعلام، وإن الاعتداء على القنوات اعتداء على كرامة الصحافيين وعلى حريتهم، متسائلا: «إذا كانت هذه القناة إيرانية، فلماذا لم يتم إغلاق باقي القنوات الأوروبية والعربية التي تعمل من دون تراخيص؟». إلى ذلك، صرح مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط» بأن عاملين بقناة «العالم» استقدما شابين إلى المقر و«تم منحهما بعض الملصقات السياسية التي لها علاقة بالسياسة والثورة في مصر، وذلك للصقها ونشرها في الشوارع لتوجيه الرأي العام». وأضاف أن الشابين توجها من مقر القناة إلى منطقة الجيزة للصق أوراق تتضمن توجيهات سياسية، وهو أمر ليس من نشاط القناة التي تعمل أصلا بالمخالفة للقانون، مشيرا إلى أنه لهذا السبب قامت قوات من الشرطة بفرض حراسة على المقر الواقع بجوار مبنى الإذاعة والتلفزيون بوسط العاصمة المصرية.

وبحسب ما ذكرته وكالة أنباء «فارس»، فإن مكتب قناة «العالم» بالقاهرة طالب السلطات المصرية مرارا وتكرارا بإعطائه تراخيص لمزاولة العمل الإعلامي بشكل رسمي، ولكن في كل مرة يؤجل الموضوع ولم يتم الحصول على التراخيص المطلوبة حتى الآن. وقالت مراسلة قناة «العالم»: «هذه الحادثة ليست الأولى في غضون الأيام القليلة الماضية حيث وقعت حوادث مماثلة وتمت مداهمة ومصادرة محتويات مكاتب عدد من القنوات الإخبارية الأخرى بنفس الدعوى، وهي عدم الحصول على تصاريح رسمية لمزاولة العمل الإعلامي والتغطية الإعلامية». وأكدت أن هناك قنوات أخرى عربية وصهيونية تعمل في مصر بأمان ودون أي مضايقات وتم منحها التصاريح.