الحكومة السورية تحول دون توصيل المساعدات الإنسانية.. وتصر على السيطرة على توزيعها

مسؤول بالأمم المتحدة: مستعدون للتعاون مع الهلال الأحمر السوري بشرط إشراف الأمم المتحدة

مواطنون سوريون يلتفون حول أحد المراقبين فأوغاريت .الصور الأولى للمراقبين في حي الجبيلة بدير الزور
TT

بدأت أزمة جديدة تطرأ على السطح بين الأمم المتحدة والنظام السوري، بسبب الخلاف على توصيل المساعدات الإنسانية، حيث تصر الحكومة السورية على السيطرة الكاملة على تدفق المساعدات، بينما يؤكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية الذي ترأسه فاليري أموس على ضرورة إشراف الأمم المتحدة على توزيع المساعدات، وتخوف الأمم المتحدة من قيام السلطات السورية بالحفاظ على السيطرة على طرق توزيع المساعدات كوسيلة لتقديم المساعدات لأنصار الحكومة فقط أو كطريقة لاعتقال المعارضين.

ومن جهته، قال المعارض السوري المستقل غسان إبراهيم لـ «الشرق الأوسط»، مدير الشبكة العربية العالمية، إن النظام السوري وحسب تسريبات من الداخل يتفاوض في الوقت الحالي من خلال المناقشات بين المنظمات المانحة وجهات في الأمم المتحدة حول كيفية وسبل توزيع المساعدات الإنسانية التي قررت الأمم المتحدة تقديمها للشعب السوري. واعتبر إبراهيم أن منظمة الهلال الأحمر السوري التي اقترحها النظام لتوزيع المساعدات منظمة «متواطئة معه»، وهو من خلال توليها العمل سيقوم بتحويل وجهة المساعدات نحو «الموالين له». وأضاف «هو يريد السيطرة على كل تفاصيل العمل.. يريد دورا ليتمكن من تحويلها للشبيحة والميليشيات والجهات المؤيدة.. بدلا من الشعب تتحول للنظام وحاشيته». وشدد إبراهيم «ندعو المجتمع الدولي وأي منظمة مكلفة بتقديم المساعدات لعدم التعامل مع النظام السوري خاصة الهلال الأحمر السوري، لأن للنظام يدا فيه، وهناك بعض الشخصيات في الهلال محترمون لكنه كمنظمة تابعة للنظام ليس جديرا بالثقة، ولا توجد أي منظمة مستقلة في سوريا مسجلة لدى النظام، فإذا كانت مسجلة لديه فهي بالتأكيد خاضعة لسلطته». وطلب أن توزع المساعدات «من خلال منظمات عربية ودولية ولا تسلمها للنظام». ومن جانبه، قال المسؤول الصحافي بمكتب فاليري أموس، رئيسة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، إن المكتب قام بوضع خطة لتوزيع المساعدات الإنسانية في جميع أنحاء سوريا للاستجابة للحاجات الإنسانية لأكثر من 1.5 مليون سوري، وإن أموس في خضم مناقشات مع الحكومة السورية حول كيفية توصيل هده المساعدات لأولئك الذين يحتاجونها. وقال في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «نحن مستمرون في المناقشة والتفاوض مع السلطات السورية، وقد أرسلنا رسالة إلى الحكومة السورية تشدد على أهمية أن تكون الأمم المتحدة هي مسؤولة ولو جزئيا عن علميات الإغاثة»، مضيفا «ما زلنا في مفاوضات ولا نعرف متى سيتم حل تلك القضية».

وأشار إلى وجود مبادئ عامة تحكم عمل مكتب المساعدات الإنسانية بالأمم المتحدة، مؤكدا على استعداد مكتب الأمم المتحدة للتعاون مع جمعية الهلال الأحمر السوري لكن بشرط الحفاظ على قدر من الإشراف في توزيع المساعدات في جميع أنحاء سوريا.