التعاون الخليجي والبرلمان العربي ينددان بموقف إيران «العدائي»

طهران تصعد استفزازاتها وتدخلها في الشؤون الداخلية العربية.. والمعارضة تؤكد عروبة البحرين

TT

استنكرت الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي أمس مواقف إيران تجاه البحرين ووصفتها بأنها «عدائية وتكشف عن نوايا سيئة»، مؤكدة أنها «تثير القلق والتوتر» في منطقة الخليج، كما جدد البرلمان العربي إدانته للتدخل الإيراني السافر في الشؤون الداخلية لدول الخليج العربي، ويأتي ذلك بينما استمرت السلطات الإيرانية في تصعيدها المستفز وتدخلها السافر في الشؤون العربية، حيث دعت أمس إلى تنظيم مظاهرات غدا (الجمعة) في جميع أنحاء البلاد احتجاجا على مشروع إقامة اتحاد بين السعودية والبحرين.

واستنكر الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني تصريحات رئيس مجلس الشورى الإيراني بشأن مملكة البحرين، ووصفها بأنها «استفزاز صريح وتدخل سافر في شؤون مملكة البحرين الداخلية، يتعارض مع كافة الأعراف والقوانين الدولية»، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء البحرينية الرسمية.

وقال الزياني: إن الاستمرار في إطلاق مثل هذه التصريحات الاستفزازية لا يدل على رغبة إيرانية في بناء علاقات طبيعية مع دول المجلس، بل يكشف عن موقف عدائي ونوايا سيئة تثير القلق والتوتر في المنطقة، ولا تنسجم مع الادعاءات الإيرانية بالرغبة في الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة. وأضاف الزياني أن «العلاقات بين دول مجلس التعاون شأن خليجي عربي ليس من حق إيران التدخل فيه حسب القوانين الدولية المتعارف عليها»، داعيا المسؤولين الإيرانيين إلى التوقف عن إطلاق مثل هذه التصريحات العدائية التي لا تساعد على قيام علاقات طبيعية بين الجانبين.

من جهته، جدد رئيس البرلمان العربي علي سالم الدقباسي إدانة البرلمان «التدخل الإيراني السافر في الشؤون الداخلية لدول الخليج العربي»، وأوضح بيان صادر أمس أن البرلمان «يدين أيضا ما صدر عن البرلمان الإيراني من رفض بعض نوابه مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود الهادفة إلى انتقال دول مجلس التعاون الخليجي من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد»، واصفا ذلك بأنه تدخل مؤسف.

ويأتي ذلك في الوقت الذي صعدت فيه إيران من لهجتها الاستفزازية حيال مشروع الاتحاد الخليجي، حيث دعت السلطات في طهران الإيرانيين إلى تنظيم مظاهرات حاشدة غدا الجمعة، ضد ما اعتبرته محاولة من الرياض لـ«ضم أراض كانت في السابق تابعة للدولة الفارسية».

ودعا المجلس إلى التظاهر في جميع أنحاء البلاد بعد صلاة الجمعة للاحتجاج على «المخطط الأميركي لضم البحرين إلى السعودية»، بحسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية. وتأتي الدعوة للمظاهرات ضد الاتحاد بين السعودية والبحرين عقب تصريحات أدلى بها علي لاريجاني رئيس مجلس الشورى الإيراني، والنائب حسين علي شهرياري، والتي دعوا فيها صراحة إلى ضم البحرين إلى إيران.

وكانت وزارة الخارجية في مملكة البحرين أصدرت بيانا استنكرت فيه هذه التصريحات، كما استدعت أول من أمس القائم بأعمال سفارة إيران لدى البحرين لإبلاغه احتجاجها على تصريحات لاريجاني وشهرياري.

وكان قادة دول مجلس التعاون الخليجي أوصوا في ختام قمة تشاورية الاثنين الماضي في الرياض باستكمال دراسة مقترحات إقامة الاتحاد الخليجي.

وحذرت الرياض والمنامة طهران من التدخل في شؤونهما، وقال زير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل الاثنين الماضي في ختام القمة الخليجية، التي تمحورت حول مشروع الاتحاد: «ليس لإيران لا من قريب أو بعيد أي دخل فيما يدور بين البلدين (السعودية والبحرين) من إجراءات، حتى لو وصلت إلى الوحدة».

بدوره وصف النائب عادل المعاودة، نائب رئيس مجلس النواب البحريني، الدعوات الإيرانية بأنها للفت الأنظار لا أكثر ولا أقل، وذهب المعاودة إلى القول بأن المعترضين على دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - بحجة انتهاك السيادة الوطنية - سيقبلون بالاتحاد لو جاءتهم الدعوة من طهران.

وأكد المعاودة أن التصريحات التي خرجت على لسان لاريجاني وشهرياري كانت نتاج مشروع لضم البحرين إلى إيران ناقشه مجلس الشورى الإيراني خلال اليومين السابقين، وقال: إن القرار فشل في الحصول على تأييد المجلس، وظهر على شكل تصريحات على لسان من تبناه.

وفي جانب المعارضة البحرينية، أصدرت جمعية الوفاق (إحدى جمعيات المعارضة السياسية) مساء أمس بيانا أكدت فيه على عروبة البحرين، وقالت فيه إنها «ترفض بشكل قاطع أي مساس باستقلال البحرين وسيادتها تحت أي ظرف أو عنوان من العناوين»، كما أوضحت أن البحرين دولة عربية إسلامية مستقلة بقرار من الأمم المتحدة استنادا إلى الإرادة الشعبية الجامعة، ولا تقبل التشكيك في هذا الأمر من أي طرف كان.

وفي ذات السياق قال رضي الموسوي نائب الأمين العام لجمعية وعد، وهي جمعية معارضة أخرى، إن الجمعية وأعضاءها يؤمنون إيمانا قاطعا بعروبة مملكة البحرين وعروبة الخليج، وتابع أن «قضية عروبة البحرين تم حسمها في مطلع السبعينات من القرن الماضي حينما صوت الشعب البحريني لعروبة البحرين وانتمائه للأمة العربية»، وأضاف أن هذه القضية خارج المساومات والمزايدات التي يجري الترويج لها.

وشدد الموسوي قائلا: «نحن نرفض التدخل في شؤوننا الداخلية، والادعاءات الإيرانية التي خرجت نشجبها ونستنكرها ونرى أنها تصب الزيت على النار ولا تخدم الشعب البحريني ولا الحكومة البحرينية».