«أجواء إيجابية» تغلف اجتماعات أمانو بطهران

دبلوماسيون غربيون: لا ضمانات مع إيران.. وجليلي يتحدث عن «فتوى» خامنئي

كبير المفاوضين الإيرانيين سعيد جليلي ومدير وكالة الطاقة يوكيا أمانو يتصافحان في طهران أمس، بينما يبدو المندوب الإيراني لدى الوكالة علي أصغر سلطانية في الوسط (أ.ب)
TT

فور هبوط الطائرة التي تقل المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو، في العاصمة الإيرانية طهران، في وقت مبكر من صباح أمس، في زيارة «نادرة» - غادر الأخير والوفد الرفيع المرافق له على عجالة أرض المطار، حيث كان في استقبالهم مندوب إيران لدى وكالة الطاقة السفير علي أصغر سلطانية، لبدء مفاوضات شاقة، لكنها وصفت لاحقا بـ«الإيجابية» مع كبار المسؤولين الإيرانيين المعنيين بالملف النووي الإيراني، في بادرة قد تعتمد عليها إيران لتخفيف العقوبات عليها وإيقاف التهديدات بالحرب، ويأتي ذلك قبل يومين من انطلاق محادثات بغداد بين الجمهورية الإسلامية والمجموعة الدولية «5+1» المقررة غدا حول الملف النووي الإيراني وأبعاده.

وأفرطت وسائل الإعلام الإيرانية في وصف «الأجواء الإيجابية» للمفاوضات التي أجراها أمانو مع كبير مفاوضي الملف النووي الإيراني سعيد جليلي. ونقلت تقارير إيرانية عن أمانو أن المحادثات مع كبير المفاوضين النوويين «كانت موسعة وسيكون لها تأثير إيجابي» على مفاوضات إيران مع القوى العالمية في بغداد.

ونقل التلفزيون الإيراني الرسمي على موقعه الإلكتروني عن أمانو قوله: «أجرينا محادثات موسعة ومكثفة في أجواء طيبة. تقدم المحادثات سيكون له بالتأكيد تأثير إيجابي على المفاوضات بين إيران ومجموعة الـ(خمسة زائد واحد)»، في إشارة إلى القوى الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن، بالإضافة إلى ألمانيا.

وردا على سؤال بشأن اتفاق إطاري لتسوية شكوك بشأن برنامج إيران النووي سريعا، قال أمانو «لن أخوض في التفاصيل، لكن الوكالة لديها بعض وجهات النظر وإيران لديها وجهات نظر معينة خاصة بها»، حسب ما أوردته وكالة «رويترز». وبدوره، أكد جليلي لأمانو أن لا نوايا لتصنيع أسلحة نووية لدى إيران، واستند في صحة كلامه على فتوى المرشد الأعلى للثورة الإسلامية آية الله علي خامنئي بتحريم الأسلحة النووية، وأشار حسب وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) إل «الأساس الكبير الذ تشكله فتو قائد الثورة الإسلامية لنزع السلاح النووي».

وكان علي الدباغ، المتحدث باسم الحكومة العراقية، قد قال في تصريحات سابقة في معرض رده على سؤال حول دور العراق في محادثات بغداد، إن «هناك فتوى دينية الآن في إيران تعتبر السلاح النووي حراما، وبالتالي هذه نقطة مهمة تطمئن المجتمع الدولي بأن هذا النوع من الفتاوى ملزمة لكل الأطراف وخاصة عند المذهب الشيعي، وهي نقطة تعطي للاجتماع معنى وتفاؤلا في حق إيران امتلاك تكنولوجيا للأغراض غير الأسلحة النووية».

وبعد اللقاء «الإيجابي» مع جليلي، التقى أمانو والوفد المرافق له المؤلف من نائبه رئيس قسم الضمانات، هيرمان ناكيرتس، ومساعده للشؤون السياسية رفائيل غروسي، رئيس مؤسسة الطاقة الذرية الإيرانية فريدون عباسي ديواني. ووفقا لـ«إرنا»، فقد استعرض عباسي نشاطات مؤسسة الطاقة الذرية الإيرانية «السلمية»، ونقلت عن أمانو أن «الوكالة ستعزز تعاونها في شتي المجالات وأكثر من السابق». وحسب الوكالة، فإنه تم خلال المحادثات «مناقشة المشاكل السائدة بشكل صريح وقدمت مقترحات لإزالة الغموض وتطوير التعاون».

وكان أمانو، الذي تولى منصبه في 2009 في وقت خيم فيه التوتر على علاقة الوكالة بإيران، قال قبل توجهه إلى طهران إنه يشعر بالتفاؤل بشأن التوصل إلى اتفاق حول البنود والشروط التي بمقتضاها يستطيع مفتشو الوكالة من الوصول إلى المواقع النووية الإيرانية والوثائق والخبراء، وذلك بعد مباحثات أولية بين ممثلي إيران والوكالة أجريت الاثنين الماضي في فيينا، وانتهت دون الإعلان عن أي نتائج ملموسة. وكان من المفترض أن تستأنف المباحثات على نفس المستوى في فيينا، لكن الجانبين اختارا بدلا من ذلك مباحثات على مستوى عال في طهران. ولكن رغم أن محادثات أمانو أمس مع إيران أعد لها على عجل، بشكل دفع بعض الدبلوماسيين إلى الاعتقاد بقرب التوصل لاتفاق بشأن القيام بعمليات تفتيش جديدة - لا يرى كثيرون أن بإمكان إيران إقناع الحكومات الغربية بتخفيف العقوبات سريعا خلال محادثات بغداد الأربعاء.

ويرى دبلوماسيون أن إيران بتعهدها بالتعاون مع مفتشي الأمم المتحدة ربما تهدف إلى تعزيز موقفها قبل المفاوضات الموسعة في بغداد، حيث تريد الولايات المتحدة وحلفاؤها منها التوقف عن أنشطة يقولون إنها غطاء لإنتاج أسلحة نووية.

كما يعتقد دبلوماسيون غربيون أن أمانو، وهو دبلوماسي ياباني مخضرم، ما كان ليقدم على مثل هذه الزيارة النادرة لطهران إلا إذا كان يعتقد أن بالإمكان التوصل إلى إطار اتفاق يتيح لمفتشيه حرية أكبر في عملهم. وقال دبلوماسي أوروبي: «إما أن الوكالة متأكدة للغاية من أن لديهم اتفاقا أو أنها ببساطة تكثف جهودها للتوصل إلى اتفاق.. أن أرفع مسؤول في الوكالة يذهب إلى هناك، لكن مع إيران لا ضمانة لشيء».

ورغم أن جدول المباحثات لم يكشف عنه النقاب، فمن المتوقع بشكل كبير أن الموضوع الرئيسي تفتيش مجمع بارشين. وقال مبعوث غربي قبل زيارة أمانو لإيران ومحادثات بغداد «سنرى ما إذا كان الإيرانيون سيوافقون على السماح للوكالة بزيارة موقع بارشين. عندي شكوكي الخاصة مهما ورد في أي اتفاق على الورق».

بينما أفاد دبلوماسي آخر عن اجتماع بغداد الذي جرى الترتيب له من خلال اجتماع القوى الست مع إيران في إسطنبول الشهر الماضي والذي أنهى توقفا دبلوماسيا استمر لأكثر من عام «لن نفعل شيئا محددا مقابل كلمات معسولة».

إلى ذلك، وردت تقارير من داخل إسرائيل عن أن الدولة العبرية قد «تكون أكثر مرونة تجاه تخصيب إيران اليورانيوم بمستوى منخفض».