مسؤول عسكري أردني: «الأسد المتأهب» لا تستهدف أي بلد في المنطقة

تشارك فيها 19 دولة بما فيها أميركا والسعودية والعراق

TT

أكد مسؤول عسكري أردني، أمس، أن مناورات «الأسد المتأهب 2012» العسكرية الدولية، التي تحتضنها بلاده في الفترة ما بين 7 و30 مايو (أيار) الحالي «لا علاقة لها بالأحداث الجارية في المنطقة العربية ولا تستهدف أيا من بلدانها». وقال اللواء الركن عوني العدوان، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع اللواء الركن كين توفو قائد القوات الخاصة بالجيش الأميركي، بمناسبة الفعاليات العملية لهذه المناورات، إن هذه الأخيرة «ليست موجهة ضد أحد»، ولا تتضمن أي تدريب، ولها علاقة بما يجري في المنطقة العربية ولا بأي منطقة أخرى في العالم، وعلى الخصوص ما تشهده سوريا.

وذكر على وجه الخصوص أن المناورات لا تمت بأي صلة لما يجري في سوريا، واصفا الوضع على الحدود بين البلدين بالطبيعي، وأنه ليست هناك أي مظاهر توتر بينهما، مشددا على أنها تشكل فرصة لاكتساب المزيد من الخبرة والاحتكاك مع مختلف جيوش العالم. وأوضح أن هذه المناورات، التي تعد الأكبر من نوعها في منطقة الشرق الأوسط وتشارك فيها قوات من 19 دولة، عربية وأجنبية، قوامها نحو 12 ألف عسكري، جرى التخطيط لها منذ أكثر من سنتين، أي قبل اندلاع أحداث ما يعرف بـ«الربيع العربي». وأضاف العدوان أن جميع التمارين والتدريبات المسطرة في إطار هذه المناورات تجرى في عدة ميادين للتدريب توجد جنوب العاصمة عمان، بعيدا عن المناطق المأهولة، مؤكدا أنه لا وجود لقوات منتشرة باتجاه الشمال. وأشار إلى أن المناورات تجرى بمشاركة مراقبين عسكريين أجانب، من بينهم على الخصوص، الملحقان العسكريان الروسي والصيني في عمان، وما لا يقل عن 1200 من ممثلي المنظمات غير الحكومية الأردنية، مبرزا أن المناورات لا تستعمل أسلحة غير تقليدية كما أنها لا تخضع أي أسلحة جديدة للتجريب.

من جهته، قال اللواء الركن نوفو، إن عمليات تعبئة القوات المشاركة في المناورات بدأت منذ أمس بسيناريو حرب غير تقليدية على الميدان لمواجهة أي أخطار قد تتعرض لها المنطقة. وأوضح أن التدريبات تتضمن عدة سيناريوهات، تتعلق أساسا بالتصدي لأي عقبات على الأرض على مستوى الأوضاع الأمنية، مثل عمليات الإخلاء وتقديم المساعدات الإنسانية، كما هو الشأن بالنسبة للاجئين في الأردن، وكذا كيفية التعامل مع المظاهرات، بالإضافة إلى طلعات جوية للتعامل مع حركات العصيان المدني. وقال إن التدريبات تشمل كذلك أساليب حماية الشخصيات واعتراض السفن المحملة بمواد خطيرة، مشيرا إلى أن الرسالة التي توجهها هذه المناورات تتمثل في تطوير العلاقات العسكرية بين البلدان المشاركة فيها، والتأكيد على أهمية الجاهزية القتالية للتعامل مع جميع السيناريوهات.

وتشارك في المناورات قوات برية وجوية وبحرية من أستراليا والبحرين وبروناي ومصر وفرنسا وإيطاليا والعراق والأردن والسعودية والكويت ولبنان وباكستان وقطر وإسبانيا ورومانيا وأوكرانيا وبريطانيا والإمارات والولايات المتحدة. ويصل فيها عدد القوات الأميركية إلى 6500 عسكري، يليها الأردن 3 آلاف عسكري، ثم السعودية 550 عسكريا. وقال الميجور كريس بيرين، المسؤول الإعلامي بوزارة الدفاع الأميركية، إن أكثر من 15 دولة من خمس قارات تشارك في التدريبات،بأكثر من 12 ألف جندي، وتدفع إلى تعزيز التعاون العسكري مع الدول المشاركة». وأوضح الميجور بيرين في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن تدريبات «الأسد المتأهب» تركز على الاستجابة لأي تحديات أمنية في العصر الحديث، وتضع تصورات واقعية لهذه التهديدات وكيفية الاستجابة لها. وأوضح بيرين أن التخطيط لإجراء هذه التدريبات بدأ منذ ثلاث سنوات في محادثات جرت مع الدول المشاركة. وأشار مسؤول عسكري بالبنتاغون - رفض نشر اسمه - إلى أن التدريبات جزء من استراتيجية الولايات المتحدة العسكرية لمساعدة الأردن خاصة مع القلق المتزايد من الوضع في سوريا واحتمال فرار عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين إلى الأردk. وتركز التدريبات على كيفية التعامل مع تدفق اللاجئين وإدارة أزمة مواجهة هجمات بالأسلحة الكيماوية والبيولوجية، وتعلم تكتيكات وتقنيات وإجراءات جديدة.