العوا.. حفيد العثمانيين في ماراثون الرئاسة

صاحب مبادرة وقف العنف في مصر عام 1993 ويؤمن بالحوار والاعتدال

محمد سليم العوا
TT

من نقطة رمادية في المشهد السياسي، يطل المرشح الإسلامي محمد سليم العوا على الماراثون الانتخابي الذي يشارك فيه، مسلحا بثقافة الحوار بوصفها عتبة أساسية للوصول إلى المنصب الرفيع. وتبرز في خلفيته أنه أحد أبرز رواد الحوار الوطني المصري، وعضو مؤسس بالفريق العربي للحوار الإسلامي - المسيحي، ورئيس «جمعية مصر للثقافة والحوار». ومن ثم يتميز فكر العوا بالاعتدال والتركيز على الحوار وليس الصدام بين العالم الإسلامي والغرب، كما أنه من دعاة الحوار والمقاربة بين أهل السنة والشيعة، وترافع عن عدد من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين الذين سجنوا في عهد الرئيس السابق حسني مبارك وكان ممن يعارضون بشدة مشروع توريث الحكم لجمال مبارك.

ترشح العوا مستقلا في انتخابات الرئاسة المصرية بعد أن حصل على تأييد 30 نائبا منتخبا من مجلسي الشعب والشورى (غرفتا البرلمان) منهم نواب مستقلون ومن حزب «النور» السلفي وحزبي الوسط (الإسلامي الوسطي) والبناء والتنمية.

ينحدر سليم العوا من أسرة العوا الشامية التي لا يزال العدد الأكبر من أبنائها يعيش في دمشق، اختار جده عبد الله سليم العوا الإقامة في الإسكندرية منذ عام 1880 وتزوج من سيدة يعود أصلها لمدينة سوهاج بصعيد مصر، وشمل جده ووالده أول قانون يصدر للجنسية في مصر (الذي اعتبر كل مقيم على أرضها منذ 1 يناير (كانون الثاني) عام 1914 مصري الجنسية)، وبذلك لم يحمل جده ووالده سوى الجنسية المصرية، وذلك كون الجد رعية عثمانية شأنه شأن سائر المشمولين بحكم الدولة العثمانية التي لم تكن فيها جنسيات على أساس بلد الميلاد أو الإقامة.

ولد العوا في 22 ديسمبر (كانون أول) عام 1942 بالإسكندرية لأب كان من المرافقين لحسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، وتربى على حب القراءة ومجالسة العلماء، وشغف العوا منذ صغره بالقانون وتعلم النضال السياسي من والده الذي كان يدعم المقاومة الإسلامية في فلسطين، وجالس الكثير من السياسيين والقانونيين الذين كانوا يرتادون منزل أبيه، وتعلم منهم الكثير، مما دفعه للالتحاق بكلية الحقوق، وعمل محاميا بالنقض ومحكما دوليا، وأستاذا جامعيا سابقا.

وحصل العوا على دكتوراه الفلسفة في القانون المقارن بين التشريع الإنجليزي والتشريع الإسلامي من كلية الدراسات الشرقية والأفريقية التابعة لجامعة لندن عام 1972، وشغل منصب وكيل النائب العام المصري وعين محاميا بهيئة قضايا الدولة بمصر وعمل أستاذا للقانون والفقه الإسلامي في عدد من الجامعات العربية، واختير عضوا بمجمع اللغة العربية بالقاهرة ومجمع الفقه الإسلامي الدولي بمنظمة المؤتمر الإسلامي، ونال عدة جوائز علمية ودعوية وخيرية. كما عمل مستشارا قانونيا لدى حزب الوسط الذي أسسه منشقون عن الإخوان المسلمين في التسعينات وحاول الحصول على ترخيص للحزب فووجه طلبه بالرفض أربع مرات، ولم ينل الحزب الاعتراف الرسمي إلا بعد ثورة 25 يناير ورحيل نظام مبارك.

اعتقل الرئيس المصري السابق جمال عبد الناصر العوا عام 1965 في سياق حملة اعتقالات لتصفية صفوف «الإخوان»، وحكم عليه بالانتماء لجماعة محظورة، بعدها ترك منصب مستشار النائب العام وسافر إلى لندن لينال الدكتوراه، وعندما اشتد العنف بين الجماعة الإسلامية والسلطات المصرية في بداية التسعينات كان للعوا دور بارز في وقف العنف، وصف هذا الدور أحد قيادات «الإخوان» قائلا: «العوا دشن مشروعا للحوار أسلوبا بديلا للتخاطب بدلا من الرصاص والقنابل وضمنه خطوات إجرائية لإنهاء القتال ووقف العنف وحقن الدماء».

وكان العوا الأمين العام المؤسس للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الذي دعا إلى إنشائه الداعية يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد عام 2004، كما شارك في إنشاء المعهد العالمي للبنوك والاقتصاد الإسلامي في قبرص التركية سنة 1976، وهو عضو مؤسس في المنظمة العربية لحقوق الإنسان، والمنظمة المصرية لحقوق الإنسان، كما اختير في مجلس أمناء جامعة الخليج العربي، باعتباره واحدا من ثلاثة شخصيات ذات الوزن الدولي في مجال التعليم.

ويتسم فكر العوا بالاعتدال والبعد عن الصدام، ووصفه البعض بأنه أحد المفكرين الإسلاميين القلائل الذين أبدوا محاولة جادة في تعريف ماهية الإسلام السياسي في مجتمع حديث. مكث العوا لسنوات يعمل على بلورة أفكاره في مشروع له آليات للتنفيذ سماه «المشروع الإسلامي الحضاري الوسطي» وقد سخر له الكثير من المؤلفات والكتب، وهو المشروع الذي وصفه باتساعه للمسلم ولغير المسلم المسيحي واليهودي ومعتنقي الأديان الوضعية وغير المتدينين بأي دين، ويهتم المشروع بالإنسان مقوما أساسيا لا تقوم نهضة حضارية من دونه، ولتحقيق ذلك، يعتني المشروع ببناء المؤسسات القادرة على إعادة تكوين الإنسان المصري من خلال برامج وخطط تنموية.

لدى سليم العوا ثلاث بنات وولدان وثمانية أحفاد، توفيت أم أولاده عام 1994، وتزوج زوجته الحالية أماني العشماوي كريمة حسن العشماوي أحد قيادات «الإخوان».

ألف 32 كتابا؛ من أبرزها: «النظام السياسي للدولة الإسلامية»، و«أصول النظام الجنائي الإسلامي»، و«تفسير النصوص الجنائية»، و«الأقباط والإسلام».

ويقول خبراء إن العوا لديه حلول لكثير من المشكلات التي تواجه مصر والوطن العربي، وإنه ثابت على مبادئه لا يتغير ولا يتلون وصاحب شخصية قوية.

* بطاقة تعريف: الاسم: محمد سليم العوا.

تاريخ الميلاد/ السن: 22 ديسمبر 1942 - (70 عاما).

محل الميلاد: الإسكندرية.

الحالة الاجتماعية: متزوج وله خمسة أبناء وثمانية أحفاد.

المؤهل العلمي: دكتوراه في الفلسفة، وفي القانون المقارن بين التشريع الإنجليزي والتشريع الإسلامي، من جامعة لندن عام 1972.

الوظيفة: الأمين العام السابق للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ورئيس «جمعية مصر للثقافة والحوار».

الرمز الانتخابي ورقمه: الشمسية - رقم 8.

شعار الحملة: «بالعدل تحيا مصر».

الصفة الانتخابية: مستقل - محسوب على التيار الإسلامي.

الهوايات: رياضة المشي.

ترتيبه في آخر استطلاعات شبه رسمية: أقل من 1% في استطلاع مجلس الوزراء - (السادس) في استطلاع مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية بـ2.7%.

الملامح الرئيسية للبرنامج الانتخابي - مبادئ الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع واستبعاد أي نص يخالف الشريعة الإسلامية أو يتعارض مع مبادئها الكلية.

- معالجة مشكلات التعليم العام الخاصة بالمنهج والبيئة التعليمية والمدرس وعلاقة الأسرة بالمدرسة.

- رفع نصيب الصحة من الموازنة العامة للدولة بحيث لا يقل عن 15%، وتوفير العلاج الطبي الطارئ لكل إنسان.

- اتباع سياسة ضريبية تصاعدية على الدخل الفردي للأغنياء مع فرض ضريبة ثابتة على الإنتاج بأنواعه كافة تشجيعا للعمل والاستثمار.

- خفض معدلات البطالة وتعديل سياسة الأجور ومنظومة الدخول وإيجاد مصادر جديدة للطاقة وتطوير المصادر الحالية.