حمدين صباحي.. الثورة من الميدان إلى الديوان

واجه السادات وهو طالب بالجامعة.. واعتقله مبارك وهو نائب عن الشعب

مصري يمر بجانب ملصق دعائي للمرشح الرئاسي حمدين صباحي في وسط القاهرة أمس (إ.ب.أ)
TT

في صباح يوم خريفي في عام 1995 كان مجموعة من الشباب الناصري في طريقهم إلى محافظة كفر الشيخ، شمال غربي العاصمة المصرية القاهرة، لمساندة القيادي حمدين صباحي في أول انتخابات برلمانية يخوضها في مواجهة حزب الرئيس السابق حسني مبارك. وبينما كان هؤلاء الشباب يفكرون فيما إذا كان بإمكان مرشحهم تحقيق النصر وإيجاد موطئ قدم له تحت قبة البرلمان، كان صباحي يعدهم بأنه سيصبح ذات يوم رئيسا للبلاد.

ولد حمدين عبد العاطي صباحي في 5 يوليو (تموز) عام 1954 على أعتاب زمن الحلم الناصري، بمدينة بلطيم في محافظة كفر الشيخ، لأب وأم ينتميان للأغلبية الساحقة من المصريين البسطاء. عرف مبكرا طريقه للعمل الجماهيري فانتخب رئيسا لاتحاد طلاب مدرسة بلطيم الثانوية.

وبينما كان وعي صباحي يتشكل كان ملايين المصريين ينشدون أغنية الوداع في رحيل جمال عبد الناصر، فأسس صباحي رابطة الطلاب الناصريين في مدرسة الشهيد جلال الدين الدسوقي، تخليدا لذكراه، وأملا في استمرار مسيرته.

وفي خريف آخر مطلع السبعينات كان صباحي يغادر بلدته إلى القاهرة بعد حصوله على شهادة الثانوية العامة بتفوق، ليلتحق بكلية الإعلام بجامعة القاهرة. وصل صباحي إلى جامعة تفور بالمظاهرات التي تطالب الرئيس الأسبق أنور السادات بإعلان الحرب على إسرائيل التي كانت تحتل شبه جزيرة سيناء آنذاك.

وفي أعقاب نصر أكتوبر (تشرين الأول) عام 1973، شرع صباحي في تأسيس «نادي الفكر الناصري» في جامعة القاهرة، وسرعان ما انتشر في جامعات مصر، حتى تم تأسيس اتحاد أندية الفكر الناصري الذي خاض صراعه ضد سياسات السادات.

حسم صباحي صراع الأديب والسياسي بداخله لصالح السياسي مدفوعا بإلحاح اللحظة وأعباء رئاسته لاتحاد طلاب كلية الإعلام، ثم رئاسة اتحاد طلاب جامعة القاهرة عامي 1975 و1976، وتصعيده نائبا لرئيس الاتحاد العام لطلاب مصر عام 1977. ونجح مع قيادات الحركة الطلابية في إصدار قرار جمهوري يرضخ لإرادة الطلاب بإعمال لائحة عام 1976 الطلابية، التي كانت تلبي طموحات جيل السبعينات.

حمل شتاء عام 1977 الكثير من المفاجآت لصباحي الذي غادر الجامعة، وبدأ رحلة البحث عن عمل. ففي يناير (كانون الثاني) كان الشعب المصري ينتفض في مواجهة قرارات رفع أسعار السلع الغذائية الأساسية. في مظاهرات الخبز الشهيرة خلال يومي 18 و19 يناير، فعمد صباحي إلى عقد مجموعة من اللقاءات مع فئات مختلفة من المجتمع، كان من بينها لقاؤه الشهير مع اتحاد طلاب مصر بالرئيس السادات، وأمامه وقف صباحي يفند وينتقد سياسات السادات على كل الأصعدة، وكان هذا اللقاء بابا واسعا لولوج صباحي إلى دائرة الضوء فازدادت شعبيته لكنه دفع الثمن لاحقا.

التحق صباحي بصحيفتي «صوت العرب» و«الموقف العربي» مع الصحافي عبد العظيم مناف، وقد كانت تلك الصحف في ذلك الوقت هي صوت التيار الناصري في مصر. واستمر تواصل صباحي مع طلاب اتحاد أندية الفكر الناصري، حيث صاغوا في عام 1979 إحدى أهم الوثائق الناصرية، والتي عرفت بـ«وثيقة الزقازيق»، وهي الوثيقة التي بلورت رؤية جيل الشباب الناصري من سياسات السادات.

وفي عام 1981 طالته موجة اعتقالات سبتمبر (أيلول) مع قيادات ورموز الحركة الوطنية المعارضة للسادات. ورغم إصداره قرارا بالإفراج عن معتقلي سبتمبر، ومن بينهم صباحي، كانت حقبة الرئيس السابق مبارك أكثر الحقب التي تعرض فيها صباحي للاعتقال والسجن، وعبر سنوات حكمه الثلاثين تعرض صباحي للاعتقال مرات أبرزها عند قيامه بقيادة مظاهرة في عام 1997 مع فلاحي مصر، الذين أضيروا من قانون العلاقة بين المالك والمستأجر، وهو القانون الذي أخرج ملايين الفلاحين الفقراء من أرضهم.

وتكرر اعتقاله لصباحي وهو نائب في البرلمان، من دون رفع حصانته عام 2003، في انتفاضة الشعب المصري ضد نظام مبارك إبان غزو العراق.

خاض للمرة الثانية تجربة الانتخابات البرلمانية وقد نجح في دورتي 2000 و2005، وقد اشتهر صباحي بعبارة «يسعدني أن أرفض بيان الحكومة» التي تولى رئاستها آنذاك أحمد نظيف، واصفا إياها بأنها «حكومة تصنيع الفقر والغلاء والفساد».

خلال تلك الفترة كان حمدين صباحي قد نجح في تشكيل نواة حزب الكرامة الناصري وأصبح وكيلا لمؤسسيه، ولم يحصل الحزب حتى سقوط نظام مبارك على تصريح رسمي. ورفض صباحي الاستمرار كوكيل للمؤسسين إعمالا للمبدأ الديمقراطي فتخلى عن زعامته للحزب لرفيق دربه أمين إسكندر.

بشر صباحي بقرب الثورة، قائلا قبل شهور من اندلاعها «إذا احتشد مليون مصري في ميدان التحرير ليوم واحد فسيسقط نظام مبارك»، لكن الأمر احتاج لـ18 يوما، بدأها شباب الثورة المصرية في 25 يناير من العام الماضي، وكان صباحي في قلب المشهد مع الثوار.

بطاقة تعريف

* الاسم: حمدين عبد العاطي عبد المقصود صباحي.

* الشهرة: حمدين صباحي.

* تاريخ الميلاد: 5 يوليو 1954 (58 عاما).

* محل الميلاد: بلطيم - كفر الشيخ.

* الحالة الاجتماعية: متزوج ولديه ولد وبنت.

* المؤهل العلمي: بكالوريوس إعلام - جامعة القاهرة.

* الوظيفة: مؤسس حزب الكرامة وعضو برلمان سابق.

* الرمز الانتخابي ورقمه: النسر (10).

* شعار الحملة: «واحد مننا».

* الصفة الانتخابية: «مستقل» - قومي ناصري.

* الهوايات: مشاهدة السينما والكتابة.

* ترتيبه في آخر استطلاعات رأي: «الخامس» في استطلاع مجلس الوزراء بـ5 في المائة، و«الخامس» في استطلاع مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية بـ14 في المائة.

البرنامج الانتخابي

* التركيز على ثلاثة مبادئ: حرية يصونها النظام الديمقراطي. عدالة اجتماعية تحققها التنمية الشاملة. كرامة إنسانية يحميها الاستقلال الوطني.

* جعل مصر قوة اقتصادية صناعية تكنولوجية في السوق العالمية خلال 8 سنوات.

* محو الفقر المدقع، وتوفير سكن ملائم لكل مواطن خلال 8 سنوات.

* التوجه إلى اللامركزية وانتخاب جميع المسؤولين بدءا من رئيس الحي.

* بناء تحالف عربي - تركي - إيراني، وتحالف دولي جديد مع الدول النامية وعلاقة ندية مع الولايات المتحدة تقوم على أساس المصالح واستقلال القرار المصري.

* احترام المعاهدات الدولية، بما فيها معاهدة السلام مع إسرائيل، في إطار ما تقرره مؤسسات الدولة المنتخبة وما يقرره الشعب في استفتاء شعبي على أي من المعاهدات التي تحتاج لمراجعات.