مصريون يربطون حكم البلاد بألوان أندية كرة القدم

قمصان نواد رياضية حددت ملامح مرشحين للرئاسة

TT

لا تزال كرة القدم تزاحم السياسة في مصر، رغم تجميد النشاط الكروي في البلاد منذ فبراير (شباط) الماضي. ومثلما تابع المصريون بشغف المناظرة الرئاسية بين المرشحين عبد المنعم أبو الفتوح وعمرو موسى بروح مشجعي كرة القدم أمام الشاشات قبل أيام قليلة، وبغض النظر عن الفائز والخاسر فيها؛ واصل المصريون فكاهتهم حول مرشحي الرئاسة، اعتمادا على زخم الولع الكروي المعتاد.

فألوان الحملات الانتخابية لمرشحي الرئاسة، تم ربطها بألوان قمصان أندية كرة القدم المصرية وأعلامها المميزة، كما دخل مستوى الأداء وطريقة اللعب على خط السياسة، ليتوقع نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي الفائز في النهاية بتحليل موقفه ووضعه وفقا للحالة الكروية في مصر.

فعلى صفحات «فيس بوك» تداول الأعضاء صورة مجمعة لعدد من مرشحي رئاسة مصر وفي خلفية كل منهم لونه الذي اختاره جزءا من رسالته السياسية والانتخابية، ومن ثم ربطهم بأعلام الأندية المصرية؛ فالمرشح عبد المنعم أبو الفتوح صاحب اللون البرتقالي يرمز إلى النادي الإسماعيلي، أما التحليل المصاحب فهو: «أحسن كورة في مصر.. ومعه مشجعون يعشقونه بجنون.. يفضل متصدر السباق ويخسره في آخر لحظة».

أما حمدين صباحي، الذي اختار اللون الأخضر، فيرمز إلى ناديي المصري أو الاتحاد، وموقفه وفقا لذلك: «معه جماهير تحبه جدا.. وممكن كمان يكون في قمة القوة.. لكن الغريب في آخر الموسم تلاقيه يصارع من أجل البقاء».

محمد سليم العوا، صاحب اللون الأزرق البترولي يرمز إلى نادي إنبي، وفقا للتحليل: «الحصان الأسود دائما.. مع أنه لا يملك الجماهيرية الكاسحة.. لكنه يتقدم بهدوء وممكن يحصد مركز كويس».

ثم جاء دور أكثر الأندية جماهيرية في مصر؛ الزمالك والأهلي، ليلقيا بظلالهما على المنافسين، فعمرو موسى الذي اختار اللون الأبيض، يرمز إلى نادي الزمالك، الذي يعد ثاني الأندية شعبية في مصر، ووفقا لأدائه خلال السنوات الماضية وضع النشطاء تحليلهم له بالقول: «النخبة والشعبية الكاسحة والإمكانات المادية.. بس دايما ينظر لأمجاد الماضي.. وفي الآخر يطلع الثاني».

أما محمد مرسي (مرشح حزب الحرية والعدالة الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين) صاحب اللون الأحمر فهو يرمز إلى النادي الأهلي، لذا كان التحليل مناسبا لحالة الأهلي أكبر الأندية وبطل مسابقة الدوري العام في السنوات السبع الأخيرة، ومعه نقرأ: «كله قبل الموسم يبدأ يقول خلاص.. المرة دي أكيد هيقع.. وتبقى كل المؤشرات بتأكد كده.. وفي الآخر يقلب الترابيزة ويأخذ الدوري في الوقت الضائع».

الطريف أن التحليل بهذا المنطق الرياضي السياسي أسفر في النهاية عن توقع فوز محمد مرسي لأن حملته تتخذ الأحمر لونا لها، لكن ذلك لم يمر على مستخدمي الموقع دون تناوله بسخرية، حيث تباينت الآراء وفقا لانتماءات المشجعين حتى من جانب الأهلاوية، فكتبت إحدى الأعضاء: «أنا أهلاوية صميمة ولأول مرة أتمنى من كل قلبي إن النظرية لا تكون صحيحة، يا رب البرتقالي هو من يصل للكرسي» في إشارة إلى تأييد أبو الفتوح، وكتب آخر: «أنا إسكندراني وبشجع الاتحاد، يعني ربنا يوفق حمدين».

يذكر أن وسائل الإعلام قد تبارت في الفترة الماضية في تقديم تحليلات نفسية ودلالية لألوان المرشحين، كونها جزءا من رسالتهم السياسية والانتخابية، التي اختاروها لملصقاتهم وحملاتهم الدعائية.