تجدد القصف على حمص ومدينة قسطون في حماه.. واقتحام الشيخ مسكين في درعا واعتقال العشرات

«لجان التنسيق»: مخابرات النظام تقوم بمسح أمني لمنازل في وسط دمشق.. وتدقق بالأسماء والهويات

صورة التقطها أحد الهواة للحظات تعرض حي جوبر بمدينة حمص لقصف عنيف أمس (أ.ب)
TT

لم تتوقف قوات الأمن السورية، أمس، عن استهداف عدد من المناطق بالأسلحة الثقيلة، وفق ما أعلنته المعارضة السورية، أمس، التي وثقت مقتل 20 شخصا على الأقل - في محصلة أولية - بينهم منشقون، ومعظمهم في حماه وحمص ودير الزور وبانياس وحمص، التي تعرضت ليل أول من أمس لقصف بقذائف «الهاون».

وقال أحد الناشطين من المدينة لـ«الشرق الأوسط» إن «إطلاق النار لم يتوقف طوال الليل، وطال بشكل رئيسي أحياء الخالدية والربيع العربي، حيث سمع دوي انفجارات وقذائف متتالية صباح أمس»، لافتا إلى أن «مدينة حمص تعيش وضعا صعبا مع تدمير جزء كبير من أحيائها وتهجير أهلها».

وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن «بلدة الحصن شهدت قصفا عنيفا بالأسلحة الثقيلة وقذائف (الهاون)». وأفادت لجان التنسيق المحلية بـ«سماع صوت انفجارات وإطلاق نار كثيف في شارع الستين بين دير بعلبة والبياضة».

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه «تم العثور، أمس، في ريف مدينة القصير على جثث 3 أشخاص مجهولي الهوية»، وأشار إلى «سماع أصوت إطلاق نار من رشاشات ثقيلة من قبل القوات النظامية السورية المتمركزة في محيط مدينة الرستن، التي زارها، أمس، وفد من لجان المراقبين الدوليين والتقى ضباطا من المجلس العسكري المعارض».

وفي درعا، قال أحد الناطقين باسم لجان التنسيق لـ«الشرق الأوسط» إن «قوات الأمن السورية اقتحمت بالدبابات مدينة الشيخ مسكين، واعتقلت قرابة 50 ناشط فيها، وعملت على تقطيع أوصالها»، في موازاة وصول تعزيزات عسكرية جديدة إلى طفس تمهيدا لاقتحامها. وأشار إلى أن «تضييق النظام السوري الحصار على درعا لا يمنع خروج المظاهرات اليومية المطالبة بإسقاط النظام»، موضحا أن «قوات الأمن تمنع التجول في عدد من البلدات، لا سيما ليلا، وتطلق النار على كل شيء يتحرك».

وقال الناشط إن «مدينة بصر الحرير لا تزال منكوبة، بينما تتعرض منطقة اللجاة للقصف المستمر»، مشيرا إلى أن وفد المراقبين زار، أمس، بلدة صيدا وتجول في أنحائها، بالتزامن مع إحيائها الأسبوع الأول لاعتقال الناشط محمد الحريري، المحكوم عليه بالإعدام من قبل القضاء السوري. وأوضح أن قوات الأمن أطلقت النار أثناء خروج مظاهرة في ساحة الحرية هتفت للناشط محمد الحريري وللمدن المنكوبة.

وكانت الهيئة العامة للثورة السورية أفادت بأن «قوات النظام اجتاحت مدينة الشيخ مسكين في درعا وسط إطلاق نار كثيف، واعتقلت أكثر من 20 شخصا بالمدينة، إضافة إلى تكسير وتخريب الكثير من الممتلكات»، لافتة إلى «اشتباكات دارت في منطقة الضاحية انشق على أثرها عدد من الجنود النظاميين».

وذكرت شبكة «شام» الإخبارية أن «قوات جيش النظام اعتقلت أقرباء النقيب المنشق قيس القطاعنة، قائد كتيبة العمري بقرية التبة في منطقة اللجاة»، كما داهمت قوات الأمن المدينة وقامت بتكسير عدد من المحلات واعتقلت عددا من الأشخاص إلى أماكن مجهولة.

وفي العاصمة، دمشق، أفادت لجان التنسيق المحلية عن «قيام مخابرات النظام السوري لليوم الثاني على التوالي بمسح أمني لمناطق في وسط دمشق، حيث يجري قرع جميع الأبواب وتسجيل أسماء السكان والتدقيق في هوياتهم». وكان وفد من المراقبين الدوليين زار منطقة نهر عيشة في دمشق، أثناء تشييع أحد القتلى.

وأفاد بأن «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، عن مقتل 9 عناصر من المجموعات المنشقة قتلوا ليلا في كمين نصبته لهم القوات النظامية في ضواحي مدينة دوما في ريف دمشق، بينما وقعت اشتباكات في مناطق جسرين وكفربطنا وسقبا في ريف دمشق.

وفي بانياس، شهدت كل من القرير وسهم البحر ووطا البيضا انتشارا أمنيا كثيفا، في موازاة حملة اعتقالات في حي الفاروق بعد مظاهرة خرجت ردا على اقتحام وطا البيضا.

وفي حماه، قتل 6 أشخاص على الأقل، بينهم طفل قضى في قرية قسطون، بينما أصيب 14 شخصا خلال حملة مداهمات وإطلاق نار واشتباكات دارت بين القوات النظامية ومجموعات منشقة. كما قال ناشطون إن تعزيزات عسكرية كبيرة وصلت أمس إلى بلدة قسطون الغربية التي تعرضت لقصف عنيف أول من أمس قتل فيه نحو 34 مدنيا، وأصيب العشرات بجراح، بالإضافة لتدمير بعض المنازل.

وحذر الناشطون من عملية عسكرية كبيرة تستعد القوات النظامية لتنفيذها في سهل الغاب، وتحديدا في بلدتي قسطون واللج، حيث شوهد استنفار كبير عند حاجز محمبل وصراريف وحواجز طريق سقيلبية جسر الشغور.

وكانت قوات الجيش النظامي اقتحمت بلدة قسطون من جهة الغرب، وحصلت هناك اشتباكات عنيفة مع كتيبة درع الغاب التابعة لـ«الجيش الحر»، وأسفرت عن تدمير 5 دبابات وإعطاب 3 مدرعات «بي إم بي» وإحراق 3 ناقلات جند وقتل عدد من الجنود، مما اضطر القوات النظامية إلى الانسحاب إلى أطراف المنطقة، وقدوم تعزيزات من محمبل وجسر الشغور، ليبدأ قصف عنيف على المنطقة بالدبابات والمدفعية طوال يوم أمس.

كما لوحظ انتشار كثيف للجنود داخل شوارع بلدة معردس، في الوقت الذي تعرضت فيه مدينة سرمدا في ريف إدلب لقصف عنيف بالطيران الحربي بالتزامن مع اقتحام البلدة بالدبابات والآليات وناقلات الجند، بحسب ما قاله ناشطون، وأكدوا وقوع اشتباكات عنيفة عند حاجز سرمدا بين ما يسمى «لواء درع الثورة ولواء شهداء إدلب» والقوات النظامية. وذكر المرصد السوري أن «اشتباكات عنيفة وقعت بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من المجموعات المنشقة المسلحة في المنطقة الواقعة بين بلدة الأتارب في ريف حلب الغربي وقرية كفر كرمين في ريف إدلب الشمالي».

وفي مدينة خان شيخون في محافظة إدلب، أعلن ناشطون عن إتمام صفقة هي الأولى من نوعها بين «تنسيقية أحرار خان شيخون» والسلطات الرسمية، بعد مفاوضات وصفوها بالشاقة، أفضت إلى إطلاق سراح المعتقلين الدكتور صلاح الدين الصالح والشاب وليد مأمون البكور عن طريق وساطة هيئة الأمم المتحدة مقابل تسليم دبابة معطوبة دمرها «الجيش الحر». وقال الناشطون إن التسليم والتسلم تم «بحضور شخصين من لجنة المراقبين الدوليين». وكانت مدينة خان شيخون قد شهدت الأسبوع الماضي مجزرة لدى سقوط قذائف أطلقتها قوات النظام على تشييع خرج هناك بحضور المراقبين الدوليين.

كما ذكرت لجان التنسيق أن وفدا من المراقبين الدوليين زار أمس حي العرفي في دير الزور، حيث التقى عددا من الناشطين أطلعوه على حجم الخراب وخروقات قوات النظام والاعتقالات. كما داهمت قوات الأمن بلدة الطيانة بمدرعات وعدد كبير من السيارات العسكرية وأعداد كبيرة من الجنود، وأقامت الحواجز داخل البلدة.