26 عضوا من المجلس الوطني ينتقلون إلى الداخل السوري

سرميني لـ«الشرق الأوسط»: شاهدت مناطق محررة بالكامل يرفرف عليها علم الثورة

TT

عندما زار عضو المجلس الوطني السوري محمد سرميني الحدود التركية السورية في يوليو (تموز) الماضي، كانت تلك المرة الأولى التي يلمح فيها تراب الوطن منذ سنوات طويلة، لوجوده - ووالده من قبله، في المنفى نتيجة معارضتهما النظام. استأذن سرميني رفاقه عندما وصل إلى الشريط الشائك، التقط حفنة من تراب بلاده وعاد بها سعيدا.

أمس، تحقق حلم سرميني، الذي تتحدر عائلته من سرمين، وتقيم في حماه. فقد انتقل الشاب المعارض الذي يعمل في القسم الإعلامي في المجلس إلى سوريا مجددا في رحلة استغرقت أكثر من يوم عبر خلالها الحدود التركية السورية سيرا على الأقدام، وتنقلا بواسطة سيارات وصولا إلى «المنطقة الآمنة» التي يسيطر عليها «الجيش السوري الحر» في ريف حماه.

يقول سرميني لـ«الشرق الأوسط» إن ما رآه مع انبلاج الصباح «كان الأجمل»، مضيفا: «شاهدت مناطق محررة بالكامل، علم الثورة السورية يرفرف عليها»، ويتابع واصفا سعادته بـ«شعور الحرية الحقيقي الذي يحمل بشائر بأن سوريا بدأت تتحرر من عصابات الأسد تباعا».

على حسابه في «تويتر» كتب سرميني، الذي يصف نفسه بأنه «نصف سياسي ونصف ثائر» من الداخل، يقول: «سجدة قبّلت فيها تراب الوطن.. كان أول فعل قمت به عندما دخلت سوريا.. ألف تحية لكم من سوريا الحرة.. دعاءكم». لمس سرميني من خلال لقاءاته «مشاعر الصدق في احتضان المجلس من قبل كافة الثوار وكتائب الجيش السوري الحر وترحيبهم الشديد بعودة المجلس إلى الداخل السوري لسماعهم وتبني أفكارهم وإطلاعهم على رؤيته لسوريا المستقبل وخطواته السياسية». وعلى رغم ملامح «الانهيار الاقتصادي» التي لمسها سرميني وانقطاع الوقود بشكل شبه كامل وانقطاع الغاز بشكل كامل، كانت إجابات الناس «إنهم ذاهبون إلى نهاية المطاف في محاربة النظام ولن يتراجعوا عن ذلك». وينقل عن أحدهم قوله: «لو أن هناك دعما دوليا حقيقيا لكانت الأمور حسمت بشكل سريع.. لكننا لن نتراجع ولو بقينا وحدنا».

ويعترف سرميني بأنه لمس لدى الناس «عتبا على بعض نقاط التقصير من قبل المجلس، لكنهم يؤكدون أن المجلس هو العباءة التي يسيرون في ظلها بعد سقوط شرعية النظام».

وقد علمت «الشرق الأوسط» أن نحو 26 عضوا من أعضاء المجلس الوطني السوري المعارض، قد انتقلوا إلى الداخل السوري عابرين الحدود من لبنان وتركيا ومناطق أخرى في إطار سياسة «العودة إلى الوطن»، وهي عبارة عن توجه لدى المجلس للتواصل مع القاعدة الشعبية المعارضة، التي يبتعد عنها بحكم وجود قيادته ومعظم أعضائه في المنفى. وغالبية هؤلاء هم من الشباب الذين يتحولون إلى «حلقة وصل بين المجلس وكافة قوى الحراك الثوري في الداخل».

ومن ثوار الخارج الذاهبين إلى الداخل، عمر إدلبي الذي ترك زوجته وأولاده في بيروت وانتقل إلى حمص. كتب إدلبي ذات مرة تعليقا على قيام بعض المعارضين السوريين بكتابة «انقلع (أي ارحل) بكاسات حلوى الرز بحليب»، إنه يتمنى أن يدخل إلى سوريا وينال أكبر هذه الكاسات.. وقد تحقق حلمه عندما استقبله أحد الناشطين لدى عبوره الحدود اللبنانية في منطقة القصير، حاملا «كاسة الرز بحليب» التي أعدتها له عائلته بعدما أعجبهم تعليقه.

غير أن هذه الرحلات ليست آمنة تماما، فسرميني كان قد سلم أمره إلى عدد من رجال «الجيش الحر» يقودونه كيفما رأوا ذلك مناسبا سيرا وعلى الدواب وفي السيارات، ينخفض متى أمروه ويمشي متى قالوا له امش.. أما إدلبي، فقد أصيب برصاصات كمين تعرض له عدد من الناشطين، قبل أن يعود إلى ممارسة عمله مطمئنا الجميع عبر صفحته على «فيس بوك» بأنه بألف خير.. وكذلك الثورة.