أبو الفتوح.. «الإخواني» المتمرد

حاز تأييد خصوم الإسلاميين.. ويقدم نفسه على أنه «مرشح توافقي»

عبد المنعم أبو الفتوح
TT

صعد من قلب ميدان التحرير، ولفت إليه الأنظار بقوة حين أعلن انشقاقه عن جماعة الإخوان المسلمين، بعد أن تربى في أحضانها، ووصل إلى عضوية مكتب الإرشاد بها. وبروح الميدان قدم نفسه في ماراثون الرئاسة على أنه المرشح التوافقي الذي يسعى إلى إرضاء الجميع، رافضا دائما تصنفيه الآيديولوجي كمرشح التيار الإسلامي لرئاسة الجمهورية، حتى وإن أيده أكثر التيارات الإسلامية تشددا، وعلى رأسهم الجماعة الإسلامية والسلفيين.

لذلك لم يكن غريبا أن يحسب الطبيب عبد المنعم أبو الفتوح، الأمين العام لاتحاد الأطباء العرب، على المعسكر الثوري للمرشحين، حيث شارك في الطليعة الأولى للثورة في 25 يناير (كانون الثاني) 2011، وظل يهتف بسقوط النظام، ومنذ سقوط الرئيس السابق حسني مبارك في فبراير (شباط) العام الماضي، استمر أبو الفتوح، محافظا على مواقفه الثورية ومناصرة المتظاهرين الغاضبين من أداء المجلس العسكري (الحاكم) خلال الفترة الانتقالية.

هذا الزخم الثوري جعل شباب الثورة ينظرون إلى أبو الفتوح على أنه أقرب المرشحين توافقا مع مواقف الدكتور محمد البرادعي صاحب لقب «الأب الروحي للثورة»، والمقولة الشهيرة: «لو فرطنا في ثورتنا فماذا سنقول لأولادنا في المستقبل؟ ماذا سنقول لربنا يوم القيامة؟». يعرف أبو الفتوح نفسه بأنه «ينتمي للفكر الإصلاحي الذي يجمع بين الليبرالية واليسارية» ويرفض تسمية «الإسلاميين»، قائلا: «الإسلام هو دين غالبية المصرين المتدينين بطبعهم، لكن أفضل أن يطلق عليهم (محافظون)».

ولذلك أعلن تأييد أبو الفتوح ائتلاف شباب الثورة، وحزب التيار المصري، وحزب الوسط الإسلامي المعتدل، والدعوة السلفية وحزب النور، والجماعة الإسلامية، بالإضافة إلى الكثير من الشخصيات العامة الشهيرة.

انضم أبو الفتوح لجماعة الإخوان المسلمين وشغل منصب عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين منذ عام 1987 حتى 2009. وقد اشتهر وسط القوى السياسية الأخرى ووسط الكثير من أفراد الإخوان المسلمين بأنه من «أكثر الإخوان المنفتحين والأكثر جرأة وشراسة»، ولذلك دخل في صراعات دائمة داخل الجماعة مع الجناح المتشدد فيها حول الإصلاح والتطوير.

وفي 10 فبراير 2011 حدث اجتماع لمجلس شورى الجماعة، وكان بينهم أبو الفتوح، لمناقشة ما إذا كانت الجماعة ستدفع بمرشح رئاسي أم لا بعد سقوط مبارك، وكان قرار «الإخوان» حينها أنهم لن يرشحون أحدا منهم، لكن عقب انتهاء الثورة أعلن أبو الفتوح ترشحه للانتخابات في يوم 10 مايو (أيار) 2011، مخالفا قرار الجماعة، فقوبل باعتراض قادة «الإخوان»، الذين أعلنوا فصله.

ولد أبو الفتوح في حي الملك الصالح بمنطقة مصر القديمة في 15 أكتوبر (تشرين الأول) 1951، لأسرة جاءت إلى القاهرة من كفر الزيات بمحافظة الغربية، وكان ترتيبه الثالث بين 6 إخوة كلهم ذكور، وكان متفوقا في جميع سنوات الدراسة، حتى حصل على بكالوريوس الطب من جامعة القاهرة بتقدير جيد جدا.

شغل منصب رئيس اتحاد كلية الطب، ثم أصبح بعد ذلك رئيس اتحاد طلاب جامعة القاهرة، وقتها حدثت الواقعة الشهيرة عندما واجه الرئيس السابق أنور السادات في مؤتمر عام، واتهم السادات بأن «من يعمل حوله هم مجموعة من المنافقين»، منددا بمنع الشيخ محمد الغزالي من الخطابة، واعتقال طلاب تظاهروا في الحرم الجامعي. وقال حينها «إن الدولة يسود فيها حالة من النفاق ولا تحترم علماءها»، وهو ما قوبل بتعنيف شديد وغضب من الرئيس الراحل، وصرخ في وجه قائلا: «قف مكانك».

يقول أبو الفتوح حينها: «لم يتعرض لي أحد ولم أستدع من أي جهاز أمني، اللهم إلا محاولات غير مباشرة من بعض الشخصيات لكي أعتذر للرئيس، منها ما فعله الدكتور صوفي أبو طالب الذي كان رئيسا للجامعة، فقد فوجئت به بعدها يسألني عن رأيي في زيارة للرئيس السادات.. لكنني اعتذرت أخيرا بطريقة مهذبة، ولم أوافق عليها».

خلال أدائه الخدمة العسكرية في «سلاح المظلات» رفض التوقيع على إقرار بعدم القيام بأي نشاط سياسي، مؤكدا أن النشاط الذي يقوم به هو نشاط دعوى إلى الله، وهو يقوم به في المسجد وبين أفراد الكتيبة من ضباط وجنود، رغم تهديده بالتسريح من الجيش واعتقاله.

عقب تخرجه شغل أبو الفتوح الكثير من المناصب السياسية والنقابية مثل أمين عام نقابة أطباء مصر، وأمين عام اتحاد الأطباء العرب، وامتد عمله بالعمل الإغاثي والإنساني من خلال رئاسته للجنة الإغاثة والطوارئ باتحاد الأطباء العرب، التي أرسلت مساعدات طبية وإنسانية إلى الكثير من المناطق والبلدان.

قضى أبو الفتوح 6 سنوات من عمره في السجن، حيث اعتقل في عام 1981، في عهد السادات بسبب موقفه من معاهدة كامب ديفيد، ضمن اعتقالات سبتمبر (أيلول) الشهيرة، ثم حوكم في إحدى قضايا المحاكم العسكرية لجماعة الإخوان المسلمين، حيث سجن عام 1991 لمدة 5 سنوات، وأخيرا اعتقل لعدة أشهر عام 2009 بسبب انتمائه لجماعة الإخوان المسلمين ومعارضته لنظام مبارك.

ولأبو الفتوح كتابات في الشؤون الدعوية والسياسية والفكرية، منها كتاب «مجددون لا مبادرون» الذي نشر عام 2009، و«شاهد على تاريخ الحركة الإسلامية في مصر 1970 - 1984»، الذي يحكي شهادته عن تاريخ الحركة الإسلامية المصرية خلال حقبة السبعينات.

يعيش أبو الفتوح حاليا في القاهرة مع زوجته التي تعمل طبيبة نساء وتوليد، ولديه 6 أبناء 3 إناث يعملن طبيبات و3 ذكور يعملون في مجالات الهندسة والصيدلة والتجارة.

* بطاقة تعريف

* الاسم: عبد المنعم أبو الفتوح عبد الهادي.

* الشهرة: عبد المنعم أبو الفتوح.

* تاريخ الميلاد/ السن: ولد 15 أكتوبر 1951 (61 عاما).

* محل الميلاد: حي الملك الصالح بمصر القديمة (القاهرة).

* الحالة الاجتماعية: متزوج ولديه 3 أبناء (3 بنات - 3 ذكور).

* المؤهل العلمي: بكالوريوس طب القصر العيني.

* الوظيفة: أمين عام اتحاد الأطباء العرب.

* الرمز الانتخابي ورقمه: رمز الحصان رقم (5).

* شعار الحملة: «مصر القوية».

* الصفة الانتخابية: مستقل - محسوب على التيار الإسلامي الوسطي.

* الهوايات: المشي - كرة السلة.

* ترتيبه في آخر استطلاعات شبه رسمية: (الثالث) في استطلاع مجلس الوزراء بـ9 في المائة، و(الثالث) في استطلاع «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» بـ17.8 في المائة.

* البرنامج الانتخابي

* التعهد بأن تصبح مصر من أقوى 20 اقتصادا في العالم خلال 10 سنوات.

* إلغاء المحاكمات العسكرية للمدنيين وإعادة محاكمة كل مدني تمت محاكمته أمامها.

*زيادة ميزانية التعليم إلى 25 في المائة والصحة إلى 15 في المائة من الموازنة العامة للدولة.

* جعل الجيش المصري أقوى جيوش المنطقة والعمل على تنويع مصادر تسليحه.

* أن يكون نائب رئيس الجمهورية شابا، وأن يشغل الشباب 50 في المائة من المناصب العليا في الدولة.

* القضاء على أمية من هم دون الأربعين عاما بنهاية الفترة الرئاسية الأولى.

* تفضيل نظام رئاسي برلماني يحقق مبدأ الفصل بين السلطات، وتحديد سلطات الرئيس، وتحقيق التوازن بين سلطاته.

* صلاحيات للمواطن لسحب الثقة من ممثليه في البرلمان بآليات معينة، وحق المواطن في تقديم مشاريع قوانين.

* اختيار رؤساء المجالس المحلية بالانتخاب السري والمحافظين والعمد.

* إلغاء كل القوانين الاستثنائية المقيدة للحريات مثل «قانون الطوارئ».

* إلغاء وزارة الإعلام، والالتزام برعاية مصابي وأسر شهداء الثورة.