طهران تعتبر زيارة أمانو «بادرة خير».. وإسرائيل: الإيرانيون يستخدمون المحادثات للخداع

العراق ينأى بنفسه عن فحوى لقاء بغداد.. ويؤكد: لن ندخل قاعة الاجتماع

شددت العاصمة العراقية أمس من إجراءاتها الأمنية استعدادا للمحادثات النووية المرتقبة الأربعاء بين إيران ومجموعة 5+1 (أ.ف.ب)
TT

بينما بدأ العد التنازلي لانطلاق محادثات بغداد المقررة بعد غد لبحث الملف النووي الإيراني بين الجمهورية الإيرانية صاحبة الملف الشائك والمجموعة الدولية 5+1 التي تريد أن تتأكد من أن الهدف الحقيقي لأنشطة إيران لا علاقة له بإنتاج أسلحة ذرية، يصل إلى طهران في ساعة مبكرة من صباح اليوم وفد من رئاسة الوكالة الدولية للطاقة الذرية بقيادة مديرها العام الياباني، يوكيا أمانو، في زيارة عمل ليوم واحد لإجراء محادثات وجها لوجه مع أصحاب القرار في إيران بشان البرنامج النووي، وفي عقر دارهم. وكعادتهم في مثل هذه الأجواء، شدد أعضاء مجلس الشورى الإيراني (البرلمان) على ضرورة التمسك بحقوق بلادهم النووية «السلمية»، أما الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، فقد فضل الإشارة إلى اغتيال العلماء النوويين، وإدانة استهدافهم وهو أحد المواضيع التي يعتقد بأن إيران ستسعى إيران لإثارتها خلال محادثاتها مع المجموعة الدولية.

وبدوره، فضل العراق «النأي» بنفسه عن فحوى تلك المحادثات، مؤكدا أن لا دور له فيها وأنه «لن يدخل إلى قاعة الاجتماع».

ومن المتوقع أن يلتقي أمانو ووفده، المؤلف من نائبه رئيس قسم الضمانات، هيرمان ناكيرتس، ومساعده للشؤون السياسية رفائيل غروسي، بوزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي، ورئيس المجلس الأعلى للأمن القومي وكبير المفاوضين سعيد جليلي، ومدير هيئة الطاقة الإيرانية فريدون عباسي ديواني، وليس من المعروف إن كان سيلتقي بالمرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، صاحب الكلمة العليا في هذا الملف، وفي كل القضايا في الجمهورية الإسلامية.

ووصفت مصادر غربية مطلعة في فيينا زيارة أمانو بـ«بالفرصة الكريمة» لطهران تمنحها لها وكالة الطاقة وعليها أن تتلقفها كي توقع مع الوكالة اتفاقا يعمل بمثابة هادم لجبل الثلج بين إيران والمجتمع الدولي.

أما إيران، فقد عبرت عن أملها في أن تسمح زيارة أمانو «بالتوصل إلى اتفاق» لتسوية الخلاف بين إيران والغرب وإقناع مجموعة 5+1 المؤلفة من الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن وألمانيا بأنها لا تسعى لتخصيب اليورانيوم لغرض إنتاج أسلحة فتاكة.

وقال وزير الخارجية علي أكبر صالحي في تصريحات نقلتها الصحافة الإيرانية، أمس: «نأمل أن يتوصل الطرفان إلى اتفاق لتحديد سبل وإطار (التعاون) للرد على أسئلة وكالة الطاقة الذرية وإزالة الالتباس»، حول البرنامج النووي الإيراني. ورأى وزير الخارجية أن هذه الزيارة الأولى لأمانو إلى إيران منذ تعيينه على رأس الوكالة في ديسمبر (كانون الأول) 2009 «تنبئ بالخير» بالنسبة لتحسين العلاقات بين بلاده والوكالة التابعة للأمم المتحدة. وتشتبه الوكالة التي تقوم بتفتيش معظم منشآت إيران النووية في إطار معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، منذ سنوات بسعي إيران سرا لامتلاك السلاح النووي تحت ستار برنامجها، بسبب عدم تعاون طهران، الأمر الذي تنفيه الأخيرة.

وفي غضون ذلك، طالب 203 نواب من أصل 290 في مجلس الشورى الإيراني (البرلمان) الدول الست بـ«احترام حقوق الشعب الإيراني بما يتوافق مع معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، وبعيدا عن الضغوطات الصهيونية، والانتقال من سياسة مواجهة إلى سياسة تعاون»، كما طالبوا المفاوضين الإيرانيين بـ«الدفاع بحزم عن حقوق الشعب الإيراني».

وكثف المسؤولون الإيرانيون التصريحات التي تؤكد أن بلادهم سترفض أي ضغط خلال مفاوضات بغداد، ودعوا الغربيين إلى رفع العقوبات عن إيران بهدف خلق مناخ «موات» للمفاوضات.

وبدوره، قال النائب البار، رئيس لجنة الأمن القومي بمجلس الشورى، علاء الدين بروجردي، خلال جلسة عقدها البرلمان، أمس، إن «الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وعلى الرغم من الضغوط الدولية والحظر، لن تتراجع عن الحصول عل الخبرة النووية».

وأشار بروجردي إل زيارة أمانو إلى طهران، وقال إن الهدف من هذه الزيارة تبادل وجهات النظر مع المسؤولين الإيرانيين، وتعاون إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأن نتائج هذه المحادثات ستكون مفيدة ومؤثرة ف محادثات بغداد.

أما أحمدي نجاد فقد أشار ضمنيا في كلمة، أمس، خلال مناسبة علمية إلى الضغوطات الدولية والدعوات لوقف البرنامج النووي الإيراني، وقال إن «الأجانب يريدون أن يشغلوننا بأمور جانبية وطفيفة» عن «تقدم بلاده العلمي»، وأضاف أن «الأعداء (أميركا والغرب) قلقون من إنجازاتنا العلمية ويتخذون القضايا السياسة كذريعة ف هذا المجال». وأدان بشدة سلسلة الاغتيالات التي طالت عددا من العلماء النوويين الإيرانيين في ظروف غامضة، وقال إنها «مؤشر عل مد حقد الأعداء وصوابية الطريق الذ تسلكه الجمهورية الإسلامية»، بحسب وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية (إرنا).

أما العراق الذي يستضيف المحادثات بين إيران ومجموعة 5+1، فقد أعلن أمس، رسميا، أن دوره في الاجتماع سيكون «محدود جدا»، مؤكدا أنه ضد امتلاك إيران لأسلحة نووية.

وقال علي الدباغ المتحدث باسم الحكومة العراقية في تصريح لتلفزيون «العراقية» الحكومي إن «دورنا في المؤتمر محدود جدا، ولن يدخل العراق إلى قاعة الاجتماع وليس لنا دور في المؤتمر ووقائعه، بل دورنا إعلامي فقط ونحاول توفير البيئة الآمنة لنجاحه». وأضاف: «أنا لا أتوقع أن هذا المؤتمر سيحل كل الأزمات لكن على أقل تقدير هو إعطاء ضوء وتفاؤل بأن هناك أملا للتوصل بين إيران والمجتمع الدولي إلى معادلة مقبولة وإذا أعطيت هذه الرسالة أتوقع تحقيق نجاحا لا حدود له»، وتابع: «نحن في العراق ضد امتلاك إيران الأسلحة النووية. نحن لا نؤيد امتلاك إيران أسلحة نووية لأننا مجاورون لإيران ونحن قلقون مثل الآخرين».

إلى ذلك، أعرب وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان عن تشكك بلاده في إمكانية التوصل إلى تسوية لأزمة البرنامج النووي الإيراني. وقال في بيان: «الإيرانيون يستخدمون المحادثات للخداع فقط». وأضاف: «لا نرى أن أي إيراني مستعد للتخلي عن طموحاته.. ولا أرى شكا في هذا»، ولكنه أوضح: «سنتابع المحادثات قبل أن نعلن موقفنا».

من جانبه، استبعد سيلفان شالوم، نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي، أن تتخلى إيران عن برنامجها النووي، واعتبر أن إيران ترى في امتلاك قدرات نووية «تأمينا سياسيا» ضد التدخل الأجنبي أو انقلاب نظام الحكم. وأكد أن إيران ستواصل تكتيك «كسب الوقت»، وحذر من أن أي تسوية ستكون مكسبا «قصير الأجل».