مصر تدخل مرحلة الصمت الانتخابي قبل يومين من بدء الاقتراع الرئاسي

كارتر في القاهرة بدعوة «اللجنة العليا».. وإعلان نتائج الخارج خلال ساعات

حملة المرشح الرئاسي خالد علي في شوارع القاهرة أمس (إ.ب.أ)
TT

تدخل مصر اليوم مرحلة الصمت الانتخابي قبل 48 ساعة من بدء أول انتخابات رئاسية في البلاد عقب ثورة 25 يناير (كانون الثاني). وأنهى أمس 11 مرشحا حملاتهم الدعائية، بعد تنازل اثنين من المرشحين للمنصب الرفيع لكل من المرشح عمرو موسى الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، ومرشح جماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمد مرسي، فيما احتدم الجدل بين القوى السياسية في البلاد بشأن إصدار المجلس العسكري الحاكم إعلانا دستوريا مكملا لتحديد صلاحيات الرئيس المقبل.

وخفت أمس ضجيج الحملات الدعائية، وبدت مصر وقد كتمت أنفاسها استعدادا للحدث الأبرز في البلاد بعد عام ونصف العام من اندلاع الثورة ضد نظام الرئيس السابق حسني مبارك، بينما لا يزال فرز أصوات المصريين في المملكة العربية السعودية قائما على قدم وساق، وقالت مصادر في وزارة الخارجية المصرية لـ«الشرق الأوسط» إن نتائج التصويت في جدة والرياض سوف تعلن اليوم (الاثنين)، ليكتمل إعلان تصويت المصريين المقيمين بالخارج.

وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية المستشار عمرو رشدي أن إجمالي الذين أدلوا بأصواتهم في الخارج 317 ألفا و583 صوتا بينهم أكثر من 149 ألفا من السعودية وحدها، بما يعادل 50 في المائة من أصوات المصريين بالخارج، وقال رشدي في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» إن هناك نحو 93 ألفا أدلو بأصواتهم في السفارة المصرية بالرياض، و56 ألفا في القنصلية المصرية بجدة. وعكست نتائج تصويت المصريين في الخارج في البلدان الرئيسية تقدما ملحوظا للمرشحين الإسلاميين عبد المنعم أبو الفتوح ومحمد مرسي فيما يلاحقهم المرشح الناصري حمدين صباحي، يليه عمرو موسى.

يأتي ذلك في الوقت الذي تواصل فيه لجنة الانتخابات الرئاسية ترتيبات بدء التصويت في الانتخابات يومي الأربعاء والخميس المقبلين، من حيث مراجعة توزيع أدوات التصويت على لجان الانتخابات بمختلف المحافظات وتوزيع القضاة بها. وقالت مصادر باللجنة أمس إن المجلس العسكري خصص طائرات حربية لنقل القضاة المشرفين على الانتخابات إلى لجانهم الفرعية في المحافظات.

وفي غضون ذلك، حرص المرشحان أبو الفتوح وصباحي على اختتام جولتيهما الانتخابية بزيارة للكاتب الصحافي محمد حسنين هيكل. واختتم مرسي جولاته في محافظة بورسعيد، بينما أعلن حزب الثورة المصرية تأييده لموسى مرشحا لرئاسة الجمهورية. وأكد طارق زيدان الممثل عن الحزب في تصريحات صحافية أمس أن موسى هو الأنسب لقيادة البلاد في هذه المرحلة.

إلى ذلك، شهد يوم أمس بدء توافد المراقبين الدوليين المقرر مشاركتهم في مراقبة الانتخابات الرئاسية، بينما كان من المقرر أن يصل إلى القاهرة مساء أمس قادما من باريس الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر بعد أن تلقى دعوة رسمية من اللجنة العليا لمتابعة عمليات الاقتراع.

وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد أعلنت أن مركز كارتر للسلام الذي يتخذ من أتلانتا مقرا له قد حصل على الضوء الأخضر لإرسال ‏22‏ مراقبا لمتابعة انتخابات الرئاسة في مصر. وأشارت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم الخارجية الأميركية إلى أن «مركز كارتر للديمقراطية وحماية حقوق الإنسان» قد حصل على التفويض اللازم ليصبح بذلك من بين المنظمات التي ستشهد الانتخابات، لافتة إلى أن دعوة السلطات المصرية مراقبين أجانب للانتخابات خطوة متقدمة لم تحدث من قبل.

واستمر الجدل أمس بشأن الإعلان الدستوري المكمل المزمع إصداره لتحديد صلاحيات الرئيس الجديد.