أمير قطر يدعو لربيع سلام في الشرق الأوسط ويحذر إسرائيل من تضييع الفرصة

قال خلال مؤتمر بالدوحة إن الثورات انتصرت وبعض الأنظمة لا تزال ترفض الإصلاح

TT

دعا الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر، أمس إلى إطلاق ربيع للسلام العادل في الشرق الأوسط، أسوة بربيع الثورات العربية، حاثا إسرائيل على انتهاز الفرصة في إقامة سلام مع الشعوب العربية.

وحذر الشيخ حمد إسرائيل من أنها إذا لم تستجب لمتطلبات السلام مع العالم العربي «فسوف تفوتها فرصة السلام مع الشعوب». وقال أمير قطر، إن المطلوب من رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي يتمتع بأقوى ائتلاف حكومي في تاريخ إسرائيل «أن يخطو خطوة جريئة طال انتظارها على الطريق المؤدي إلى السلام القائم على وقف الاستيطان وحدود 1967 وحل الدولتين».

وكان أمير دولة قطر يتحدث أمس في افتتاح «منتدى الدوحة» ومؤتمر «إثراء المستقبل الاقتصادي» لـ«الشرق الأوسط»، الذي يحضره قادة سياسيون واقتصاديون، وممثلون لمنظمات مدنية. وفي كلمته في افتتاح المنتدى، حذر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، من أن العالم مقبل على أزمة اقتصادية جديدة من شأنها أن تترك أثرا بالغا على النمو العالمي، وعلى قدرة الدول على الحركة، وقال الشيخ حمد بن جاسم: «لقد تابعتم مؤخرا الأزمة المالية العالمية التي اجتاحت أميركا والدول الأوروبية في سبتمبر (أيلول) 2008 وما خلفته من آثار اقتصادية سالبة ما زالت تلقي بظلالها القاتمة علي منظومة الاقتصاد العالمي ومستقبل الشعوب المتقدمة والنامية». مضيفا أن «كل المؤشرات والتوقعات تشير إلى أن الاقتصاد العالمي مقبل على أزمة جديدة بفعل تراجع معدلات النمو في معظم دول الاتحاد الأوروبي وتباطؤ نمو الاقتصاد الأميركي وموجة الكساد التي تهدد الاقتصادات الناشئة والتي حتما ستنعكس سلبا على مستويات تقدم الدول النامية، لذلك فنحن نواجه الآن تحديات جسام سواء اقتصادية أو سياسية تجعلنا أمام خيارات تحتاج إلى قرارات وآليات دقيقة وفعالة».

وفي كلمته، قال أمير قطر: «منذ الدورة الرابعة في عام 2004 وعلى مدى دورات متتالية طرح المنتدى دعوات حثت كل من توانى في منطقتنا عن الإصلاح على أن يبدأ فيه». مضيفا: «بالتأكيد لم ننفرد في توجيه النقد والدعوة والنصيحة. ولو وجدت تلك الدعوات وغيرها آذانا صاغية لكان تاريخ المنطقة قد اتخذ مسارات مختلفة خلال العام الأخير». وقال أمير قطر: «لقد سبقت ثورات الحرية العربية مؤشرات على جمود شامل، بل وشلل على مستوى فاعلية السياسات، وغضب عارم على المستوى الشعبي. وكان بعضهم يتجاهل هذه المؤشرات إلى أن فوجئ بالثورات وهي تنفجر منذرة بتحول تاريخي غير مسبوق يؤكد أن الشعوب العربية بدأت تنفض عن نفسها غبار التراخي الطويل وأخذت تسعى من جديد للمساهمة في ركب الحضارة الإنسانية».

وأضاف: «لقد انتصرت الثورات العربية، أو هي في طريقها لتحقيق النصر، ولكن دماء الأبرياء الغالية سالت، وما زالت تسيل، للأسف، وبعض الأنظمة لا تزال مصرة على رفض الإصلاح الفوري». وأضاف: «لقد ثارت الشعوب العربية لتسترد للإنسان العربي حريته وكرامته، ولكنها سوف تكون أيضا السند الذي ستبنى عليه منظومة العلاقات الإقليمية في المنطقة خلال السنوات المقبلة».

وتحدث الشيخ حمد عن القضية الفلسطينية وتأثير الربيع العربي، وقال: «كما ينشد الرأي العام العربي الحرية للمواطن، فهو ينشدها للأوطان، وفلسطين هي آخر وطن عربي لم ينل إلى اليوم حريته، وحان الوقت كي ينالها». مضيفا: «من الخطأ أن تترك القضية الفلسطينية معلقة من الناحية السياسية، وعلى جدول الأعمال الدولي، فإرادة الشعوب العربية لن تسمح بذلك بعد الآن. وأدعو إسرائيل إلى أن تتخذ خطوة إيجابية من أجل السلام والعيش المشترك». وقال: «أدعو من خلال هذا المنتدى أن يرافق الربيع العربي ربيع للسلام العادل في الشرق الأوسط». وأضاف، أن الشعوب العربية «لن تنسى فلسطين، تماما كما لا ننسى آلاف الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، وأهل غزة المحاصرين من إسرائيل وغيرها».

ودعا إسرائيل لأن «تنتهز الفرصة لتلتزم بقواعد الشرعية الدولية وأن تعترف بالحقوق العربية المشروعة للشعب الفلسطيني، وأن تنسحب من الجولان السوري، ومزارع شبعا اللبنانية، وأن تمتنع عن الممارسات التي تخلق وقائع تمنع تحقيق السلام العادل في المستقبل مثل بناء المستوطنات وتهويد القدس».

وحذر إسرائيل من أنها إذا لم تستجب لمتطلبات السلام مع العالم العربي «فسوف تفوتها فرصة السلام مع الشعوب»، مضيفا: «الجيل العربي الصاعد الذي صنع الثورات لم يقبل بظلم الأقربين وتحداه، فما بالك بظلم الآخرين».