قمة الثماني الكبار تتعهد بضمان الإمدادات إلى سوق النفط مع عقوبات إيران

مسؤول روسي: النظام السوري لم يطرح أفكارا تبدو جديدة والانتخابات لم تحل الأزمة

لقطة لقادة قمة الثماني في كامب ديفيد بولاية ميريلاند أمس (رويترز)
TT

تعهد قادة مجموعة الثماني، أمس، بضمان تزويد أسواق النفط بـ«الإمدادات الكاملة وفي الوقت المطلوب»، بهدف الحيلولة دون ارتفاع أسعار النفط بسبب العقوبات القاسية المفروضة على تصدير النفط الإيراني.

وفي بيان وصفه مسؤول بأنه «غير معتاد»، قال القادة المجتمعون في قمة كامب ديفيد إنهم سيراقبون الإمدادات عن كثب وسيطلبون من الوكالة الدولية للطاقة الذرية اتخاذ الإجراءات اللازمة في حال تطلب الوضع ذلك.

ولم يتحدث البيان بشكل خاص عن ضخ النفط من المخزونات الاستراتيجية، إلا أنه يبدو بوضوح أن الهدف منه هو توجيه تحذير قوي لإيران بأنه سيتم تطبيق حظر استيراد دول الاتحاد الأوروبي لنفطها، والمقرر أن يبدأ في الأول من يوليو (تموز) المقبل.

وقال البيان: «خلال الأشهر الماضية حدثت اضطرابات في إمدادات النفط إلى السوق العالمية مما يمثل خطرا كبيرا على نمو الاقتصاد العالمي».

وأضاف أنه «ردا على ذلك، زادت الدول الكبيرة المنتجة للنفط إنتاجها مستخدمة قدراتها الإضافية بشكل حكيم». وأضاف البيان أنه «تحسبا لاحتمال حدوث المزيد من الاضطرابات في مبيعات النفط والزيادة المتوقعة في الطلب خلال الأشهر المقبلة، فإننا نراقب الوضع عن كثب، ونقف على استعداد للطلب من الوكالة الدولية للطاقة الذرية اتخاذ التحرك المناسب لضمان تزويد السوق بالإمدادات الكافية وفي الوقت المطلوب».

إلى ذلك، قال مسؤول بالبيت الأبيض إن زعماء مجموعة الدول الثماني الكبرى أكدوا في مناقشاتهم، أمس (السبت) الحاجة إلى أن تتخذ الدول الأوروبية خطوات للحد من انتشار الأزمة الاقتصادية في منطقة اليورو.

وقال المسؤول أيضا إن الرئيس الأميركي باراك أوباما سيعقد اجتماعا ثنائيا مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عقب اختتام قمة مجموعة الثماني في وقت لاحق من اليوم. وأشار قادة دول مجموعة الثماني الصناعية الكبرى إلى أهمية بقاء اليونان في منطقة اليورو وتعهدوا بتعزيز نمو الاقتصاد العالمي.

وقالوا في بيان مشترك حول الاقتصاد العالمي: «نلتزم باتخاذ كل الإجراءات الضرورية لتعزيز وتنشيط اقتصادياتنا ومكافحة الضغوط المالية، مدركين أن الإجراءات الصحيحة ليست واحدة بالنسبة لكل منا».

وتضم المجموعة الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وإيطاليا وفرنسا وروسيا واليابان وألمانيا والاتحاد الأوروبي.

وكان الرئيس الأميركي، باراك أوباما قال صباح أمس ، إن دول مجموعة الثماني بما فيها روسيا تتفق على أن العملية السياسية في سوريا يجب أن تمضي قدما.

وقال أوباما قبيل بداية جلسة صباح أمس أثناء استضافته قادة دول مجموعة الثماني الكبرى في كامب ديفيد: «أجرينا محادثات حول سوريا ونحن جميعا نعتقد أن الحل السلمي والانتقال السياسي هو الأفضل». وأن العملية السياسية يجب أن تمضي قدما بسرعة أكبر من أجل حل المسألة». وأضاف أن قادة الدول الثماني قلقون بسبب أعمال العنف المستمرة في سوريا. وأنهم «يدعمون خطة أنان». لكنهم أيضا يعتقدون أنها «يجب أن تنفذ بالكامل. ويجب أن تتحرك العملية السياسية إلى الأمام بصورة زمنية منتظمة». وقال إن البيان الختامي للقمة، الذي يتوقع أن يصدر مع نهاية يوم أمس (السبت)، سوف يؤكد ذلك. وأدت أعمال العنف التي تشهدها سوريا إلى مقتل أكثر من 12 ألف شخص أغلبهم من المدنيين منذ منتصف مارس (آذار) 2011، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

من جانبه، أعلن مسؤول روسي، أمس، أن ممثلي دول مجموعة الثماني لم يتوصلوا بعد إلى موقف موحد بشأن الملف السوري، مشددا على استحالة تغيير النظام في سوريا بالقوة.

وقال المستشار في الكرملين، ميخائيل مارغيلوف، في تصريح صحافي أدلى به على هامش اجتماعات قمة مجموعة الثماني المنعقدة في كامب ديفيد في الولايات المتحدة، إن موقف روسيا من الأزمة في سوريا لم يتغير، مشددا على أنه «لا يمكن تغيير النظام بالقوة». وتتمثل روسيا في هذه القمة برئيس الحكومة ديمتري ميدفيديف.

وأضاف مارغيلوف: «على السوريين أن يتمكنوا من حل مشكلاتهم بأنفسهم»، متسائلا: «من سيتسلم السلطة في حال تنحي النظام الحالي؟».

إلا أنه وجه انتقادات إلى نظام الرئيس السوري بشار الأسد عندما اعتبر أن الانتخابات التشريعية التي جرت في السابع من مايو (أيار) «لا يبدو أنها أنهت الأزمة السياسية في البلاد», وأن النظام في سوريا «لم يطرح بعد أفكارا تعتبر بالفعل جديدة». وخلص المسؤول الروسي إلى القول: «لا يمكن استخدام الفأس لحل الأزمة في سوريا لا بد من استخدام ملاقط صغيرة».

وفيما يتعلق بإيران، وهو أحد المواضيع الرئيسية المطروحة على القمة، قال أوباما: «نتفق جميعا على سياستنا نحو إيران, وطموحاتها النووية مصدر قلق كبير لقادة الدول». وأضاف أن الاتفاق يشمل أن إيران تملك حق برنامج نووي سلمي، لكن ليس تجارب نووية عسكرية. وأن قادة مجموعة الدول الثماني «يحسون بالأمل» نحو المفاوضات التي ستجري في بغداد (5+1). وأضاف: «نحن جميعا ملتزمون التزاما راسخا بمواصلة العقوبات والضغوط، بالإضافة إلى المناقشات الدبلوماسية. وأملنا هو حل هذه القضية بطريقة سلمية تحترم سيادة إيران وحقوقها في المجتمع الدولي، ولكن أيضا تؤكد مسؤولياتها».

كما قال أوباما إن قادة مجموعة الدول الثماني الكبرى ملتزمون بمواصلة النهج الحالي الذي يتمثل في العقوبات والضغوط والمناقشات الدبلوماسية مع إيران بشأن برنامجها النووي. وأبلغ أوباما الصحافيين في اجتماع مجموعة الثماني في المنتجع الرئاسي في كامب ديفيد: «كلنا ملتزمون بقوة بمواصلة نهج العقوبات والضغوط مع المناقشات الدبلوماسية». وقال أوباما: «وأملنا أن نتمكن من حل هذه القضية بطريقة دبلوماسية تحترم سيادة إيران وحقوقها في المجتمع الدولي لكن مع الإقرار أيضا بمسؤولياتها».

وقال مسؤول أميركي كبير يحضر قمة كامب ديفيد للدول الصناعية الثماني إن القادة، في مشاوراتهم التمهيدية، اتفقوا على أهمية أن تكشف إيران كل شيء عن محاولاتها إنتاج أسلحة نووية. وأشار المسؤول إلى أن عقد قمة كامب ديفيد قبل أسبوع من استئناف المفاوضات مع الدول الأوروبية في بغداد: «يجب أن يسترعي انتباه الإيرانيين»، وأضاف: «من قبل القمة، اتفقت الدول الثماني على التفاوض مع إيران حسب خطة مشتركة. كل واحد من القادة الثمانية يعرف أهمية أن تتخذ إيران خطوات حاسمة لطمأنة المجتمع الدولي بأنها لا تريد غير برنامج نووي سلمي».