هولاند يتسلم اليوم سلطاته الدستورية ويواجه أسبوعا دوليا حافلا

يلتقي ميركل في أول زيارة خارجية له ويشارك بقمة الثماني في كامب ديفيد

TT

قبل 31 عاما، دخل فرنسوا ميتران، أول رئيس اشتراكي للجمهورية الفرنسية الخامسة، قصر الإليزيه. وبعد أن خسر اليسار المنافسة الرئاسية ثلاث مرات متتالية (في الأعوام 1995 و2002 و2007) جاء فرنسوا هولاند ليعيد الاشتراكيين إلى سدة الرئاسة بانتظار أن تسفر الانتخابات التشريعية يومي 10 و17 يونيو (حزيران) القادم عن فوز اليسار مما سيوفر له الأكثرية النيابية الضرورية لحكم فرنسا وتنفيذ برنامجه الانتخابي.

واليوم تجري في الإليزيه مراسم التسلم والتسليم بين الرئيس «السابق» نيكولا ساركوزي والجديد وستبدأ بلقاء مغلق بين الرجلين يخصص أساسا لإطلاع الرئيس الجديد على أسرار القوة النووية الفرنسية. يلقي هولاند، عقب ذلك أول خطاب له كرئيس «السابع» للجمهورية الفرنسية قبل أن يجوب جادة الشانزلزيه صعودا ونزولا لتحية الفرنسيين. وبعد الظهر يتوجه الرئيس الجديد إلى القصر البلدي حيث يقيم له رئيس البلدية برتراند دولانويه استقبالا رسميا.

ومن المنتظر أن يعلن قصر الإليزيه اليوم، مباشرة بعد التسلم والتسليم تكليف شخصية اشتراكية تشكيل أول حكومة للعهد الجديد التي تتأرجح التوقعات بين جان مارك أيرول، رئيس المجموعة الاشتراكية في البرلمان وبين الوزيرة السابقة وأمينة الحزب الاشتراكي مارتين أوبري. ولن تعلن تفاصيل التشكيلة الحكومية قبل غد الأربعاء. وازدهرت في الساعات الأخيرة بورصة الأسماء والتوقعات خصوصا للوزارات الرئيسية (الخارجية، الاقتصاد، الخزانة، الدفاع، العدل، الداخلية، الشؤون الاجتماعية...). ومن المنتظر أن تحصل عملية إعادة هيكلة الوزارات وهو ما أعلنه هولاند خلال حملته الرئاسية التي وعد فيها أيضا بتحقيق المناصفة بين الرجال والنساء.

غير أن اليوم الأول لهولاند، رئيسا، لن ينحصر في شؤون البيت بل سيشهد أول خروج له إلى «ملعب الكبار» حيث سيذهب إلى ألمانيا للقاء المستشارة أنجيلا ميركل في برلين. وكان هولاند كرر أكثر من مرة أن أول زيارة خارجية له ستتم لـميركل ليبحث معها مواضيع التلاقي والخلاف خصوصا الاقتصادية والمالية منها. وتتناقض مواقف الطرفين حول اتفاقية الميزانية الأوروبية وخفض الديون التي وقعت العام الماضي. ويريد هولاند إكمالها بشق إضافي ينص على التركيز على تحقيق التنمية الاقتصادية وليس الاكتفاء بسياسة تقشفية طويلة المدى الأمر الذي ترفضه ميركل التي ترى أنه من «غير الممكن» معاودة التفاوض على اتفاقية أقرت رسميا. كذلك ستكون «الحالة اليونانية» موضع بحث على خلفية فشل اليونانيين في التوافق على تشكيل حكومة جديدة وتلميحات ألمانية بإخراج اليونان من منطقة اليورو. ويوم الجمعة يتوجه هولاند إلى واشنطن للقاء منفرد مع الرئيس باراك أوباما الذي دعاه إلى البيت الأبيض قبل قمة مجموعة الثماني التي ستجرى في كامب ديفيد يومي 18 و19 الجاري. وتشدد أوساط الرئيس الفرنسي الجديد على «رمزية» دعوة أوباما وحرصه على اللقاء المنفرد مع هولاند لتبرز أهمية عامل «العلاقة الشخصية» مع الرئيس الأميركي من أجل «إدارة» الخلافات بين باريس وواشنطن وأولها حول رغبة هولاند بسحب القوة الفرنسية العاملة في أفغانستان مع نهاية العام الجاري بينما التوافق مع ساركوزي كان على سحبها نهاية عام 2013. وينوي أوباما سحب كافة القوات الأميركية من أفغانستان بنهاية عام 2014. وتتخوف واشنطن من أن يعطي الانسحاب الفرنسي «المتعجل» إشارة «خاطئة» لطالبان وللمعارضين للوجود الغربي في أفغانستان مما سيهدد أمن القوات الحليفة ويضعف موقفها سياسيا وميدانيا.