دولة جنوب السودان تؤكد استعدادها للمفاوضات دون شروط

الرئيس السوداني: لن نسمح بتصدير نفط الجنوب دون حل الخلافات الأمنية

جنود من جيش تحرير شعب السودان يشاركون في احتفاليات في جوبا أمس لإحياء الذكرى الـ29 لإنشاء الجيش (رويترز)
TT

أعلن الرئيس السوداني عمر البشير أن السودان سيحدد متى سيعاد فتح خط الأنابيب الذي ينقل صادرات النفط من الجنوب، لكن يجب أن تحصل الخرطوم أولا على ضمانات أمنية.

وأضاف البشير أن السودان لن يسمح لجنوب السودان بتصدير أي نفط عبر أراضيه ما لم يتوصل البلدان لتسوية كل النزاعات بشأن أمن الحدود.

وأثارت نزاعات بشأن النفط والأمن والحدود اشتباكات حدودية بين البلدين الشهر الماضي، وأثارت لبعض الوقت قلقا من نشوب حرب شاملة بالمنطقة.

وقال البشير لدى مخاطبته لنفرة أهل البراري في الخرطوم، مساء أول من أمس، إن جوبا أغلقت خطوط الأنابيب لكن مفاتيح إعادة تشغيلها مع الخرطوم. وجدد البشير التأكيد على أن السودان لن يسمح للجنوب بتصدير النفط عبر خطوط الأنابيب السودانية ما لم تتم تسوية كل النزاعات بينهما بشأن أمن الحدود. وأضاف أن السودان هو من سيحدد متى ستفتح خطوط الأنابيب، ولن يسمح بفتحها قبل ضمان الأمن بنسبة 100 في المائة وعدم وجود أي تهديد للمواطنين السودانيين والحدود.

وقال البشير إن الحكومة ليست لديها مشكلة مع مواطني دولة الجنوب الذين اعتبرهم ضحايا لقيادات حكومة الجنوب التي خانت الأمانة التي ألقيت على عاتقها، وزاد: «تكبدوا خسائر فادحة في معركة هجليج، وكان عليهم عدم الزج بنحو 2000 جندي دفنوا في أرض المعركة».

وأكد أن الجيش سيظل حاميا وحارسا للوطن ويقود البلاد من نصر إلى نصر ليفرض السلام كما فرضه من قبل في اتفاق أديس أبابا 1972 واتفاقية السلام الأخيرة في نيفاشا.

من جانبه، قال العبيد أحمد مروح، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السودانية، لـ«الشرق الأوسط»: «إن السودان سبق أن أعلن قبوله لقرار مجلس الأمن 2046، وعلى الرغم من تحفظه على بعض بنوده، فإنه أبدى استعداده لاستئناف المفاوضات مع دولة جنوب السودان، على أن يتصدر جدول المفاوضات معالجة القضايا الأمنية، باعتبارها المدخل الصحيح لمعالجة القضايا العالقة الأخرى بين البلدين». وأضاف: «إن ثابو مبيكي وسيط الاتحاد الأفريقي سيصل إلى الخرطوم مساء غد (اليوم)، حيث يلتقي الرئيس البشير والسيد علي عثمان محمد طه، النائب الأول لرئيس الجمهورية، وبعض المسؤولين السودانيين، لإجراء المشاورات حول استئناف المفاوضات بين السودان وجنوب السودان».

وقال مروح إن مبيكي سيغادر إلى جوبا يوم الأحد المقبل للقاء الرئيس سلفا كير وبعض المسؤولين في جنوب السودان؛ لبحث تفاصيل المفاوضات، مثل المواعيد وجدول الأعمال لاستئناف المفاوضات بين دولتي السودان وجنوب السودان في أديس أبابا. ومن المتوقع أن يعود مبيكي إلى الخرطوم يوم الثلاثاء المقبل لاستكمال المشاورات لتحديد موعد استئناف المفاوضات بين البلدين في أديس أبابا.

من جهة أخرى، أعلنت دولة جنوب السودان استعدادها لاستئناف المفاوضات مع الحكومة السودانية دون شروط مسبقة، متهمة الخرطوم بالاستمرار في قصف مواقع داخل أراضيها مع انتهاء المهلة التي حددها مجلس الأمن الدولي لإجراء الحوار بين البلدين والتي انتهت أمس.

وقال الدكتور برنابا مريال بنجامين، وزير الإعلام في جنوب السودان، لـ«الشرق الأوسط»، إن بلاده مستعدة لاستئناف المفاوضات مع الخرطوم، لكنه عاد وأضاف: «الحكومة السودانية ليست لديها رغبة في المفاوضات، وهي لم تتخذ موقفها النهائي، والدليل مواصلتها الاعتداء على أراضينا ووضع الشروط المسبقة التي يطلقها المسؤولون، بما فيهم البشير». وقال إن القوات المسلحة قامت بقصف جوي على بلدات (تمساحة وسر ملاكا والفرقة) في غرب بحر الغزال ومنطقة وداكونا في أعالي النيل. وأضاف: «هذا لن يوقفنا عن الذهاب إلى المفاوضات مع الخرطوم». وتابع: «البشير رفض أن يتحاور معنا، ثم عاد ووافق، وأعلنوا أنهم سيرسلون وفدهم ونحن مستعدون لمناقشة كل القضايا دون شروط». وقال: «وفد الاتحاد الأفريقي الذي زار جنوب السودان الأسبوع الماضي تأكد أن موقفنا واضح وأننا مستعدون للتفاوض»، مشيرا إلى أن رئيس وفد جنوب السودان أرسل إلى ثابو مبيكي، رئيس جنوب أفريقيا السابق الذي يترأس الوساطة الأفريقية، ما يؤكد أن بلاده مستعدة لاستئناف المفاوضات. وقال إن الحكومة السودانية لم تسحب قواتها من أبيي على الرغم من أن حكومته سحبت قواتها من هجليج وأبيي. وأضاف: «الخرطوم لم تمتثل قرار مجلس الأمن الدولي، ونريد أن نرى ماذا سيفعل مجلس الأمن لهم بعد أن التزمنا بكل القرارات؟».

إلى ذلك، أعلنت بيتي أوجوارو، وزيرة الزراعة في دولة جنوب السودان، أمس، عن إنشاء قرى زراعية ضخمة في جنوب السودان بتقنيات ومساعدات زراعية إسرائيلية كبيرة. وقالت خلال مشاركتها لمعرض التكنولوجيا الزراعية لعام 2012 المنعقد حاليا في تل أبيب: «لقد التقيت بداني أيالون، نائب وزير الخارجية الإسرائيلي، وقررنا إنشاء قرى زراعية في جنوب السودان، بحسب الأساليب والتقنيات الإسرائيلية، وستكون بمثابة نموذج لقرى المستقبل».

ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية عن مسؤولة جنوب السودان قولها: «إسرائيل تود أن تستعرض التكنولوجيا الزراعية الإسرائيلية في دولة جنوب السودان»، مشيدة بالتعاون بين إسرائيل ودولة جنوب السودان. وتطرقت أوجوارو إلى قضية المتسللين الأفارقة قائلة: «يوجد هناك فرق بين دولة السودان وجنوب السودان.. نحن دولة وحدنا، وليس هناك الكثير من أبناء دولة جنوب السودان يعيشون في إسرائيل، وعلى الحكومة الإسرائيلية أن تدعم المواطنين من دولة جنوب السودان الذين يعيشون فيها».