90 ألف مستوطن يخترقون قلب القدس.. والفلسطينيون يشدون الرحال إليها

المقدسيون يستعدون للمواجهة مؤكدين: الأرض لنا

TT

بينما يسعى عشرات آلاف المستوطنين لإرسال رسالة مفادها أن القدس الشرقية جزء لا يتجزأ من إسرائيل، يستعد آلاف الفلسطينيين لإرسال رسالة مضادة بأن القدس عربية خالصة. ويخطط المستوطنون، اليوم، لتنظيم مسيرة كبيرة في قلب المدينة المقدسة بمناسبة «يوم القدس»، وهو اليوم الذي احتلت فيه إسرائيل القدس الشرقية وضمتها للغربية، وذلك حسب التقويم العبري الذي يتقدم 10 أيام عن الميلادي في كل عام، لدورة من 3 سنوات ثم يعود متساويا معه، وهكذا.

وقررت الشرطة الإسرائيلية إغلاق كل الشوارع المؤدية إلى قلب البلدة القديمة، ومن ثم إلى حائط البراق الذي يطلق عليه اليهود اسم حائط «المبكى»، بما فيها مداخل البلدات المحاذية للأقصى، مثل بلدة سلوان، لتسهيل مرور المسيرة الكبرى التي يتوقع أن يزيد عددها على 90 ألفا. ووزعت الشرطة الإسرائيلية بيانات للأهالي العرب، حددت فيها أسماء الشوارع المغلقة، وطلبت منهم أيضا إغلاق المحلات التجارية في هذه الشوارع والبلدة القديمة تجنبا «للاحتكاك».

وتنقسم مسيرة المستوطنين اليوم إلى قسمين، واحدة يتوقع أن يبلغ عددها 50 ألفا تنطلق من غرب المدينة إلى باب العامود مرورا بالبلدة القديمة وأبواب القدس نحو الحائط، والثانية يتوقع أن يصل عددها 40 ألفا تمر عبر الشوارع الرئيسية المحاذية لأسوار القدس عبر شارع السلطان سليمان، ثم باب الساهرة فالأسباط، وشارع الواد إلى الحائط.

وجاء في البيان الإسرائيلي: «يوم الأحد تتغير حركة المشاة، ونطلب من التجار إغلاق محالهم في شوارع الملك داود وباب السلسلة وحاجاي، لمنع الاحتكاك».

وعادة ما ينظم المستوطنون مثل هذه المسيرة في قلب القدس، فيحملون الإعلام الإسرائيلية ويهتفون ليهودية المدينة، ويغنون ويرقصون في الشوارع، ويقيمون صلوات توراتية، وهو ما يستفز مشاعر المقدسيين الذين عادة ما يشتبكون معهم. وقال فخري أبو دياب، رئيس لجنة الدفاع عن سلوان: «هذه المسيرة مستفزة إلى حد كبير، وتعني تعطيل الحياة العربية في القدس ومحيط الأقصى». وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «إنها تتم برعاية رسمية؛ إذ تغلق الشرطة الطرق، وتؤمن وصول المستوطنين إلى المنطقة، وتحمي المسيرة، ويتضمن ذلك رسائل مشتركة».

ويرى أبو دياب أن المستوطنين ومن ورائهم المؤسسة الرسمية تريد إرسال رسالة مفادها أن القدس الشرقية جزء لا يتجزأ من إسرائيل، وقال: «يريدون أن يقولوا إن لهم السيطرة هنا، غدا (اليوم) سيصبغون المنطقة باللون الأزرق (لون العلم الإسرائيلي) وطبعا سيحاولون اقتحام الأقصى».

ويعرف الفلسطينيون حجم إمكانياتهم تماما في القدس، وقال أبو دياب: «لا يمكن إيقاف المسيرة، لكننا سنعطلها قدر الإمكان». وأضاف: «سنرسل رسالة مضادة، سنقف على مداخل الشوارع ونرفع أسماءها العربية، وسنسير معا نحو المسجد الأقصى ونصلي ونرابط فيه». وثمة دعوات مكثفة أطلقت في الأيام الأخيرة في القدس، عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومكبرات المساجد وبعض الاجتماعات الخاصة، لشد الرحال إلى المسجد الأقصى اليوم لمواجهة مسيرة المستوطنين.

ودعا الشيخ يوسف ادعيس، رئيس المحكمة العليا الشرعية رئيس المجلس الأعلى للقضاء الشرعي، في بيان له أمس، المقدسيين إلى «أخذ الحيطة والحذر من مخططات قوات الاحتلال والمستوطنين إزاء المسجد الأقصى المبارك، وشد الرحال إليه والمرابطة فيه، وذلك للتصدي لعمليات اقتحامه المتوقعة الأحد». وأضاف: «إن المدينة المقدسة تشهد تصعيدا خطيرا في وتيرة الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية لها، مما يستدعي من المجتمع الدولي وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي ضرورة التحرك الفوري والعاجل لحماية القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية»، محذرا في الوقت نفسه من إقدام المستوطنين على ارتكاب مجزرة ضد المواطنين المقدسيين في البلدة القديمة.