قصف كثيف للرستن.. وخطة لتهجير أهالي حمص

مظاهرة حاشدة في جامعة حلب بحضور المراقبين الدوليين

مراقبون يغادرون فندق اقامتهم في دمشق أمس للتوجه في جولاتهم اليومية بمختلف المناطق السورية (إ.ب.أ)
TT

بقيت مدينة الرستن في محافظة حمص محط الأنظار لليوم الرابع على التوالي جراء تعرضها لقصف عنيف ومتواصل تصاعدت وتيرته يوم أمس، بالتزامن مع استهداف حيي الخالدية وجورة الشياح ومناطق ريف القصير في المحافظة عينها. فيما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن انفجارات هزّت حيي الجميلة والفرقان في مدينة حلب.

وقال ناشطون إن القصف العنيف للقوات النظامية السورية مستمر على مدينة الرستن، أحد معاقل الجيش الحر في محافظة حمص. وأوضح المرصد السوري أن «وتيرة القصف تصل إلى ثلاث قذائف في الدقيقة»، داعيا المراقبين الدوليين إلى التوجه إلى الرستن التي يعمل النظام على «تدميرها تدريجيا».

وقال مدير «المرصد السوري» رامي عبد الرحمن من جهته إن «الهدف من الحملة العسكرية لقوات النظام هو منع الناس من النوم ليلا وتحطيم معنوياتهم».

بدورهم، قال ناشطون في المدينة لوكالة الصحافة الفرنسية إن الرستن «تتعرض لقصف غير مسبوق يرمي إلى إحباط السكان وعناصر الجيش الحر المدافعين عنها»، مستبعدين «في الوقت الحالي إمكانية اقتحام القوات النظامية لهذه المدينة».

ومن مدينة حمص، تحدث عضو لجان التنسيق في المدينة سليم قباني لـ«الشرق الأوسط» عن تفاصيل الكمين المسلح الذي تعرض له وعضو المجلس الوطني عمر إدلبي والناشطين هادي العبدالله وأبو جعفر أثناء تفقدهم الجرحى في المنطقة، وقال: «كنا داخل السيارة ففُتحت النيران علينا مباشرة فخرجنا من السيارة وزحفنا إلى منطقة آمنة، وقد أصيب أحد المواطنين الذين كانوا يرافقوننا، فيما أصيب أبو جعفر برجله وتعرضنا أنا وإدلبي والعبدالله لرضوض».

وأوضح قباني أن «هناك خطة مبرمجة للنظام السوري بتهجير أهالي حمص»، لافتا إلى أن قوات الأمن تضغط على أهالي حي الشماس لتهجيرهم كما على أهالي مناطق ريف القصير، موضحا أن معظم أهالي مدينة حمص باتوا يلجأون إلى حي الوعر الذي تحول الملاذ الآمن والأخير لهم.

كما قامت قوات الجيش النظامي بقصف مدفعي عنيف على حي الخالدية، من جانب آخر بث ناشطون فيديو يظهر عشرين جثة قالوا إنها لأشخاص سقطوا في مجزرة ارتكبها الشبيحة أثناء اقتحام حي الشماس يوم 15 الشهر الجاري، وقال إنه تم اعتقال نحو مائتي شخص وجرح العشرات. وبين القتلى حالات قضت ذبحا بالسكين وحالات بإطلاق نار مباشر إلى الرأس.

وفي جامعة حلب خرج مئات الطلاب في مظاهرة حاشدة تطالب بإسقاط النظام بحضور المراقبين الدوليين والذين حالوا دون هجوم قوات الأمن والشبيحة على المتظاهرين ومكثوا يحاصرون ساحة الجامعة من الخارج وسط حالة تأهب شديدة، حيث استمرت المظاهرة ولأول مرة في حلب لعدة ساعات وجرى بث وقائعها على الهواء مباشرة.

وبحسب مصادر في كلية الطب بجامعة حلب، اعتصم مجموعة من الطلبة أمام غرفة عميد الكلية احتجاجا على اعتقال زملائهم، وما لبث الاعتصام أن تحول إلى مظاهرة حاشدة داخل أروقة الكلية، وامتدت إلى الساحة حيث انضم المئات بالتزامن مع وصول فريق المراقبين الدوليين الأمر الذي حال دون تفريق قوات الأمن للمتظاهرين، الذين رفعوا علم الاستقلال وسط الجامعة ونادوا بإسقاط النظام وحيوا الجيش الحر.

وفي العاصمة دمشق أطلقت قوات الأمن النار على مشيعين في حي الميدان لدى تحول التشييع إلى مظاهرة حاشدة، وشنت حملة اعتقالات في كلية الزراعة بجامعة دمشق، على خلفية اعتصام عدد من الطلبة للمطالبة بالإفراج عن زميلة لهم جرى اعتقالها، واشتباك الطلبة المناهضين للنظام مع المؤيدين قبل وصول قوات الأمن وشن حملة اعتقالات شملت عددا من الطلبة.

كما تعرضت مدينة الحراك في ريف حوران لقصف مدفعي من الدبابات المتمركزة في الشارع الرئيسي ومن اللواء 52، كما اقتحمت الدبابات مخيم اللاجئين في درعا المحطة، وتصدى لها الجيش الحر حيث جرت اشتباكات هناك وقالت مصادر محلية إن الجيش الحر تمكن من إعطاب دبابة للجيش النظامي. وترددت أنباء عن انفجار قوي هز مدينة داعل.

وكانت قوات الجيش النظامي اقتحمت مدينة درعا أمس وانتشرت في مناطق عدة «في محاولة لكسر الإضراب العام» في المدينة التي شهدت إطلاق رصاص في عدة أحياء.

وفي ريف دمشق، شنت قوات الجيش النظامي حملة مداهمات واعتقالات في بلدتي عربين وكناكر ترافقت مع أصوات إطلاق رصاص، كما وقعت اشتباكات في مدينة القطيفة بعد منتصف الليل بين القوات النظامية وعناصر انشقوا عنها.

وكانت مدينة داريا مرت بساعات عصيبة ليل الأربعاء - الخميس، جراء قصف عنيف على المدينة أسفر عن سقوط ستة قتلى على الأقل وإصابة العشرات بجروح، مما اضطر فريق المراقبين الدوليين لزيارة داريا يوم أمس، وقالت مصادر محلية إن قوات الأمن رافقت المراقبين إلى داريا وبعد مغادرتها تجدد إطلاق النار مع شن حملة اعتقالات واسعة هناك.

وفي هذا الوقت، قالت وكالات أنباء تركية إن 19 مواطنا سوريا لجأوا يوم أمس الخميس بينهم عسكريان إلى تركيا عبر منطقة «يايلاداغي» بمحافظة «هطاي» جنوب تركيا هربا من الاشتباكات في بلادهم. وقالت مصادر إن 19 سوريا من بينهم ملازم أول ورقيب من الجيش السوري، بالإضافة إلى شخص مصاب، جاءوا إلى قريتي «توبراكتوتان» و«جورينتاش» في منطقة «يايلاداغي» وطلبوا من السلطات التركية السماح لهم باللجوء داخل تركيا. وعقب الانتهاء من الإجراءات الرسمية نقل العسكريين إلى معسكر «أباي دين»، فيما نقل الشخص المصاب إلى مستشفى «أنطاكيا» العام، وأرسل السوريون الآخرون إلى بلدة «إصلاحية» بمحافظة «غازي عنتب» جنوب شرقي تركيا.

ويخرج السوريون اليوم بمظاهرات دعت إليها قوى المعارضة عبر صفحات التواصل الاجتماعي في جمعة «أبطال جامعة حلب» التي قتل فيها أربعة طلاب قبل أسبوعين برصاص الأمن عقب مظاهرة. وكانت عملية التصويت التي تم تعديلها مؤخرا لتعكس، وبحسب الناشطين، ديمقراطية العملية، انتهت إلى اعتماد هذه التسمية التي كانت تتنافس مع تسميات «جمعة أسرى الحرية في فلسطين وسوريا»، و«جمعة لن نحاور حتى آخر ثائر»، و«جمعة ثورتنا رمز الحضارة» و«لا رجوع حتى إسقاط النظام»، و«تفجيرات أسدية برعاية أممية»، في إشارة إلى اتهام المعارضة السورية النظام بالوقوف وراء التفجيرات الدموية التي هزت دمشق وحلب أخيرا.