نفى أحمد قطان السفير السعودي بالقاهرة صحة «ادعاءات أطلقها خيرت الشاطر نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين»، والتي قال فيها إن المملكة عرضت على السلطات المصرية مبلغ 4 مليارات جنيه مقابل تسليم مبارك لها العام الماضي. وأكد القطان أن هذه «الشائعات» لا صحة لها إطلاقا، مطالبا الشاطر بتحري الدقة فيما يقول ويردد، لافتا إلى أن مثل هذه الادعاءات قد تؤثر على علاقات أخوية ممتدة منذ سنوات بعيدة بين البلدين الشقيقين.
وكان الشاطر الذي استبعدته اللجنة العليا من سباق الانتخابات الرئاسية قبل نحو شهر، لإدانته في قضايا جنائية، قد قال على هامش لقاء جمعه بعائلات كبرى في حلوان (جنوب القاهرة) قبل نحو أسبوع، إن السعودية قد عرضت على مصر مساعدات بقيمة 4 مليارات جنيه في مقابل تسليم السلطات المصرية الرئيس السابق حسني مبارك، والذي ينتظر حكما مطلع الشهر المقبل، في قضية متهم فيها بقتل المتظاهرين إبان ثورة 25 يناير، بالإضافة لاتهامات أخرى بالفساد المالي.
وأوضح قطان في بيان أصدرته سفارة خادم الحرمين الشريفين في القاهرة أمس، أن المملكة لا تتدخل في الشؤون الداخلية المصرية وأنها حريصة فقط على دعم مصر لتمر من أزمتها الراهنة لأهمية مصر للعالم العربي.
وكانت المملكة العربية السعودية قد سحبت سفيرها من القاهرة للتشاور وأغلقت بشكل مؤقت سفارتها وقنصليتيها في مصر، على خلفية احتجاجات لنشطاء مصريين أمام سفارة المملكة عقب احتجاز مواطن مصري بتهمة تهريب مواد مخدرة إلى السعودية. وهي الأزمة التي انتهت بعد تدخل وفد برلماني وشعبي مصري زار السعودية قبل نحو أسبوعين.
وطالب قطان، الشاطر بتقديم أي دليل على هذه الادعاءات التي وصفها بـ«غير الصحيحة»، والتي حرصت المملكة على نفيها فورا. وتابع قائلا إن العلاقة التاريخية التي تجمع الشعبين السعودي والمصري لن تتأثر رغم الكثير من المحاولات التي تقوم بها أطراف معروفة، وقصة أن هناك أرقاما معروضة هي قصة وهمية من نسج خيال البعض، لأن المملكة أكدت وبكل وضوح سياستها العامة تجاه مصر وأن ما تقرره مصر شأن داخلي بها تحترمه المملكة. وأضاف السفير السعودي أن بلاده تقف على مسافة واحدة من جميع المرشحين في انتخابات الرئاسة المقرر إجراؤها يومي 23 و24 الشهر الحالي، مؤكدا أن السعودية ترحب بالتعاون والعمل مع أي مرشح يختاره شعب مصر.