نهاية سعيدة لمنشق صيني تسبب في أزمة دبلوماسية مع واشنطن

بكين تسمح للناشط الحقوقي الضرير شين وعائلته بالمغادرة إلى أميركا

شين غوانغشينغ (رويترز)
TT

غادر شين غوانغشينغ، الناشط الحقوقي الصيني الذي تسبب بأزمة دبلوماسية بين بكين وواشنطن، أمس، الصين باتجاه الولايات المتحدة، لتنتهي بذلك الأزمة الدبلوماسية التي استمرت شهرا، وأثارها فرار المنشق الصيني من الإقامة الجبرية ولجوؤه إلى السفارة الأميركية في بكين، وإعرابه فيما بعد عن رغبته في مغادرة الصين من أجل سلامته وسلامة عائلته.

وقالت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم الخارجية الأميركية في بيان: «يمكننا تأكيد أن شين غوانغشينغ وزوجته وطفليه غادروا الصين في طريقهم إلى الولايات المتحدة ليتمكن من مواصلة دراسته في جامعة أميركية». وأضافت: «نحن نتطلع إلى وصوله إلى الولايات المتحدة»، كما «نعرب عن امتناننا للطريقة التي تمكنا فيها من حل هذه المسألة وتلبية رغبة شين في الدراسة في الولايات المتحدة وتحقيق أهدافه».

وكان شين، الناشط الضرير الذي علم نفسه المحاماة، قد وصل إلى مطار بكين الدولي في وقت سابق، أمس، بعد أن غادر المستشفى في العاصمة الصينية حيث مكث لمدة تزيد على أسبوعين بانتظار السماح له بمغادرة البلاد. وبدوره، علق بوب فو من منظمة «تشاينا إيد» الحقوقية ومقرها الولايات المتحدة، عن شعوره «بسعادة غامرة» لتمكن شين من مغادرة الصين، وذلك إثر حديثه إلى الناشط الحقوقي بينما كان ينتظر ركوب الطائرة التي أقلته من مطار بكين، وهي طائرة تابعة لشركة «يونايتيد إيرلاينز». وقال فو، حسبما نقلته عنه وكالة الأنباء الألمانية: «إنه يشعر بتفاؤل كبير وأعتقد أنه سيلتحق بمدرسة القانون وبعد ذلك سيرغب في الحصول على عطلة واستراحة مع أسرته». وتابع: «بالطبع هناك الكثير من الشكوك في انتظاره لكنه يوم طيب له ولأسرته بعد سبع سنوات من الاضطهاد والوحشية».

وكان شين، 40 عاما، قد تسبب في خلاف دبلوماسي بين بكين وواشنطن منذ أن لجأ إلى السفارة الأميركية قبل ثلاثة أسابيع، بعد أن فر من الإقامة الجبرية. وغادر السفارة في الثاني من مايو (أيار) بعد مفاوضات بين مسؤولين أميركيين وصينيين. وكان شين قد وافق أولا على البقاء في الصين ونقل إلى مستشفى تشاويانغ في بكين لإجراء فحص طبي، لكنه غير رأيه في وقت لاحق بسبب مخاوف بشأن سلامته وتهديدات لأسرته من قبل مسؤولين في مسقط رأسه منطقة شاندونغ. وقالت وكالة الأنباء الألمانية في تقرير لها إن شين أبلغها الخميس في اتصال هاتفي من المستشفى أنه علم بتقارير عن تعرض شقيقه شين غوانغفو للتعذيب من قبل الشرطة في شاندونغ بعد فراره هو إلى بكين.

وحثت «تشاينا إيد»، أمس، المجتمع الدولي على «مواصلة مراقبة وضع أعضاء أسرة شين غوانغشينغ». وأضافت المنظمة: «إنهم يواجهون جميعا عقوبات صارمة محتملة نتيجة فرار شين من الإقامة الجبرية الشهر الماضي».