انشقاق ضابط علوي من القرداحة

المقدم تيسير ديب: الخوف يمنع القرى العلوية من المشاركة في الثورة

TT

أكد ناشطون مناهضون للنظام السوري أن ضابطا علويا يحمل رتبة مقدم أعلن انشقاقه عن الجيش النظامي والتحق بكتائب الجيش السوري الحر.

وقال الضابط تيسير ديب، الذي ينحدر من مدينة القرداحة مسقط رأس الرئيس السوري بشار الأسد، في تسجيل بثته إحدى الفضائيات العربية: «حين بدأت الثورة ظننت أن هناك عصابات مسلحة. وبعد مجيء المراقبين قررت الانشقاق والتحقت بصفوف الجيش السوري الحر، لأعرف من هم الجيش الحر. فاكتشفت أنهم ضباط وجنود من الجيش النظامي السوري انشقوا لأنهم شعروا بالظلم وشعروا أن هناك فتنة تحضر للبلاد، فحسمت أمري بالاستمرار معهم». وتابع الضابط الذي ظهر خلال التسجيل المصور في أحد مراكز تدريب الجيش السوري الحر: «جميعهم زملائي وإخوتي، ولا فرق أبدا بيني وبينهم. ونحن نتعامل كمجموعة متكاملة لأن هناك ظلما أصاب البلاد وتهديما وتهجيرا وقتلا».

وطلب المقدم المنشق من المصور أن يقترب بكاميرته ليصور الجنود المنشقين ويتأكد «أن أحدا منهم لا يحب القتل، ولا يحب أن يغادر منزله إلا نتيجة تهديم البيوت وبغرض محاربة الظلم والدفاع عن الأرض والعرض». وأكد أنه «مع الجيش الحر» ولا فرق بينه وبين أي جندي آخر داخل صفوف هذا الجيش.

وعن قرى الساحل السوري، التي ينحدر منها الضابط ويشكل العلويون غالبية سكانها، قال: «إن الخوف يمنع هذه القرى من المشاركة بالثورة والانضمام إلى المظاهرات المطالبة بالحرية، النظام يريد لهذه القرى أن تبقى محسوبة عليه». وجزم الضابط المنشق بأن «هناك العديد من أهالي هذه القرى على استعداد للمشاركة بالحراك الثوري، لكن الخوف يمنعهم». وتحمل مدينة القرداحة، التي يعد المقدم المنشق تيسير ديب أحد أبنائها، رمزية كبيرة.. حيث تنحدر منها عائلة الأسد وتشكل المعقل الرئيسي للمؤيدين للنظام السوري. وتقع المدينة على هضبة من هضاب الجبال الساحلية ذات الغالبية العلوية، وتتبع إداريا محافظة اللاذقية. وقد صارت مقصدا للكثير من مؤيدي النظام السوري بعد وفاة الرئيس حافظ الأسد، حيث تم إنشاء ضريح للرئيس الراحل على أحد مرتفعاتها.

وهي تبعد نحو 20 كيلومترا عن جبلة، وترتبط بمنطقة جبلية تضم الكثير من القرى كعين العروس وبحمرا وبستان الباشا ودباش ورويسة البساتنة والسفرقية، بالإضافة إلى العديد من القرى والمزارع الأخرى.

تتوفر فيها كل الخدمات الحديثة من مستشفيات ومراكز صحية ومدارس وأبنية حكومية. وتمتاز بمقامات دينية تعود جميعها إلى الطائفة العلوية، أشهرها مقام الأربعين (على قمة جبل العرين) ومقامات بني هاشم (على قمة جبل النواصرة) ومقام الشيخ غريب والشيخ ضاهر ومقام جعفر الطيار ومقام الشيخ مقبل.

ويشكل العلويون نحو 12 في المائة من سكان سوريا، وما زال معظمهم يبدي تأييدا للنظام السوري نتيجة ما يسميه معارضون سوريون «سياسة التخويف» التي اعتمدها النظام مع جميع الأقليات في البلد لتصطف إلى جانبه.

ولا يعد هذا الانشقاق الأول من نوعه داخل صفوف الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الرئيس بشار الأسد، حيث تم الإعلان عن تشكيل كتيبة «الأحرار العلويين» في بداية شهر مارس (آذار) من العام الحالي، والتي تضم العديد من الضباط والجنود العلويين، وعلى رأسهم النقيب صالح حبيبي صالح.. لكن المقدم ديب يعد أعلى المنشقين رتبة حتى الآن من الطائفة العلوية.