ليبيا: مقتل وإصابة 13 شخصا قرب الحدود مع الجزائر وسط مخاوف من مفاجآت أتباع نظام القذافي

مسؤولون: العمليات الإرهابية تهدف لتعطيل الانتخابات المقبلة

TT

وسط مخاوف من محاولات يبذلها بعض المسؤولين السابقين المحسوبين على نظام العقيد الراحل معمر القذافي لإثارة المتاعب في ليبيا قبل أول انتخابات تشريعية ستشهدها الشهر المقبل، عزز الجيش الليبي من وجوده في مدينة غدامس (جنوبي غرب) على مقربة من الحدود المشتركة مع الجزائر بعد مقتل وإصابة 13 شخصا في معارك دامية اندلعت أمس بين سكان من المدينة ومسلحين من خارجها.

وقال مسؤولون في الحكومة الليبية لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من طرابلس إن هناك معلومات ومؤشرات بشأن محاولة بعض أتباع نظام القذافي القيام بعمليات إرهابية لتعطيل هذه الانتخابات. وكان معارضون للثورة قد أعلنوا عن إنشاء جبهة شعبية تضم فلول النظام الهاربين في دول الجوار مثل مصر وتونس والجزائر، فيما أعلن تنظيم آخر معارض يحمل اسم «تجمع قبائل الصحراء» أن «ساعة العمل قد دقت للقضاء على الثوار الذين وصفهم بأنهم عملاء حلف شمال الأطلنطي (الناتو) وأذنابه»، وهو التعبير الشهير الذي اعتاد القذافي استخدامه قبل سقوط نظامه ومقتله. ونقلت وكالة الأنباء الليبية عن مصدر طبي بمستشفى غدامس أن المستشفى استقبل أمس 8 حالات وفاة، و5 مصابين على خلفية الاشتباكات المسلحة التي جرت بين سكان المدينة ومجموعة مسلحة من خارجها، مشيرا إلى مقتل قائد هذه المجموعة.

إلى ذلك، قال العقيد على الشيخي، الناطق الرسمي باسم رئاسة أركان الجيش الليبي، إن الوضع في المدينة بات بالفعل تحت السيطرة الكاملة للجيش بعد توقف إطلاق النار، نافيا ما تردد عن وجود قوات أجنبية في موقع الاشتباكات. وأضاف: «لم يتبين لنا دخول أي قوة أجنبية سواء كان ذلك من الجزائر أو غيرها من الدول»، مشيرا إلى أن سلاح الجو الليبي يقوم منذ عدة أيام بطلعات جوية استطلاعية لحماية حدود ليبيا من أي اختراقات.

وأكد أن الجيش الليبي بصدد إرسال قوات إضافية إلى مدينة غدامس لتعزيز القوة الموجودة هناك لمنع ووقف أي اشتباكات أخرى بين السكان، موضحا أن لجان المصالحة بدأت في إجراء الاتصالات مع جميع الأطراف لمعالجة ما حدث والقيام بدورها في رأب الصدع مثلما تم في مناطق أخرى.

وحث العقيد الشيخي جميع السكان على ضبط النفس، مطالبا بضرورة الرجوع إلى أجهزة الدولة والقوات التابعة للجيش الليبي منعا للمزيد من الاشتباكات.

وكان سراج الموفق، رئيس المجلس المحلي لمدينة غدامس قد أبلغ وسائل إعلام محلية بأن المدينة تعرضت أمس لقصف عشوائي عنيف بقذائف صاروخية من قبل مجهولين، لافتا إلى أن بعض الأسر غادرت منازلها إلى مناطق بعيدة عن الاشتباكات. ووجه الموفق انتقادات لاذعة إلى السلطات الليبية بعدما كشف النقاب عن أنه سبق إبلاغ تلك الجهات التابعة للحكومة الانتقالية التي يترأسها الدكتور عبد الرحيم الكيب بالأوضاع السائدة في مدينة غدامس غير أنها لم تتدخل لحماية المواطنين الليبيين. ودعا إلى حماية حدود ليبيا خاصة أن مدينة غدامس تقع في منطقة حدودية مع الجزائر. في المقابل، أكد اللواء يوسف المنقوش، رئيس أركان الجيش الليبي، أن قوات الجيش تزداد قوة يوما بعد يوم. واعتبر المنقوش في كلمته خلال عرض عسكري محدود لوحدات من الجيش في مدينة بنغازي شرق البلاد مساء أول من أمس، أن وقوف مكونات المجتمع في ليبيا إلى جانب الجيش والمطالبة بتفعيله «دافع لمواصلة العمل من أجل بناء دولة ليبيا الحرة ذات السيادة والقانون والديمقراطية».