رحيل زكريا محيي الدين مهندس عمليات ثورة 1952

المشير طنطاوي والجنزوري تقدما الجنازة العسكرية

زكريا محيي الدين
TT

في جنازة عسكرية مهيبة شيعت مصر، أمس، جثمان الراحل زكريا محيي الدين، أحد أبرز أعضاء حركة الضباط الأحرار الذين قادوا ثورة 23 يوليو (تموز) 1952، والذي غيبه الموت صباح أمس عن عمر يناهز الـ94 عاما. تقدم الجنازة كل من: المشير حسين طنطاوي، رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة (الحاكم)، والدكتور كمال الجنزوري، رئيس الوزراء، واللواء مراد موافي، مدير جهاز المخابرات العامة، واللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، وعدد من كبار القادة والشخصيات العامة والمسؤولين التنفيذيين، لتشييع جثمان الفقيد إلى مثواه الأخير.

وزكريا محيي الدين، هو عضو مجلس قيادة ثورة 23 يوليو 1952 ورئيس وزراء مصر الأسبق في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر. ولد محيي الدين في 5 يوليو عام 1918، في قرية «كفر شكر» بمحافظة القليوبية، وبدأ مسيرته التعليمية من إحدى كتاتيب قريته، قبل أن ينتقل إلى القاهرة لاستكمال دراسته الابتدائية، ثم الإعدادية ثم الثانوية، والتحق بالمدرسة الحربية في 6 أكتوبر (تشرين الأول) 1936، والتي تخرج فيها في 1938 برتبة ملازم ثان.

التقى محيي الدين الرئيس السابق جمال عبد الناصر عام 1939 أثناء أدائه لخدمته في إحدى قرى محافظة أسيوط، وبعدها بعام تعرف على المشير عبد الحكيم عامر في السودان.

انضم زكريا محيي الدين إلى تنظيم الضباط الأحرار قبل قيام الثورة بنحو ثلاثة أشهر، وكان ضمن خلية جمال عبد الناصر التي وضعت خطة التحرك للقوات، وكان محيي الدين المسؤول عن عملية تحرك الوحدات العسكرية، حيث قاد عملية محاصرة القصور الملكية في الإسكندرية وذلك أثناء وجود الملك فاروق هناك.

اتسم محيي الدين بالقوة والصرامة والجدية، والتي أرجعها البعض إلى طبيعة المهام التي تقلدها، حيث شغل منصب مدير المخابرات الحربية لمدة عام من 1952 إلى 1953، كما قام بتأسيس جهاز المخابرات العامة في عام 1954، وكان وزير داخلية الجمهورية العربية المتحدة، إبان الوحدة مع سوريا في عام 1958، كما تم تعيينه رئيسا للجنة العليا للسد العالي في 26 مارس (آذار) 1960.

وعين نائبا لرئيس الجمهورية للمؤسسات ووزيرا للداخلية للمرة الثانية عام 1961، وفي عام 1965 أصدر جمال عبد الناصر قرارا بتعيينه رئيسا للوزراء ونائبا لرئيس الجمهورية، وفي عام 1967 وفي خطاب التنحي الشهير لعبد الناصر عشية هزيمة 1967، أعلن عبد الناصر عن إسناده مسؤولية حكم البلاد إلى زكريا محيي الدين. لكن محيي الدين رفض القرار وأعلن تمسكه بعبد الناصر زعيما للبلاد.

اعتزل زكريا محيي الدين الحياة السياسية في عام1968 بعدما قدم استقالته من منصبه لجمال عبد الناصر. وقد شارك محيي الدين في حرب فلسطين، حيث قام بتنفيذ مهمة الاتصال بالقوة المحاصرة في الفالوجا وتوصيل إمدادات الطعام والدواء لها، كما أنه كان أحد المشاركين بفعالية في مؤتمر باندونج وجميع مؤتمرات القمة العربية والأفريقية ودول عدم الانحياز، ورأس وفد الجمهورية العربية المتحدة في مؤتمر رؤساء الحكومات العربية في يناير (كانون الثاني) ومايو (أيار) 1965، كما كان رئيسا لرابطة الصداقة المصرية - اليونانية.

ويذكر أن زكريا محيي الدين هو ابن عم خالد محيي الدين، زعيم حزب التجمع اليساري، وأحد الضباط الذين قادوا ثورة 23 يوليو.

وفي بيان أصدره صباح أول من أمس (الاثنين) نعى الفريق أحمد شفيق، المرشح لانتخابات رئاسة الجمهورية زكريا محيي الدين، ووصف شفيق الراحل، بأنه «كان سياسيا وطنيا عظيما، تمتع بحب جماهير المصريين، وقدم لبلده خدمات جليلة، وكان واحدا من أبرز الضباط الأحرار الذين صنعوا تاريخ مصر بثورة 1952».

وأضاف شفيق: «زكريا محيي الدين كان الرجل الذي ظل يحظى بتقدير الجميع طوال نصف قرن من الزمان، وقد حظي المرحوم بين جيلنا باحترام بالغ وحفر مكانه في ذاكرتنا والذاكرة الوطنية».

وقدم شفيق العزاء في زكريا محيي الدين إلى كل المصريين، عموما، وأسرة محيي الدين خصوصا، وعلى رأسهم السياسي الوطني القدير خالد محيي الدين، الزعيم التاريخي لحزب التجمع.