شيكاغو تحتضن قمة حلف شمال الأطلسي الأضخم منذ تأسيس الحلف

الناطقة الرسمية باسم «الناتو»: مهم أن يكون لنا شركاء من الشرق الأوسط للإسهام في مستقبل أفغانستان

TT

أكدت الناطقة الرسمية باسم حلف شمال الأطلسي (الناتو)، أوانا لانغيسكة، لـ«الشرق الأوسط» أن قمة دول الحلف التي تنعقد في مدينة شيكاغو الأميركية، اليوم وغدا، تعتبر إشارة قوية للعالم حول الدعم الدولي القوي لدعم بناء مستقبل أفغانستان، وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة. وأن هذه القمة تعتبر الأهم منذ تأسيس الحلف، وقالت أمس من قاعة «ماكورميك» للمؤتمرات التي تحتضن المؤتمر، إن أفغانستان هي التي تتصدر قائمة اهتمام هذا المؤتمر.

وقالت لانغيسكة لـ«الشرق الأوسط» إنها تعتبر مشاركة الإمارات في القمة مهمة، وأضافت: «من المهم أن يكون لنا شركاء من الشرق الأوسط في هذه القمة للإسهام في دعم مستقبل أفغانستان».

ويترأس الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير خارجية الإمارات، وفد دولة الإمارات الذي سيشارك في هذا الاجتماع مع قادة دول حلف الناتو وزعماء الدول المشاركة، البالغ عددها 60 دولة. وتعتبر هذه هي أضخم قمة لحلف الناتو منذ تأسيسه قبل 63 عاما.

وأشاد الأمين العام لحلف الناتو، أندريه فوغ راسموسن، بمشاركة الإمارات في هذا الاجتماع الهام، وقال في تصريحات صحافية إن دول الحلف بصدد تعزيز «مبادرة إسطنبول للتعاون» التي أطلقها حلف شمال الأطلسي في يونيو (حزيران) 2004 لتوسيع الشراكة والتعاون الأمني مع كل من دولة الإمارات والكويت والبحرين وقطر.

وقال إن دعم هذه المبادرة يؤسس لتعاون أمني أكبر بين «الناتو» وهذه الدول في منطقة الشرق الأوسط.

ومن جهته أعلن البيت الأبيض في بيان رسمي إن الرئيس الأميركي، باراك أوباما، ورئيس حلف الشمال الأطلسي (الناتو) اتفقا على أن تركز القمة على 3 مواضيع رئيسية هي: أفغانستان، والقدرات الدفاعية، والشراكات.

وقال البيان إنه في الملف الأفغاني اتفق أوباما وراسموسن على ضرورة أن تعيد القمة تأكيد الالتزام المشترك لأعضاء الحلف بإطار العمل الخاص بالعملية الانتقالية الذي تم الاتفاق عليه في قمة لشبونة والتخطيط للمراحل النهائية من هذه العملية، من ضمنها الانتقال العام المقبل من القتال إلى الدور الداعم، وتقديم المساندة للقوات الأفغانية.

وستكون الحرب الأفغانية الموضوع المحوري لمحادثات زعماء الحلف في شيكاغو، اليوم وغدا، كما ستسعى الولايات المتحدة خلال اجتماع قمة حلف الأطلسي إلى حث فرنسا على إعادة التفكير في جدولها الزمني لسحب قواتها من أفغانستان.

وكان الرئيس الفرنسي الجديد، فرانسوا هولاند، قد أبلغ الرئيس الأميركي، باراك أوباما، الذي التقاه أول من أمس، بأنه سيلتزم بتعهده بسحب القوات الفرنسية من أفغانستان بحلول نهاية العام، وهي نقطة كانت محل خلاف في أول لقاء بين الزعيمين، الذي ساده الوفاق، باستثناء هذا الأمر.

وصرح هولاند بعد محادثات في المكتب البيضاوي مع أوباما قائلا: «أذكر الرئيس أوباما بأنني أعطيت وعدا للشعب الفرنسي بأن قواتنا المقاتلة ستنسحب من أفغانستان بحلول نهاية 2012». وبأن بلاده ستواصل «دعمها» لأفغانستان بأسلوب مختلف.

ويعتبر الموقف الفرنسي من ضمن أهم التحديات التي تواجهها الإدارة الأميركية التي تعمل على رسم انسحاب تدريجي من أفغانستان. وكان الحلف قد أعلن قبل عامين أن الموعد النهائي لسحب معظم قواته المقاتلة من أفغانستان سيكون عام 2014.

كما ينتظر أن يطرح الحلف مسألة خفض الإنفاق، خصوصا أن أعضاءه البالغ عددهم 28 عضوا قد شرعوا في تخفيض ميزانياتهم الدفاعية.

وحسب ما أعلن الأمين العام لـ«الناتو»، أندريه فوغ راسموسن، مؤخرا، فقد خفضت 20 دولة أعضاء في «الناتو» إنفاقها الدفاعي هذا العام، و«للمرة الأولى، سوف يتجاوز حجم الإنفاق الآسيوي على الدفاع حجم إنفاق الدول الأوروبية الأعضاء في حلف الناتو».

وتغطي حاليا الولايات المتحدة 70 في المائة من الإنفاق الدفاعي لـ«الناتو».

وفي هذا الإطار، ومن ضمن المساعي لخفض الخدمات، يتوقع أن تقدم مجموعات مختلفة من الدول ما بين 20 إلى 30 مشروعا جديدا للدفاع الذكي، تغطي مختلف القطاعات والخدمات الخاصة بالحلف بداية بالذخائر ووصولا إلى الخدمات الطبية.

ويتخوف خبراء من أن تنعكس هذه الإجراءات التقشفية على أداء عمل الحلف مستقبلا.

كما أن من المقرر أن يعلن «الناتو» في شيكاغو أن نظام درع الدفاع الصاروخية أصبح يعمل جزئيا باستخدام منشأة رادارات في تركيا وسفن أميركية مزودة بصواريخ اعتراضية مضادة للصواريخ في البحر المتوسط، الذي ليس من المتوقع أن يعمل بكامل طاقته قبل عام 2020.

وقد تسببت الدرع في إثارة خلاف بين حلف شمال الأطلسي (الناتو) وروسيا التي تصر، رغم التأكيدات بأن النظام لا يستهدف أراضيها، على الحصول على ضمانات ملزمة قانونيا في هذا الصدد.

وصعدت موسكو لهجتها في الآونة الأخيرة، حيث حذر أبزر قادتها العسكريين من أن موسكو لن تتردد في استهداف النظام الجديد، الذي من المفترض أن يشمل أيضا في نهاية المطاف وضع معدات في دولتي رومانيا وبولندا المجاورتين لروسيا. وحاول راسموسن تبرير غياب بوتين، مؤكدا في تصريحاته أن هذا يرجع فقط إلى ازدحام برنامجه الداخلي.

وفي غضون ذلك بدأ آلاف المحتجين الأميركيين بالتظاهر منذ أول من أمس في شوارع شيكاغو، داعين إلى فرض ضرائب على التعاملات المالية في «وول ستريت»، ومنع المتظاهرون حركة المرور في قلب الحي المالي بشيكاغو، بينما أغلقت الطرق السريعة التي ستمر من خلالها مواكب القادة المشاركين في القمة، اليوم، الأحد، وغدا، الاثنين.

وبحسب متابعين، فإن الهدف من هذا التحرك هو فرض «رسم بسيط على المالية العالمية يمكن أن يولد احتياطيات ضخمة لمكافحة الفقر ومكافحة التغير المناخي وأمراض وأوبئة تفتك سنويا بملايين الأشخاص».

ويتوقع أن تنظم مسيرة كبيرة إلى مركز المؤتمرات الذي سيستضيف القمة اليوم، الأحد. وتشهد المدينة استعدادات أمنية مشددة وغير مسبوقة.

كما أبلغ سكان بعض المجمعات السكنية الواقعة في مسار الاحتجاجات المتوقعة بضرورة مغادرة مساكنهم بصورة مؤقتة. وطلب من الكثير من الموظفين العمل من منازلهم طوال مدة عقد القمة.