روسيا تعترض على أنباء حول تعاون بين المعارضة السورية وكوسوفو

في حين تؤكد استمرار صادراتها من الأسلحة إلى دمشق

TT

أعربت وزارة الخارجية الروسية عن قلقها تجاه ما وصفته بتدريب المقاتلين من ممثلي المعارضة السورية في معسكرات كوسوفو. وأشارت في بيان أصدرته أمس إلى أن «تقارير إعلامية كشفت عن اتصالات بين ممثلي المعارضة السورية وسلطات جمهورية كوسوفو تتناول (تبادل الخبرات) في تنظيم الحركات الانفصالية الرامية إلى الإطاحة بالأنظمة الحاكمة، وأيضا مناقشة تدريب (المقاتلين السوريين) في كوسوفو».

وأضافت أنها لا تستبعد تحويل القواعد السابقة لجيش تحرير كوسوفو إلى مراكز لتدريب المقاتلين، ونقلت وكالة أنباء «ريا نوفوستي» عن مصادر الخارجية قولها: «لا يمكن لنوايا من هذا النوع إلا أن تثير القلق، نظرا لأنها تقف على طرفي نقيض من مساعي كوفي أنان والتي يؤيدها المجتمع الدولي».

وناشدت مصادر الخارجية الروسية ممثلي المجتمع الدولي الموجودين في كوسوفو اتخاذ الإجراءات الكفيلة بمنع تحقيق هذه النوايا، وهو ما عاد فيتالي تشوركين المندوب الدائم لروسيا في مجلس الأمن الدولي إلى التحذير من مغبته.

وكان غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسية كشف في موسكو عن استعدادها لاستقبال وفد من ممثلي المعارضة السورية وإن لم يشر إلى ماهية الوفد الزائر. ونقلت عنه وكالة أنباء «إيتارتاس» حول أن «موسكو وجهت دعوة مماثلة إلى أطراف المعارضة الخارجية، لكنها لم تتسلم بعد أي رد من جانبها».

وعاد نائب وزير الخارجية الروسية ليؤكد استمرار بلاده في تنفيذ عقود السلاح الموقعة مع السلطات السورية بموجب العقود المبرمة بين الجانبين وبما لا يتناقض مع التزامات روسيا الدولية، مشيرا إلى أن ما يجري توريده من أسلحة يقتصر على الأسلحة الدفاعية فقط. وأضاف أن الأمم المتحدة ليست بصدد مناقشة إجراء أي عمليات عسكرية في سوريا، فيما أكد عدم تطرق المنظمة الدولية إلى مناقشة أي خطط لإحلال ودعم السلام في سوريا، نظرا لأن روسيا لن تؤيد أي قرار دولي «فضفاض» بشأن سوريا، لأنها لا ترى أي ضرورة لذلك.

ومع ذلك فقد كشف غاتيلوف عن أن بلاده لا تستبعد إمكانية أن يصدر مجلس الأمن الدولي قرارا جديدا حول سوريا، بعد أن يقدم رئيس بعثة المراقبين تقريره عن نتائج أعمال البعثة في سوريا. ومن المقرر أن تستكمل بعثة مراقبي الأمم المتحدة دعم صفوفها في سوريا قبل نهاية مايو (أيار) الجاري. وأعرب المسؤول الروسي عن عدم تفاؤل بلاده إزاء احتمالات إجراء المفاوضات المباشرة، التي سبق وأشارت إليها خطة كوفي أنان، وإن قال بعدم وجود البديل، مشيرا إلى أن الحوار السياسي بين الأطراف المعنية يظل المخرج الوحيد من الوضع الراهن؛ على الرغم من رفض بعض ممثلي المعارضة ذلك، مما يحول عمليا دون تنفيذ ما تطرحه موسكو حول بدء الحوار بين المعارضة والحكومة السورية في المستقبل القريب.