اليمن: الجيش يحاول اقتحام جعار.. وقتلى وجرحى وأسرى في صفوف «القاعدة»

قائد العمليات الأميركية الخاصة يبحث «الإرهاب» في صنعاء

TT

بدأت قوات الجيش اليمني، فجر أمس، عملية عسكرية واسعة النطاق تستهدف اقتحام مدينة جعار، المعقل الرئيس لجماعة أنصار الشريعة المرتبطة بتنظيم «القاعدة»، في حين سقط قتلى وجرحى في صفوف قوات الحرس الجمهوري في تفجير انتحاري بمحافظة حضرموت في جنوب شرقي البلاد.

وبدأت العملية العسكرية من الجهة الجنوبية لمدينة جعار في محاولة لاقتحامها وتحصينات عناصر «القاعدة» الذين منوا بخسائر فادحة في الأرواح والمعدات القتالية، وحسب مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» فقد قتل عنصران من «القاعدة» وجرح آخرون واعتقل 6 آخرون، أيضا، في ضواحي المدينة التي يحاصرها الجيش من أكثر من جهة، كما قتل 6 آخرون وجرح عدد آخر في غارة جوية على أحد تجمعاتهم داخل مدينة جعار، وذكر شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» أن اشتباكات عنيفة دارت بالقرب من مصنع «7 أكتوبر» للذخيرة الذي يسيطر عليه مسلحو «القاعدة» منذ عدة أشهر وحولوه إلى معسكر تدريب خاص بهم، وترجح المصادر سقوط قرابة 30 قتيلا من عناصر «القاعدة» في اشتباكات الساعات الماضية، وعدد آخر من قوات الجيش.

وما زالت المواجهات متواصلة على عدة جبهات، فهناك محاولات للجيش للسيطرة على منطقة الحرور والحصن التي فر إليها مسلحو «القاعدة»، إضافة إلى استمرار محاولات قوات الجيش الدخول إلى مدينة زنجبار، عاصمة المحافظة، التي يعتقد أن معظم المسلحين قد غادروها إلى المناطق المجاورة، هذا في وقت استنسخت فيه المناطق الأخرى في أبين تجربة مديرية لودر، وشكلت لجانا شعبية لقتال «القاعدة» إلى جانب الجيش، غير أن المصادر المحلية تشير إلى ضعف تسليح هؤلاء المقاتلين مقارنة بتلك العناصر المتشددة.

إلى ذلك، قال مصدر في اللجان الشعبية بمديرية لودر لـ«الشرق الأوسط» إن مسلحيهم تمكنوا، أمس، من اعتقال 3 من عناصر «القاعدة» أثناء فرارهم من جعار باتجاه منطقة يافع الجبلية، وكان بحوزتهم مصفحة عسكرية وطقم عسكري، وفي محافظة البيضاء، وتحديدا في مديرية مسورة المجاورة للودر، قتل عنصران من «القاعدة» وجرح آخرون في غارة جوية على أحد معاقلهم، ويعتقد أن الغارة نفذت بطائرة أميركية من دون طيار. على الصعيد ذاته، قتل وجرح عدد من أفراد الحرس الجمهوري في هجوم انتحاري استهدف نقطة عسكرية في منطقة فوه في ضواحي مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت في جنوب شرقي البلاد، وكانت مصادر سياسية يمنية تحدثت، اليومين الماضيين، عن قيام جهات تتبع النظام السابق بإرسال عدد من المسلحين إلى حضرموت وغيرها من المحافظات و«ذلك للتغطية على تقدم الجيش في محافظة أبين».

من ناحية ثانية، أجرى مسؤول أميركي بارز مباحثات في صنعاء تتعلق بمكافحة الإرهاب، وقالت مصادر رسمية إن قائد العمليات الخاصة في القيادة المركزية الأميركية، توفو، والوفد المرافق له، التقى رئيس هيئة الأركان اليمني، اللواء أحمد الأشول و«بحث أوجه العلاقات ومجالات التعاون العسكري المشترك بين البلدين والجيشين الصديقين، سيما في مجالات التدريب والتأهيل وتبادل الخبرات والمعلومات والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب»، إضافة إلى «التطرق إلى التطورات على الساحة اليمنية وما تحقق من نجاحات وانتصارات كبيرة على عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي في أبين ولحج»، ونقل القائد العسكري الأميركي تأكيده «استعداد حكومة بلاده لتقديم كل المساعدات وأوجه الدعم اللازم لليمن في مجال مكافحة الإرهاب وبما يضمن القضاء على تنظيم القاعدة الإرهابي».

وتأتي زيارة المسؤول العسكري الأميركي بعد نحو أسبوع على زيارة جون برينان، مساعد الرئيس الأميركي لشؤون مكافحة الإرهاب والأمن الداخلي إلى صنعاء، لبحث موضوع الحرب على الإرهاب في اليمن، وهو الأمر الذي توليه الولايات المتحدة أهمية بالغة، خاصة في ظل أنباء، لم تؤكدها واشنطن بعد، عن قيام الطائرات الأميركية من دون طيار بشن غارات على معاقل عناصر تنظيم القاعدة، التي أسفرت، مؤخرا، عن مقتل عدد غير قليل منهم، بينهم المطلوب الأبرز على ذمة تفجير المدمرة الأميركية «يو إس إس - كول»، فهد القصع.