الهدوء الحذر يخيم على الطريق الجديدة بعد اشتباكات بين عناصر «التيار العربي» و«أهالي المنطقة»

البرجاوي اتهم «تيار المستقبل».. وحوري أكد أنه اعتداء من مجموعة تابعة للنظام السوري على أهالي المنطقة

TT

خيّم الهدوء الحذر على محيط جامعة بيروت العربية في منطقة الطريق الجديدة أمس، بعد ليلة عاصفة اشتبك فيها عناصر من حزب «التيار العربي» الذي يرأسه شاكر البرجاوي المؤيد للنظام السوري، و«عناصر من تيار المستقبل»، مما أدى إلى وقوع قتيلين، وعشرة جرحى على الأقل، وإحراق مكتب حزب التيار العربي، بالإضافة إلى تضرر محال تجارية وسيارات متوقفة في الشارع، وإصابة المباني المحيطة بالرصاص.

وخلت المنطقة أمس من مظاهر الحياة التي اعتادت عليها.. فقد تغيّب الطلاب الجامعيون عن صفوفهم، وأقفلت المحال التجارية والمقاهي التي تملأ المنطقة، فيما انتشرت عناصر «الفهود» التابعة لقوى الأمن الداخلي على مداخل الشارع، إلى جانب آليات عسكرية تابعة للجيش اللبناني. وخلت المنطقة من المارة، باستثناء بعض من حضر لتفقد الأضرار التي طالت ممتلكاته، وبعض سكان المنطقة.

وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن الاشتباكات بدأت قرابة الساعة العاشرة من ليل أول من أمس، وتكثفت خلال ساعتها الأولى، «حيث استخدمت الأسلحة الرشاشة بشكل كثيف»، كما «دوّت انفجارات تبين لاحقا أن أحدها ناجم عن إطلاق قذيفة صاروخية أدت إلى إحراق مركز التيار العربي في المنطقة، بينما لم تُعرف طبيعة الانفجارات الأخرى»، مرجحين أنها عائدة إلى «إلقاء قنابل يدوية».

وقال الشهود إن المنطقة «عاشت ليلة مرعبة»، حيث «لجأنا مع الأطفال إلى مداخل الشقق السكنية البعيدة عن النوافذ، واحتمينا بالمصاعد خوفا من الرصاص». واستمرت الاشتباكات، بحسب الشهود، بوتيرة أخفّ، «ساعتين إضافيتين شهدتا إطلاق عدد كبير من الأعيرة النارية الرشاشة، ولم تستقر الحال إلا مع تدخل الجيش اللبناني، الذي فصلت وحداته وآلياته بين الطرفين المتقاتلين».

وأقام الجيش حواجزه في المنطقة حتى يوم أمس، كما وجدت عناصره أمام مركز حزب التيار العربي بشكل كثيف، إلى جانب وحدات قوى الأمن الداخلي التي انتشرت في الشارع المحاذي لسور ملعب جامعة بيروت العربية، والشوارع المؤدية إلى المدينة الرياضية.

وتضاربت المعلومات حول المتسبب بالاشتباكات، ففي حين قال شهود إن «المعركة» بدأت حين «أطلق مجهولون النار على مكتب البرجاوي»، نفى تيار المستقبل أن يكون أحد من عناصره «أطلق النار على مكتب حزب التيار العربي». وقال عضو كتلة المستقبل النيابية عمار حوري إن «ما حصل في الطريق الجديدة هو اعتداء من مجموعة تابعة للنظام السوري على أهالي المنطقة الذين كانوا يعبّرون بشكل سلمي عن احتجاجهم على استشهاد الشيخين أحمد عبد الواحد ومحمد حسين مرعب في عكار». وأوضح «إننا كتيار مستقبل، لم نكن طرفا مباشرا بما حصل في الطريق الجديدة ليلا»، مشيرا إلى أن «أهالي المنطقة بكل أطيافهم وتنوعاتهم هم الذين قاموا برد فعل انتهى إلى ما انتهت إليه الأمور».

في المقابل، قال رئيس حزب «التيار العربي» شاكر البرجاوي، الذي أخلى مكتبه خلال الاشتباكات، إنّ «مائة مسلّح كانوا يطلقون النار» على مكتبه في طريق الجديدة، وأضاف في مؤتمر صحافي عقده أمس أن «بيت الوسط» (منزل الرئيس سعد الحريري) شريك بالمعركة ضدنا، وكذلك حركة «فتح» شاركت بالهجوم، و«قد تم استحضار السلاح والذخائر بسيارات رباعية»، وأردف: «سوف نعاود فتح مكتبنا في طريق الجديدة». وتساءل: «إذا كنّا حلفاء للمقاومة، فهل هذا استفزاز؟»، وأضاف: «نعم أنا حليف لحزب الله والنظام السوري، وقد خرجنا من طريق الجديدة لأنه أحزننا صراخ النساء وكان المطلوب مجزرة جديدة».

وكان البرجاوي وصف تيار المستقبل في حديث تلفزيوني بأنه «شريك في المؤامرة المحيكة ضد النظام السوري ونظام الممانعة»، مضيفا: «التعبير عن الرأي لا يكون بالتسلح وحرق مكاتب الغير وقتل الناس».

من ناحية أخرى، تفقد المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي دوريات قوى الأمن الداخلي المنتشرة في منطقة الطريق الجديدة ومحيط الجامعة العربية، والتي تم تعزيزها على خلفية أحداث مساء أول من أمس. وأعطى ريفي توجيهاته إلى الضباط والعناصر كافة «بضرورة اتخاذ الإجراءات الأمنية اللازمة والتدابير الميدانية بالتنسيق مع الجيش اللبناني، التي من شأنها أن توفر الأمن والاستقرار وتؤمن سلامة المواطنين». وشدد على «ضرورة التشدد في حفظ الأمن بالتعاون مع الجيش اللبناني»، مؤكدا أن «قوى الأمن الداخلي على جهوزية تامة، ولن يكون أي جيش على الأراضي اللبنانية سوى الجيش اللبناني».