وصية الأميركي سمير خان للسير على خطى «القاعدة»

بطل الدعاية باللغة الإنجليزية يوصي بمهاجمة الغرب في عقر داره

سمير خان
TT

قبل أن يقتل بصاروخ أميركي في اليمن كان الأميركي سمير خان بطل الدعاية لـ«القاعدة» والترويج لمبادئها بالإنجليزية، وقد نشر التنظيم على موقعه الإلكتروني مذكراته التي جاءت على شكل وصية أشبه بدليل إرشاد للشباب الغربي الراغب في السير على خطاه. جاء هذا الدليل المكون من 16 صفحة تتضمن الكثير من الصور والرسوم تحت عنوان «تحقيق الآمال». وقد نشر على المنتديات الجهادية في 13 مايو (أيار) بواسطة موقع «الملاحم» الإعلامي التابع لـ«القاعدة» في شبه جزيرة العرب ورصده موقع «سايت» الأميركي لمراقبة المواقع الإسلامية.

وفي المقدمة أكد موقع «الملاحم» أن «الكثير من المسلمين يحلمون بتصدر الصفوف الأولى للجهاد وهو ما يفعله كاتب هذه الوثيقة، وبالنسبة للمسلمين القادمين من الغرب تعتبر وثيقة أساسية تتيح لهم فهم أهمية الدور الذي يستطيعون القيام به في المعركة». وفوق صورة يظهر فيها شاهرا رشاش كلاشنيكوف وقد ارتسمت على شفتيه ابتسامة عريضة يؤكد سمير خان أن «العيش إلى جانب المجاهدين يحول الحياة والعادات إلى شيء أقرب إلى ما يرضي الله، وفي هذه الملاحظات سوف أشاطركم تجربتي».

وعلى الأثر يقدم سلسلة من النصائح العملية والروايات والنوادر التي يشدد فيها على أهمية النظافة الشخصية ويدعو إلى حمل حقيبة إسعافات طبية والاستعلام عن حالة الطقس في المناطق التي سينتقلون إليها وعادات سكانها.

وتضمنت وصية أو ما يعرف باسم «دليل سمير خان» توصيات بشأن التعامل مع المشاق والمخاطر التي يتحملها الجهادي، كما تضمنت توجيهات أخرى، مثل الحفاظ على النظافة وتجنب استخدام الهواتف الجوالة وضرورة تفكير الجهاديين في الحور العين اللاتي ينتظرنهم في الجنة، عندما يسمعون أزيز الطائرات من دون طيار وهي تحلق فوق رؤوسهم.

وقد ظهر الدليل الذي وصف بأنه «لا غنى عنه» على الإنترنت، بعد فترة قصيرة من الكشف عن أن جاسوسا بريطانيا قد اخترق تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية ونجح في تهريب أحدث نسخة من «قنابل الملابس الداخلية» التي يقوم التنظيم بتصنيعها.

وكان سمير خان قد لقي مصرعه في هجوم شنته طائرة أميركية من دون طيار في شهر سبتمبر (أيلول)، وهو الهجوم الذي أدى أيضا إلى مقتل كبير منظري تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية أنور العولقي.

وقال خان: إنه كان لديه انطباع بأنه سيقاتل طيلة الوقت بعد انضمامه للتنظيم، ولكن «الحقيقة لم تكن كذلك»، على حد تعبيره.

ويحمل القسم الأول من الدليل عنوان «النظافة» ويقول: «ستضطر في بعض الحالات للإقامة مع عدد من الإخوة في غرفة ضيقة أو بيت ضيق، ولتفادي حدوث مشاكل لا داعي لها، عليك تشجيع نفسك وإخوانك على تنظيف الغرفة (الغرف) على فترات منتظمة، أما بالنسبة لك، فإن الاستحمام اليومي هو الأمثل، ولكن لن يكون هذا ممكنا في كثير من الحالات». ويحتوي الدليل على قسم يحمل اسم «القصف الجوي»، ويصف فيه خان أزيز الطائرات من دون طيار بأنه «يشبه طنين النحل»، ويقول فيه: «إذا شعرت بالخوف، أغمض عينيك وتخيل نفسك في الجنة، وفكر في الحور العين اللاتي ينتظرنك، وفكر في لقاء الأنبياء».

وعلاوة على ذلك، يحتوي الدليل على قسم يبدو أنه قد أعيد خصيصا لتخويف المجندين الغربيين، ويضيف الدليل أن المجندين قد يضطرون للنوم «على الرمال أو الأحجار أو الأعشاب». وفي استعراضه لعمليات التدريب، يقول خان: «في تنظيم القاعدة، لا نهتم بحجم عضلاتك وسرعتك في الركض وقوة ساقيك، وما إلى ذلك، رغم أننا سنعمل على تقوية هذه الأشياء، ولكننا نركز بصفة خاصة على (الصمود) والتفوق على العدو في الصبر».

وفي صفحة بعنوان «لم لا في الغرب؟» عليها صورة لجسر بروكلين في نيويورك كتب سمير خان «إذا كنتم قادمين من الغرب وخاصة من أميركا فإن قادة المجاهدين قد يسألونكم عن سبب عدم اختياركم طريق الجهاد في بلدكم».

ويضيف «إذا أجبتم (لمساعدة المجاهدين) فإنهم قد يردون بأن مهاجمة العدو في عقر داره من أفضل أساليب الجهاد. لن يرغموكم بالتأكيد على العودة إلى بلدكم لكنهم سيتركون لكم هذا الخيار في حال غيرتم رأيكم وقررتم مهاجمة العدو في وطنكم».

وكتب سمير خان «أوصي بقوة الإخوة والأخوات القادمين من الغرب التفكير في مهاجمة أميركا في عقر دارها. إن التأثير سيكون أكبر بكثير وهو دائما يحرج العدو كما أن هذا النوع من الهجمات الفردية من شبه المستحيل منعه».

وفي صفحة بعنوان «هذا سر» يؤكد سمير خان أن «السرية من ركائز الجهاد الحديث».

ويضيف «هناك أسئلة لا ينبغي طرحها. مثل (من أين تأتي؟ ومنذ متى وأنت تشارك في الجهاد؟ وأين يقيم هذا الشخص أو ذاك؟ ومتى نغادر هذه القاعدة؟). كلما أكثرتم من هذه الأسئلة أثرتم شكوك المجاهدين وقادتهم في أن تكونوا جواسيس ويضعونكم في القائمة السوداء، تحت المراقبة».

كما ينصح سمير خان الراغبين في الجهاد باختبار إرادتهم قبل القيام بالخطوة الكبرى من خلال عقد خلوات لأسبوع على الأقل مع شخصين أو 3 في أماكن مغلقة وسرية دون أي اتصال بالعالم الخارجي والاكتفاء بدراسة القرآن والأساليب العسكرية.

وينتهي الدليل بهذه الكلمات: «لم أكتب كل ذلك لإخافة أو إثناء قرائي. أريد إعدادهم لما ينتظرهم حتى لا يرتكبوا المعصية الكبرى أي الفرار من الجهاد بعد أن من عليهم الله بنعمة المشاركة فيه».