اليمن: مقتل قيادي في «القاعدة».. وزعيم في الحراك الجنوبي يوجه أنصاره للقتال إلى جانب الجيش

قيادي محلي لـ «الشرق الأوسط»: لا وجود عسكريا أميركيا على الأرض.. والقوة الجوية حسمت المعارك

طاقم عسكري في منطقة القتال في محافظة أبين حيث تحتدم المعارك مع عناصر أنصار الشريعة في الجنوب (أ.ف.ب)
TT

تحتدم المواجهات المسلحة في جنوب اليمن مع عناصر تنظيم القاعدة، حيث شهدت مدينة لودر، أمس، مواجهات عنيفة بين قوات الجيش واللجان الشعبية، من جهة، وعناصر تنظيم القاعدة من جهة أخرى، وقالت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط»، إن 30 مسلحا متشددا قتلوا في المواجهات الدائرة في المديرية، بينهم أمير التنظيم في مديرية مودية سمير أمقيده، في القتال الذي استؤنف، فجرا، من قبل عناصر «القاعدة» الذين حاولوا اقتحام لودر عن طريق الجهة الجنوبية. وذكرت المصادر أن 16 قتيلا من «القاعدة» سقطوا في المواجهات المباشرة في جنوب المدينة. وفي هذا السياق، قال أحمد الميسري، القيادي في المؤتمر الشعبي العام ومحافظ أبين السابق في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» في لندن: «الموقف في الأيام الأخيرة تحول بشكل كبير لصالح الجيش وأعضاء اللجان الشعبية»، مؤكدا أن «القوات الجوية كان لها دور كبير في حسم المعارك بعد تدخلها بكثافة وفاعلية في ضرب مواقع أنصار الشريعة في أبين، بأكثر من خمسين طلعة في اليوم للطيران على هذه المواقع». وأضاف الميسري «توقفت المعارك في زنجبار، ولم تعد (القاعدة) ترد على الجيش من المدينة، مما يعني أن قوة (القاعدة) في المدينة قد انهارت، وقد سجلت حالات نزوح كبيرة لمقاتلي (القاعدة) من المدينة باتجاه يافع والزاهر». وأكد أن الحكومة تنوي نسخ تجربة اللجان الشعبية في لودر في كل المناطق التي يسيطر عليها الجيش ويطرد منها مقاتلي أنصار الشريعة أو (القاعدة)». وذكر الميسري أن أحد قيادات الحراك الجنوبي وهو المعارض البارز محمد علي أحمد يشارك بمجموعة من قبيلته في المعارك الدائرة هناك، مؤكدا أن «محمد علي أحمد أوعز إلى مقاتلين من قبيلته بدعم مهمة الجيش والقتال معه ضد مسلحي أنصار الشريعة في أبين». ونفى الميسري أي وجود عسكري أميركي إلى جانب القوات اليمنية في مواجهة أنصار الشريعة. وأكد أن الجيش «لن يستفيد من وجود عسكري بري أميركي على الأرض، بل على العكس سيكون لذلك نتائج عكسية لصالح أنصار الشريعة».

وكانت مصادر مطلعة قد أكدت أمس لـ«الشرق الأوسط» أن 14 عنصرا آخرين سقطوا قتلى في قصف جوي لا يعرف مصدره، ويرجح أنه جرى بطائرة أميركية من دون طيار على شرق مدينة لودر، وأدى إلى مقتلهم، وهم ينتمون لمناطق الوضيع ومودية في محافظة أبين. وكان الطيران اليمني نفذ، أمس، غارة جوية على أحد المواقع في مدينة لودر وأخطأ هدفه، واستهدف مقرا لتجمع مسلحي اللجان الشعبية الذي يتزودون من خلاله بالمؤن الغذائية والذخائر، الأمر الذي أسفر عن إصابة عدد من مقاتلي اللجان الذين يساندون قوات الجيش في صد هجمات «القاعدة» على لودر.

وأشارت المصادر إلى أن مسلحي تنظيم أنصار الشريعة المرتبط بـ«القاعدة» يحاولون منذ الفجر اختراق لودر من والدخول إلى قلب المدينة، إضافة إلى محاولات لاستعادة السيطرة على المواقع التي استولى عليها الجيش واللجان الشعبية كجبل يوسف وغيرها من المواقع الاستراتيجية المهمة، غير أن محاولاتهم كافة باءت بالفشل حتى مساء أمس.

وفي السياق ذاته، تتواصل المواجهات في جبهة زنجبار، عاصمة المحافظة، التي يحاول الجيش استعادة السيطرة عليها منذ أكثر من أسبوع، حيث يسيطر عليها مسلحو «القاعدة» منذ أكثر من عام، وتؤكد المصادر سقوط عدد من القتلى في صفوف رجال الجيش واللجان الشعبية.

وجاءت خسائر «القاعدة» في هذه المواجهات ليوم أمس، بعد يوم واحد على مقتل أكثر من 50 من عناصر في زنجبار ولودر وجعار، والأخيرة تعد المعقل الرئيس لتنظيم أنصار الشريعة في محافظة أبين.

إلى ذلك، قدم وزير الدفاع اليمني، اللواء الركن محمد ناصر أحمد، أمس، تقريرا عن سير العمليات العسكرية ضد عناصر «القاعدة» في جنوب البلاد، والتي أشرف عليها شخصيا وميدانيا، وقدم التقرير إلى لجنة الشؤون العسكرية الخاصة بإعادة الأمن والاستقرار في البلاد، وجاء تشكيلها في ضوء المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، واتخذت اللجنة قرارا بـ«تشكيل لجنة فرعية ميدانية من أعضاء لجنة الشؤون العسكرية للنزول إلى المنطقة العسكرية الجنوبية للإشراف على سير الإجراءات العسكرية والأمنية ومعالجة أوجه الاختلالات والقصور».

وتواصل اللجنة أنشطتها في سبيل سحب المظاهر المسلحة من العاصمة صنعاء وفتح الطرقات المغلقة، حيث تقوم عدد من القبائل بإغلاق طرق رئيسية تربط العاصمة بالمحافظات، وفي هذا السياق، شكلت اللجنة لجنة مصغرة ميدانية برئاسة اللواء الركن عبد الله علي عليوة واللواء فضل القوسي للنزول يوم غد الخميس (اليوم) للبدء بالإجراءات التنفيذية المباشرة لفتح طريق صنعاء - مأرب وإحلال قوات من الشرطة العسكرية في النقاط المحددة وإخلاء المجاميع القبلية المسلحة من الطريق ومن جوانبه وإزالة كافة الاستحداثات العسكرية والقبلية التي ظهرت بعد يناير (كانون الثاني) 2011، هذا في وقت ما زالت طريق صنعاء – عمران مغلقة من قبل مجاميع قبلية مسلحة.

وتحدثت مصادر رسمية يمنية عن وضع اللجنة العسكرية خطة للبدء في إخلاء مخيمات الاعتصام التابعة لحزب المؤتمر الشعبي العام (الشريك في الحكم) والذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبد الله صالح، في العاصمة صنعاء وبالتحديد في منطقتي عصر وملعب الثورة، وهي المخيمات التي يقيم فيها من يوصفون بـ«البلطجية»، والذين يقومون بقطع الطرقات في صنعاء بين وقت لآخر للمطالبة بصرف مستحقاتهم المالية.