نجاد يلوح بغصن الزيتون للبرلمان

نائب يتهم الحرس الثوري بتزوير الانتخابات والأخير يهدد بمقاضاته

TT

لم يبد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد مشغول البال خلال لقائه بالأعضاء الجدد المنتخبين في مجلس الشورى الإيراني (البرلمان)، أمس، بعد يوم من انتقادات حادة وجهها إليه النائب «المثير للجدل» علي مطهري، اتهمه فيها بالتساهل في فرض الحجاب ودعاه، ساخرا، إلى التفكير في فتح ملاه ليلية، بل اختار نجاد أن يفتح صفحة جديدة مع البرلمان المنتخب وطي صفحة الخلافات العاصفة بينه وبين البرلمان المنتهية ولايته.

وفضل الرئيس الإيراني خلال كلمته أمس التي ألقاها أمام البرلمانيين الجدد التلويح بغصن الزيتون، مؤكدا دعم حكومته لهم، وذلك لتلافي سلسلة الخلافات التي خاضتها حكومته مع البرلمان المنتهية ولايته ورئيسه علي لاريجاني، والعقبات التي واجهتها مع رفض ذلك البرلمان مشاريع قرارات سنتها حكومته أغلبها يتعلق بخفض النفقات والتقشف جراء العقوبات الدولية المفروضة على الجمهورية الإسلامية. وبعد أن أشار الرئيس الإيراني في كلمته أمام الأعضاء الجدد إلى قدرات وطاقات بلاده «الهائلة» وقدرتها على «تسلق قمم النمو والشموخ»، اعتبر حكومته «خير داعم للمجلس، حيث إنها تدعم مجلس الشورى الإسلامي بصورة كاملة، وإن رئيسها (نجاد) يعتبر نفسه خادما للشعب ويتسلم رسائل الناس بصورة مباشرة ويرد عليها بعد دراستها»، بحسب وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية (إرنا). واسترسل نجاد في دعم فكرته حول عدم وجود خلافات بين الحكومة والبرلمان، وأكد على «عدم وجود أي هوة بين الحكومة والبرلمان»، وأضاف أنه «من خلال العزيمة الجادة والتعاطف والعمل من قبل كل المسؤولين، بالإمكان اتخاذ خطوات تحقق الشموخ والنمو للبلاد». واتهم النائب الإيراني البارز علي مطهري، وهو من المحافظين المتشددين عن العاصمة طهران والمعروف بانتقاداته اللاذعة لأحمدي نجاد، الرئيس الإيراني بالتساهل في فرض الزي الإسلامي، ودعاه، ساخرا، إلى التفكير في فتح نواد ليلية. وقال، بحسب ما نقلت عنه وكالة «فارس» للأنباء، إن «وضع الحجاب الإسلامي بات كارثيا بسبب التشجيعات الصادرة عن الرئيس أحمدي نجاد»، مضيفا أن الرئيس الإيراني مع مدير مكتبه إسفنديار رحيم مشائي «روجوا لارتداء السروال والمعطف الذي يصل إلى ما فوق الركبة» لدى الفتيات. وأضاف مطهري، الذي أعيد انتخابه خلال الانتخابات التشريعية الأخيرة: «لقد سمحوا، بالنتيجة، بالاستفزاز الجنسي، وبات عليهم اليوم أن يفكروا، ربما، في فتح علب ليل وكباريهات». غير أن تصريحات مطهري لم تلق صدى واسعا بين أعضاء البرلمان الجديد حتى إنها أثارت استهجان نواب محافظين ووصفوها بأنها «مهينة» بحق أحمدي نجاد، وذهب البعض؛ ومنهم نائب طهران المحافظ محمد إسماعيل كوسري، إلى حد مطالبة القضاء بالتحرك لملاحقة مطهري على كلامه هذا. ومطهري، الذي يعرف بأنه واحد من أكثر النواب جرأة واستقلالية، لم يشمل الرئيس الإيراني وحده بتصريحاته النارية؛ بل تجاوزه إلى الحرس الثوري الإيراني، قوات النخبة الموالية للمرشد الأعلى، حيث اتهم تلك القوات بالتلاعب في الانتخابات الأخيرة، الأمر الذي أثار غضب الحرس الثوري الذي اتهم النائب الإيراني بممارسة لعبة «الإعلام المضاد للثورة».