الرئيس اليمني السابق ينقل إلى المستشفى بعد وعكة مفاجئة

تدهور صحة صالح لم يمكنه من ترؤس اجتماع المكتب السياسي لحزبه أول من أمس

TT

قال مصدر مقرب من الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، لـ«الشرق الأوسط» إن صالح ما زال يرقد في مستشفى «48» منذ ليلة أول من أمس، بعد أن تعرض لوعكة صحية طارئة قبيل ترؤسه اجتماعا لقيادة حزبه في العاصمة صنعاء، وقال المصدر، الذي رفض الكشف عن هويته، إن صالح بات يعاني من حالة صحية سيئة بعد أن تعرض لمحاولة الاغتيال في 3 يونيو (حزيران) العام الماضي في جامع دار الرئاسة بجنوب العاصمة اليمنية صنعاء.

ولم تفصح المصادر المقربة من الرئيس المخلوع عن طبيعة الحالة المرضية التي ألمت به، لكنها أكدت أنه يعاني من عدد من الأمراض، إضافة إلى الآثار الجانبية للحروق التي تعرض لها في محاولة الاغتيال، ويتبع المستشفى الذي نقل إليه صالح للعلاج، قوات الحرس الجمهوري التي يقودها نجله العميد الركن أحمد علي عبد الله صالح، ويحظى هناك بإشراف ورعاية طبية عالية.

وكان صالح يوشك أن يترأس، أول من أمس، اجتماعا للجنة العامة (المكتب السياسي) لحزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه، حيث يحضر لعقد مؤتمره الـ8 خلال الفترة المقبلة، لكنه لم يتمكن من ترؤس الاجتماع ونقل على الفور إلى المستشفى لعدة ساعات، قبل أن يخرج، وفي المساء أعيد نقله إلى المستشفى مرة أخرى، وحسب تصريحات المصدر المقرب منه لـ«الشرق الأوسط»، فإنه ما زال يتلقى العلاج، في وقت ترجح فيه مصادر في صنعاء أن ينقل إلى خارج اليمن للعلاج.

وكان الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، عاد مؤخرا من الولايات المتحدة الأميركية بعد رحلة علاجية استمرت أسبوعين، واعتبرت بعض الأوساط خبر نقله إلى المستشفى مقدمة لمغادرته اليمن إثر الضغوط، الغربية تحديدا، عليه لمغادرة البلاد، وعدم البقاء فيها كي لا تتعثر التسوية السياسية القائمة في اليمن بعد تنحي صالح في ضوء المبادرة الخليجية التي وقعها في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي في العاصمة السعودية الرياض، والتي نصت على رحيله.

وحكم صالح اليمن الشمالي من 17 يوليو (تموز) عام 1978، قبل أن يصبح رئيسا لليمن الموحد (الشطرين الشمالي والجنوبي) في 22 مايو (أيار) 1990، حتى سلم سلطاته إلى الرئيس الجديد، عبد ربه منصور هادي، الذي انتخب في 21 فبراير (شباط) الماضي، ويبلغ من العمر 70 عاما، ويعد من أكثر الرؤساء حكما لليمن منذ ستينات القرن الماضي.

وكان الرئيس السابق قضى عدة أشهر في أحد المستشفيات بالعاصمة السعودية الرياض لتلقي العلاج بعد محاولة الاغتيال التي تعرض لها.

ويسعى حزب المؤتمر الشعبي العام (شريك الحكم حاليا) إلى إعادة ترتيب صفوفه بعد الاهتزازات التي تعرض لها مع «الثورة اليمنية» التي جاءت في سياق ما يعرف بـ«الربيع العربي»، بعد أن كان حزبا حاكما بشكل منفرد منذ عام 1997، وتؤكد قياداته أنه حزب قادر على إعادة بناء نفسه بعيدا عن السلطة، وكان صالح أصدر قرارا حزبيا بتكليف أمين عام الحزب، الدكتور عبد الكريم الإرياني، بقيادة الحزب خلال الفترة الراهنة.