بعد أيام من القلق والخوف والتردد، قرر المغني الإيراني الشاب شاهين نجفي (31 سنة)، المقيم في ألمانيا، إقامة دعوى قضائية أمام السلطات الألمانية، ضد آية الله العظمى غولبايجاني، بتهمة التهديد بالقتل. وكان غولبايجاني قد أصدر فتوى تحل دم مغني «الراب» الفارسي بسبب أغنية اعتبرها مسيئة لإمام شيعي من القرن التاسع الميلادي. ودعا رجل الدين كل شيعة العالم إلى قتل نجفي، مدعيا أنه أساء بأغنيته للإمام «ناغي» المتوفى عام 868 ميلادية. ودارت أحاديث في الصحافة، وبين الإيرانيين المغتربين، عن جائزة قدرها 100 ألف دولار لمن يسفك دم المغني.
شهريار آحادي، منظم حفلات نجفي، طالب أيضا بتوفير حماية الشرطة الألمانية للمغني، وقال إن مبلغ 100 ألف دولار مغر للعديد من الشيعة المتعصبين. وأضاف أن نجفي يعيش الآن متخفيا في مكان سري، وقرر الاحتجاب لفترة عن الظهور خشية تعرضه للقتل.
وأغنية «ناغي» تتصور حوارا بين المغني ورجل الدين القديم «ناغي» يتعرض لفساد رجال الدين في إيران وتضاؤل شعبيتهم بين الناس. ويؤكد آحادي أن الأغنية لا تسيء إلى أحد وإنما تسخر وتنتقد أوضاع رجال الدين في طهران وقم، كما يؤكد أن نجفي ليس ضد الدين ولا ضد الإسلام، وإنما ضد السلطة في طهران.
شرطة كولون، حيث يعيش مغني الراب، أكدت إقامة الدعوى القضائية ضد آية الله غولبايجاني (94 سنة). وذكرت دوروثيا غوبل، المتحدثة الرسمية باسم الشرطة، أن الشرطة تعاملت مع التهديدات بجدية، وأن التحقيقات تجري حول ملابسات القضية.
يذكر أن نجفي تعرض لعقوبة الحبس والجلد عام 2005 قبل أن يهرب من إيران إلى ألمانيا. ويبدو أن أحلامه بالشهرة في أوروبا ستتحول إلى كوابيس بسبب فتوى القتل، وأعلن آحادي عن إلغاء جولة المغني الأوروبية لهذا العام.