بنغازي ثاني مدينة ليبية تنتخب مجلسها المحلي بعد مصراتة

رئيس اللجنة الانتخابية: إنها المرحلة الأولى في الانتقال من ثورة إلى بناء دولة

TT

أدلى سكان مدينة بنغازي، الواقعة في الشرق الليبي، التي كانت مهد الثورة على نظام معمر القذافي، بأصواتهم، أمس، لانتخاب مجلسهم المحلي. وكان سكان مصراتة أول من انتخبوا مجلسهم المحلي في فبراير (شباط) الماضي، وتأتي هذه الانتخابات المحلية قبل اختيار أعضاء المؤتمر الوطني العام (المجلس التأسيسي) في يونيو (حزيران) المقبل.

وقال سليمان زوبي، رئيس اللجنة الانتخابية المحلية في بنغازي: «إنها المرحلة الأولى من العملية الانتقالية من ثورة إلى بناء دولة». ومن بنغازي، ثاني أكبر المدن الليبية، كانت انطلقت في 17 فبراير (شباط) 2011 شرارة الثورة على نظام القذافي التي أنهت ديكتاتورية استمرت أكثر من أربعين عاما في البلاد. وقال الناخب سليمان العقوري لوكالة الصحافة الفرنسية: «كنا ننتظر ذلك منذ فترة طويلة، ويسعدني جدا أن أعيش هذه اللحظة التاريخية».

وانتخب سكان بنغازي 41 عضوا للمجلس المحلي، الذي يعادل مجلسا بلديا، من أصل 414 مرشحا، كما أعلنت اللجنة الانتخابية للمدينة أن 200 ألف شخص مسجلون على اللوائح الانتخابية. وشارك في الإشراف على العملية مراقبون محليون وأجانب. وأعلن أمس يوم عطلة في بنغازي التي انتشرت قوات الأمن في كل مداخلها.

وتمتد الانتخابات الأخيرة إلى 1964م خلال حكم الملك إدريس الأول الذي أطاح به القذافي في انقلاب 1969م. وإبان حكم القذافي، منعت الانتخابات التي كانت تعتبر «بدعة غربية». وكان المجلس الوطني الانتقالي الذي يتولى السلطة منذ سقوط النظام استخدم بنغازي في 2011 قاعدة سياسية وعسكرية حتى استيلاء الثوار على العاصمة طرابلس في أغسطس (آب).

ومن التحديات التي يتعين عليه مواجهتها اليوم، التصدي لميليشيات المتمردين السابقين الذين يسيطرون على البلاد. ويتعين عليه بالتالي الإيفاء بوعده وإجراء انتخابات المؤتمر الوطني العام في 19 يونيو المقبل. وبعد الحرب والضعف الذي اعترى مؤسسات الدولة، قامت المجالس المحلية بدور أساسي في إدارة الشؤون اليومية وخصوصا الأمن في المدن. وكان سكان مصراتة أول من انتخبوا مجلسهم المحلي في فبراير الماضي.

وخلال حكم القذافي، كان سكان شرق البلاد يشتكون من تهميش السلطة المركزية لمناطقهم. ويتخوفون اليوم أيضا من ألا توليهم السلطات الجديدة الاهتمام الكافي. وتشكلت مجموعة سياسية وقبلية في بداية مارس (آذار) الماضي للمطالبة بمزيد من الحكم الذاتي لهذه المنطقة الغنية بالنفط وبعودة النظام الاتحادي. ودعا قادة الحركة إلى مقاطعة انتخابات يونيو المقبل لكنهم يدعمون انتخابات المجلس المحلي. وقال أبو بكر بيرة، المتحدث باسم المجلس الانتقالي، في برقة: «ندعم بكل قوتنا عملية الإنقاذ هذه في بنغازي عاصمة (إقليم) برقة (الممتد من الحدود المصرية إلى سرت)».

وكانت ليبيا مقسمة إلى ثلاثة أقاليم إدارية هي برقة (شرق) وطرابلس (غرب) وفزان (جنوب). وألغي هذا النظام الاتحادي في 1963، وحل محله نظام لامركزي قائم على عشر محافظات ألغاه القذافي بعيد توليه السلطة في 1969.