تشييع ديني وسياسي ضخم للشيخ عبد الواحد ومرافقه

كلمات غاضبة تتهم «النظام السوري» وأعوانه في حزب الله بالقتل

TT

لم يكن تشييع الشيخ أحمد عبد الواحد ومرافقه، اللذين قتلا على يد عناصر من الجيش اللبناني أول من أمس في بلدة البيرة العكارية في شمال لبنان، سوى تعبير صارخ للأهالي عن الاستياء من أداء الحكومة اللبنانية وتأثرها بنظام بشار الأسد «الاستخباراتي»، حيث شددت الكلمات في مراسم التشييع على «الرفض الكامل لهيمنة ذهنية القتل والإجرام». وجرت مراسم التشييع في البلدة وسط أجواء من الحزن والغضب وإطلاق نار كثيف أمام القوى الأمنية، بحضور عدد من النواب والشخصيات السياسية والدينية، من بينها أمين عام «تيار المستقبل» أحمد الحريري، ونواب المنطقة، وظهرت أعلام المعارضة السورية في التشييع.

وألقى مرافق للشيخ عبد الواحد، الذي نجا من حادث إطلاق النار، كلمة هاجم فيها حزب الله وسوريا والعماد ميشال عون، ووصف العناصر التي أطلقت النار بأنهم «مندسون للانتقام من إرادتنا ومن نصرتنا للثورة السورية. إنهم مندسون في مؤسستنا العسكرية». وتوجه إلى هؤلاء قائلا: «أقول لكم بلسان كل عكاري شريف أنتم لستم من جيشنا. أنتم لا دين لكم ولا وطن لكم. مكانكم في دهاليز بشار الأسد وفي دهاليز حزب الله وفي إسطبلات ميشال عون».

وطالبت كلمة أهل الفقيد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بـ«الاقتصاص من العناصر التي قتلت الشيخ عبد الواحد أو الاستقالة»، وحذرت كل من يفكر في تمييع قتل الشهيد، محذرة من «دفعنا إلى أخذ حقنا بأيدينا، وعنده عليكم تحمل الفتنة». أما نائب عكار خالد الضاهر فطالب بمعاقبة «القتلة المرتكبين لجريمة اغتيال وإصدار مذكرات باعتقال المسؤولين، ومحاكمة عادلة تؤدي إلى معاقبة المرتكبين وصولا إلى إعدامهم، لأن من ارتكب جريمة الإعدام بحق السيخ يستحق الإعدام شنقا». وقال إن المسؤولية «تقع على رئيس الحكومة وعلى قائد الجيش، ومطلبنا معاقبة المرتكبين»، وقال إن تهديد بشار الأسد والجعفري لن يخيف عكار واللبنانيين، وإن أبناء الشمال والمواطنين الشرفاء «سيتصدون للمؤامرة التي يحيكها النظام السوري الذي فقد القدرة على ضرب الاستقرار في المنطقة».

ويؤكد شقيق الشيخ، رائد عبد الواحد، لـ«الشرق الأوسط»، أن «العائلة أرادت دفن الشيخ بعد تدخل الشيخ سعد الحريري وتمنيه عليهم بالدفن»، مشيرا إلى أن «العائلة لن تسكت إلى أن يقوم القضاء بالقصاص من المجرمين»، مشددا على أن أهالي عكار يشعرون بالغضب ويشاركون العائلة حزنها، موضحا أن «أهل السنة في لبنان يتعرضون لهجوم أمني سياسي كبير من قبل حلفاء إيران وأعوانهم».

من جهته، اعتبر النائب عن «تيار المستقبل» خالد الضاهر، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن «كتلة المستقبل العكارية مستاءة مما قام به عناصر فوج المجوقل، مثلها مثل سائر المواطنين في عكار»، مشيرا إلى أن «توجيهات الرئيسين سعد الحريري وفؤاد السنيورة تقتضي الوقوف إلى جانب العدالة وانتظار ما ستؤول إليه التحقيقات»، موضحا أن «(تيار المستقبل) مع الحفاظ على هيبة الدولة والمؤسسات العسكرية والأمنية»، مؤكدا أن «الشارع السني اللبناني والعكاري تحديدا غاضب ويشعر بالمظلومية»، موضحا أن «هذه المظلومية كانت متوقعة من نظام الأسد ولم تكن متوقعة من الجيش والمؤسسة العسكرية التي تعد الحاضن الأساسي لأبناء عكار»، معتبرا أن «هناك استهدافا كبيرا لأهل السنة ولمؤسسات الدولة».

من جانبه، أشاد النائب خالد زهرمان بـ«حكمة أهالي عكار والشمال وضبطهم لأعصابهم إثر مقتل الشيخ ومرافقه»، موضحا لـ«الشرق الأوسط» أن هذا اليوم «هو يوم حزن وغضب كبير، والناس تحس أنها مستهدفة رغم ولائهم للمؤسسة العسكرية»، مكررا «عدم القبول بالانزلاق إلى الفتنة أو الاشتباك مع المؤسسة العسكرية».