الصدر يستضيف اجتماعا للكتل في النجف.. وائتلاف المالكي يتهمه بـ«انتهاك قدسية» المدينة

زعيم التيار الصدري في مؤتمر صحافي: اتفقنا على شيء يحتاج لمسات أخيرة فقط

صورة بثها موقع التيار الصدري أمس لزعيم التيار مقتدى الصدر وهو يتحدث في مؤتمر صحافي بعد اجتماع الكتل السياسية الذي استضافه في منزله بالنجف
TT

هاجم ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، بعنف، اجتماعا لممثلي الكتل السياسية استضافه زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في منزله بالنجف، أمس، وعده «اختراقا لقدسية» المدينة، بينما أشار مصدر إلى إرسال المالكي تعزيزات عسكرية إلى المدينة ردا على نشر عناصر من «جيش المهدي» التابع للصدر لتأمين الاجتماع.

وإضافة إلى الصدر، حضر الاجتماع رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي عن القائمة العراقية ونائب رئيس الوزراء روز نوري شاويس، ووزير الخارجية، هوشيار زيباري، وبرهم صالح وفؤاد معصوم القياديون في التحالف الكردستاني، ورئيس المؤتمر الوطني العراقي أحمد الجلبي عن الائتلاف الوطني العراقي ونواب آخرون عن الكتلة الصدرية.

وبعد انتهاء الاجتماع أعلن الصدر في مؤتمر صحافي مشترك مع قياديي القائمة العراقية والتحالف الكردستاني، أن «اجتماعنا اليوم كان مكملا للاجتماع الذي حصل قبل أيام في أربيل، ولا فرق بين أربيل والنجف، واتفقنا على شيء يحتاج اللمسات الأخيرة فقط». وأكد الصدر في رد على الصحافيين بشأن ما توصل إليه المجتمعون في ما يخص مصالح الشعب، قائلا: «ما دمت موجودا فلا تخافوا على مصالح الوطن»، لافتا إلى أن «ائتلاف دولة القانون لم يرغب بحضور الاجتماع ونحن لم ندعه أيضا».

وكان الصدر، الذي لتياره 40 نائبا في البرلمان ضمن الائتلاف الحاكم، زار إقليم كردستان في أواخر أبريل (نيسان) للمشاركة في اجتماع مع رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني وزعيم القائمة العراقية إياد علاوي ورئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي. كما حضر الاجتماع الرئيس العراقي جلال طالباني لكنه لم يوقع على رسالة قدمها الصدر للتحالف الوطني تتضمن إمهال المالكي 15 يوما انتهت في 17 الحالي لتنفيذ الاتفاقات أو مواجهة سحب الثقة منه. بالقيادات الكردية التي تسعى إلى حجب الثقة عن المالكي.

وبسؤال المتحدث الرسمي باسم رئاسة إقليم كردستان الدكتور أوميد صباح عن أسباب تدني مستوى التمثيل في اجتماع النجف، قال في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «الاجتماع ليس على مستوى القادة ويأتي مكملا للاجتماع الذي سبقه والذي شارك فيه القادة الخمسة في أربيل، وتبنوا فيه موقفا واضحا من الأزمة، وعبروا عنه برسالة وجهوها إلى التحالف الوطني، ومنه إلى رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، واجتماع النجف سيبحث في الموقف التالي خصوصا بعد انتهاء المهلة التي أعطيت للمالكي في رسالة القادة الخمسة». إلى ذلك، قال عضو البرلمان العراقي عزة الشابندر القيادي البارز في ائتلاف دولة القانون والمقرب من المالكي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن اجتماع النجف «يمثل اختراقا لقدسية مدينة دينية مثل مدينة النجف الأشرف، حيث لا يجوز ولا ينبغي تسييسها في أي حال من الأحوال أو استغلال مكانتها لتحقيق مآرب سياسية». وأضاف الشابندر أنه «إذا كانت أربيل عاصمة السيد مسعود بارزاني، فإن النجف ليست عاصمة السيد مقتدى الصدر، حيث إن المرجعية الدينية فيها نأت بنفسها طوال السنوات الماضية عن أن تكون طرفا في أي صراع سياسي لا سيما في الأشياء المختلف عليها». وأشار إلى أن «اجتماع النجف سوف يزج هذه المدينة الهادئة في صراع سياسي قد تترتب عليه أمور لا تحمد عقباها».

وكشف الشابندر عن قيام «رئيس الوزراء بوصفه القائد العام للقوات المسلحة بإرسال تعزيزات عسكرية إضافية إلى النجف بعد أن انتشرت عناصر جيش المهدي، وهو أمر إذا كان يراد له أن تتحول النجف إلى نجف ستان فهذا لا يكون ولن يكون تحت أي ظرف». وبشأن ما يمكن أن يتمخض عنه الاجتماع، قال الشابندر إن «جبل المجتمعين سيتمخض ليلد فأرا».