الهند تعتبر الإمارات مصدرا موثوقا للطاقة.. وأبوظبي: مستعدون لرفع حجم صادراتنا

في مؤشر جديد على تقليص اعتمادها على النفط الإيراني

TT

أعلنت الإمارات أمس عن استعدادها لرفع حجم صادراتها النفطية للهند، إلى جانب استعدادها لزيادة استثماراتها في قطاعات الطاقة خاصة قطاع البتروكيماويات، فيما يكتسب الإعلان الإماراتي أهمية استثنائية لأنه يأتي وسط مطالبات أميركية للهند بمزيد من الجهود لخفض استيراد النفط من إيران، على اعتبار أن الهند تعتبر المستورد الرئيسي للنفط الإيراني. بينما تشير المعلومات إلى أن كلا من الهند والإمارات اتفقا على تشكيل فريق عمل يهتم بجوانب الاستثمار بين البلدين يرأسه جهاز أبوظبي للاستثمار.

وأكد الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي «حرص دولة الإمارات العربية المتحدة على تعزيز التعاون مع جمهورية الهند في مجال الطاقة»، مشيرا إلى استعداد الإمارات لرفع حجم صادراتها النفطية للهند وعن رغبتها في زيادة استثماراتها في قطاعات الطاقة خاصة قطاع البتروكيماويات، جاء ذلك خلال المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده مع نظيره الهندي إس إم كريشنا في أعقاب اللقاء الذي جمعهما بالعاصمة الهندية صباح أمس.

وقال الوزير الإماراتي إن الجانبين ناقشا السبل الكفيلة بتعزيز العلاقات المتميزة بين البلدين في المجالات كافة، خاصة في مجالات التجارة والاقتصاد والاستثمار والطاقة، موضحا أن الاجتماع تطرق أيضا إلى السبل الكفيلة بتعزيز التعاون للقضاء على ظاهرة القرصنة، مشددا على أن بناء القدرات في الصومال من شأنه المساهمة بشكل فعال في معالجة هذه الظاهرة.

من جانبه، أكد كريشنا سعي الهند لزيادة وارداتها النفطية من دولة الإمارات كمصدر موثوق للطاقة الحيوية، وكشف عن عزم البلدين تشكيل فريق عمل يهتم بجوانب الاستثمار بين البلدين برئاسة الشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي العضو المنتدب لجهاز أبوظبي للاستثمار.

وكانت الولايات المتحدة عبرت عن أملها أن تفعل الحكومة الهندية المزيد لتقليل المشتريات من إيران التي تخضع لعقوبات نفطية واقتصادية وتجارية دولية.

وقالت وكالة الأنباء الهندية «برس ترست أوف إنديا» إن استثمارات جهاز أبوظبي للاستثمار في الهند وصلت إلى 500 مليون دولار أميركي وتتركز بشكل عام في التطوير العقاري والصناديق الاستثمارية.

وقال الوزير الهندي إنه بحث مع الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان ترتيبات انعقاد مؤتمر الشراكة العربية - الهندية الثالث الذي تستضيفه الإمارات خلال الفترة ما بين 21 و22 مايو (أيار) الحالي وكذلك العرض الترويجي للاستثمار في الهند الذي يقام في كل من أبوظبي ودبي خلال يونيو (حزيران) المقبل.

واعتبر وزير الخارجية الهندي أن دولة الإمارات تعد واحدة من أكبر شركاء الهند التجاريين، حيث وصل حجم التبادل التجاري بينهما خلال الفترة ما بين 2011 و2012 إلى نحو 67 مليار دولار أميركي، مضيفا أن دولة الإمارات تمثل أهمية كبيرة للهند نظرا للعلاقات التاريخية بين البلدين، لكون الإمارات تستضيف جالية هندية كبيرة.

وتراجعت واردات الهند من النفط الخام الإيراني بنحو 34 في المائة في أبريل (نيسان) الماضي مقارنة بمارس (آذار) السابق، وهو أول مؤشر على أن نيودلهي تخفض إمداداتها من إيران، وتقود التخفيضات شركات تديرها الدولة، لتصبح شركة «آي إس آر» المملوكة للقطاع الخاص أكبر مشتر للخام الإيراني حسب ما أظهرت بيانات لعمليات تفريغ الناقلات، وذلك في وقت تشيد فيه الولايات المتحدة بخطوات اتخذتها شركات التكرير الهندية لدعم ضغوط واشنطن على طهران لوقف تطوير البرنامج الإيراني النووي.

وتفيد بيانات بأن إجمالي واردات النفط الهندية من إيران تراجع الشهر الماضي إلى نحو 269 ألف برميل يوميا من 409 آلاف برميل يوميا في مارس الماضي ومن نحو 449 ألف برميل يوميا في أبريل من العام الماضي.

وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون وفي معرض حثها الهند على تقليل وارداتها من إيران، قالت إن هناك مصادر استيراد نفط أخرى متاحة للهند. وأضافت «السعودية وآخرون يضخون المزيد من النفط في السوق».