مرشحو الرئاسة يكثفون حملاتهم الدعائية قبل الصمت الانتخابي

اعتداء على شفيق ومهرجان لأبو الفتوح ومسيرة لصباحي ومؤتمر لموسى

ملصق إعلاني ضخم يحمل صورة المرشح الرئاسي أحمد شفيق فوق بناية بوسط القاهرة أمس (أ.ب)
TT

قبل يومين من بدء الصمت الانتخابي التي حددته اللجنة العليا المشرفة على الانتخابات في مصر، دخل سباق الرئاسة مرحلة الحسم، قبل خمسة أيام من بدء عملية الاقتراع المقرر لها 23 و24 مايو (أيار) الحالي. وبينما كثف مرشحو الرئاسة دعايتهم أمس، ونشطت الدعاية الانتخابية بشكل خاص أمام المساجد التي دخلت بقوة على خط تأييد مرشحين محسوبين على التيار الإسلامي، تعرض المرشح الرئاسي أحمد شفيق للاعتداء في أسوان وللاحتجاز في قنا بصعيد مصر.

واشتعلت المنافسة بين المرشحين الـ11 بعد أن أعلن اثنان من المرشحين تنازلهما لمحمد مرسي مرشح جماعة الإخوان المسلمين وعمرو موسي المرشح المستقل. واستحدث المرشحون للرئاسة وسائل جديدة للدعاية قبل الصمت الانتخابي المقرر له الثلاثاء المقبل، بدأها مؤيدو المرشح الرئاسي حمدين صباحي بمسيرة بالسيارات جابت أحياء وميادين العاصمة القاهرة، انطلقت من ميدان مصطفى محمود في حي المهندسين عقب صلاة الجمعة وصولا إلى ميدان التحرير ثم مدينة نصر ومصر الجديدة.

ونظم أنصار المرشح عبد المنعم أبو الفتوح مهرجانا بدأ بمسيرة من كوبري قصر النيل بالقاهرة حتى مركز شباب الجزيرة (بحي الزمالك). وفي الإسكندرية نظمت حملة أبو الفتوح مسيرة بالسيارات والأغاني بطول الكورنيش.

وشكل مؤيدو المرشح محمد مرسي، مرشح «الإخوان المسلمين»، سلاسل بشرية دعائية في شوارع وميادين القاهرة وعلى الطرق السريعة بين المحافظات. وفي الإسكندرية نظم أنصاره حائطا بشريا من منطقة لوران حتى وسط المدينة.

وعقد عمرو موسى أول مؤتمر في الصحراء عند الكيلو 21 غرب مدينة الإسكندرية، والتقى أبناء القبائل البدوية العربية في خيمة ضخمة امتدت لنحو كيلومتر.

وبينما ناشد الأزهر الشريف المواطنين أن يراعوا ضميرهم الديني والوطني وهم أمام صندوق الاقتراع، وأن يحرصوا على المشاركة في الانتخابات باعتبارها واجبا دينيا ووطنيا. دعا عدد من أئمة المساجد لانتخاب مرشح «الإخوان». وانتشرت أمام المساجد الدعاية الانتخابية بشدة، ووزع مؤيدو مرسي هدايا رمزية في بعض المحال التجارية التابعة لـ«الإخوان».

وقال صلاح عبد التواب، الذي يقطن في ضاحية المطرية (شرق القاهرة)، لـ«الشرق الأوسط»: «الدعاية كانت بشكل صريح أمام المساجد، وبعض أنصار مرشح (الإخوان) وزعوا هدايا على المصلين عقب الصلاة». وفي مدينة 6 أكتوبر بمحافظة الجيزة، قاطع المصلون إمام مسجد «مِنى» الشيخ خليل إبراهيم، وأجبروه على التوقف عن الاستمرار في خطبة الجمعة بعد أن تحولت إلى دعاية لمرشح «الإخوان»، وقال أحد المصلين إن «إمام المسجد أكد أن التيار الإسلامي نجح في البرلمان ويجب أن يحصل على فرصته في الرئاسة».

وفي محافظة قنا، قال الداعية الإسلامي صفوت حجازي إنه «من الحرام انتخاب رئيس يريد إقامة دولة الأفكار العلمانية والليبرالية والشيوعية والاشتراكية»، ودعا خلال خطبة الجمعة بمسجد النجدة في مدينة نجع حمادي إلى اختيار مرشح يطبق شرع الله، في إشارة لمرسي، وشهدت الخطبة إقبالا كبيرا من شباب «الإخوان»، ووزعوا منشورات تدعو إلى انتخابه.

وشدد الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، في بيان له أمس، على نزاهة الانتخابات وشفافيتها وسلميتها، مؤكدا حرمة الرشوة الانتخابية بكل أشكالها المالية والخدمية للتأثير على الرأي الحر للمواطنين. ودعا الطيب إلى ضرورة التقبل التام لمن يرتضيه الشعب وتسفر عنه عملية الاقتراع الشفافة، وجدد دعوته السابقة للجميع لتأييد من يرتضيه الشعب من بين المرشحين.

إلى ذلك، تعرض المرشح الرئاسي أحمد شفيق لاعتداء من أحد معارضيه خلال مؤتمر جماهيري له بمحافظة أسوان بصعيد مصر مساء أول من أمس. وكان شفيق وصل المؤتمر وسط حراسة أمنية مشددة، وخلال إلقائه كلمته بالمؤتمر قام أحد الحضور برفع حذائه وقذفه به، ودارت بعدها اشتباكات بين أنصاره وأهالي المنطقة التي يعقد بها المؤتمر بعد تعدي أحد أنصار شفيق على أحد الأهالي الرافضين لزيارته. كما تعرض شفيق للاحتجاز داخل مسجد عبد الرحيم القنائي في محافظة قنا، بعد وقوع اشتباكات بين ائتلافات شباب الثورة وبعض أنصاره. وقالت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» إن «قوات الأمن تدخلت لفض الاشتباكات وإخراج المرشح شفيق من المسجد، ليواصل جولته في المحافظة».